Sunday, August 21, 2011

بلانفورد لـ«السفير»: «التايم» أضافت «المقابلة» لتحقيقي الكهرباء: التفاصيل اليوم قبل الحسم
شغلت المقابلة التي قالت مجلة «التايم» الأميركية إنها أجرتها مع واحد من أفراد «حزب الله» المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، الدولة اللبنانية بكل مستوياتها،
وعاش اللبنانيون في الساعات الثماني والاربعين الماضية تحت وطاة ارتداداتها التي أربكت المشهد العام، وخاصة على المستوى الرسمي الذي ركز على رصد مصدرها والغاية
منها، فيما شهد المستوى السياسي انقساما حاداً حيالها بين فريق يقوده زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، الذي شن هجوما عنيفا على الحكومة ولم يوفر رئيس الجمهورية
ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبين فريق يقوده «حزب الله» رافض لتلك المقابلة ومشكك في صدقيتها وفي أهدافها المكملة للسياق الاتهامي ضد الحزب والتحريضي
ضد الحكومة.
على أن التطوّر الذي برز أمس، تمثل بمبادرة مراسل «التايم» في بيروت نيكولاس بلانفورد إلى نفي علاقته بالمقابلة، مما عزز الشك بمضمونها، ووضع المجلة الاميركية
في دائرة الشبهة، حيث أشار المراسل الى تلقيه نص المقابلة من إدارة الصحيفة في نيويورك. فيما أكدت مصادر قضائية لـ«السفير» أن الجهات القضائية المختصة وضعت
يدها على الموضوع، وقالت إن بلانفورد استدعي الى التحقيق، وسيمثل اليوم امام مدعي عام التمييز القاضي سعيدا ميرزا لسماع أقواله.
وقال بلانفورد لـ«السفير»: «إن كل ما في الأمر أنني تلقيت اتصالا من إدارة تحرير المجلة في نيويورك يوم الخميس الماضي لإبلاغي أن لقاءً أجري مع أحد المتهمين
في جريمة اغتيال الحريري، وستتم إضافته إلى التحقيق الذي كنت كتبته بشأن القرار الاتهامي وموقف حزب الله منه».
وعند سؤاله عما إذا كان متأكداً من أن المقابلة أجريت فعلاً قال: «لا أستطيع التأكيد لأنني لم أكن هناك، إلا أني أجزم بأن «التايم» صحيفة ذات مصداقية عالية،
ويستحيل أن تلجأ إلى بدع مماثلة»، مردفاً «أنا واثق من أن اللقاء مع المتهم قد جرى، وإلا لما كانت إدارة التحرير وافقت على نشره».
ونفى ان يكون قد تلقى اية تهديدات وقال: «لست خائفا لأن لا علاقة لي بالمقابلة ولم أتعرّض للتهديد ولم أتلقَّ أي
اتصال من قبل حزب الله» (راجع ص 2).
الى ذلك، قالت اوساط الرئيس ميقاتي لـ«السفير» إن رئيس الحكومة يأمل ان تكشف الخلفيات الحقيقية في ضوء تضارب الروايات حول ظروف المقابلة ومضمونها. وشدد ميقاتي،
بحسب اوساطه، على عدم استباق نتائج التحقيق، وعلى عدم إطلاق مواقف مسبقة، وقال إنه سيتابع الموضوع من خلال القضاء، مشيرا الى ان الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة
في ضوء ما سيترتب على نتائج التحقيق، بصرف النظر عن المواقف المعلبة والجاهزة والمعروفة الأهداف.
وأكدت الاوساط «ان لا مبرر للحملة التي تقوم بها قوى المعارضة ضد الحكومة»، وقالت: إننا نبحث عن تهدئة الوضع لكنهم يقومون بالعكس، والرئيس ميقاتي لن يكون جزءا
من جوقة التوتير والاضطراب في البلد، لذلك لن نرد على كل ما يثار إلا عند الضرورة القصوى لتوضيح أمر ما، وكلما قطعنا شوطا الى الامام يثيرون قضية تزعج الوضع
كما حصل مع مقابلة «التايم»، ولا تقود الا الى اضافة مزيد من التشنج في البلد.
وردا على سؤال قالت أوساط ميقاتي: يقولون من ضمن الحملة على الحكومة اين الدولة مما يجري من أحداث أمنية، فهل كانت هناك دولة خلال السنوات الاربع الماضية التي
تسلموا الحكم فيها، هل سعوا الى ضبط الامن فعليا؟
خطة الكهرباء: اجتماع حاسم اليوم
من جهة ثانية، ينتظر أن يعقد اليوم اجتماع وزاري في السرايا الحكومية وصف بالحاسم على صعيد بت خطة الكهرباء. وتحدثت مصادر وزارية مواكبة للموضوع عن اتصالات
جرت في الساعات الماضية بهذا الشأن، وخاصة بين رئيس الحكومة ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. وأشارت المصادر الى أن اجتماع اليوم سيتضمن شرحا من
قبل وزير الطاقة جبران باسيل للوزراء، وسيجيب عن الأسئلة والاستفسارات التي يطرحونها.
وأوضحت ان التوجه العام هو القيام بدراسة تفصيلية للخطة، وخاصة في الشق التقني الذي ترتكز عليه، بالإضافة الى ما يتصل بالتمويل وأبوابه وكيفية إدارته وصولا
الى وضع الضوابط الأساسية المطلوبة لهذا الموضوع خاصة أنه إنجاز ليس لفرد بعينه بل للحكومة وعلى هذا الأساس سيجري طرحه على مجلس النواب بصيغة مشروع قانون لا
اقتراح قانون.
ولفتت المصادر المتابعة الى ان دراسة الخطة ستجري في ضوء قانون تنظيم قطاع الكهرباء الرقم 462 النافذ الاجراء، اذ ينبغي الا تتعارض الخطة الكهربائية مع أحكام
هذا القانون، بل تنسجم معه، بما يؤدي للوصول بهذا الموضوع الى تحديد أفضل سبل المعالجة لهذا الملف الذي يستنزف الخزينة اللبنانية، ويشكل المصدر الأساسي للدين
العام.
وأوضحت المصادر الوزارية ان الخطوات التالية ستتقرر في ضوء اجتماع اليوم، فإذا ما جرى التفاهم وتوضحت الصورة اليوم، فهذا سيعكس نفسه في جلسة مجلس الوزراء التي
ستعقد في قصر بيت الدين غدا، وكذلك في جلسة مجلس النواب المقررة الاربعاء، أما إذا تعذر ذلك وتطلب الأمر توضيحات إضافية من وزير الطاقة، فربما يتطلب ذلك وقتا
اضافيا (ربما الى الأسبوع المقبل).
وفي هذا المجال أكدت أوساط ميقاتي الأولوية التي يوليها رئيس الحكومة للموضوع الكهربائي، منوهة بأهمية الاجتماعات التي تحصل لبلورة الحلول، وحملت المعارضة مسؤولية
عدم إقرار المشروع وحرمان المواطنين اللبنانيين من التيار، مشيرة الى انه من غير المجدي رمي هذه الكرة في ملعب الحكومة، فهي قامت وتقوم بما عليها من أجل توفير
مصالح المواطنين.
من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور لـ«السفير»: لقد حصلت مداولات في اليومين الماضيين مع رئيس الحكومة وعدد من الأطراف السياسيين، والاتجاه
لدينا هو إجراء نقاش تقني وتفصيلي حول الخطة وآلية تنفيذها، وهذا ما سيجري اليوم في السرايا، مع تأكيد ضرورة إنجاز ه`ذا الأمر في أسرع وقت ممكن.

No comments:

Post a Comment