Monday, August 8, 2011

الراعي من الإقليم إلى بيت الدين مروراً بمزرعة الشوف:
ضـد الثنائيات... ولنحافظ على الأرض ولو كانت شـبراً
الراعي في مزرعة الشوف (خلدون زين الدين)
.. وفي إقليم الخروب
احمد منصور
دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي المسلمين والمسيحيين الى المحافظة على أرضهم وتجنب بيعها، حتى من الواحد الى الاخر «لان الأرض كيفما كسبناها بالشراء او
بالتعب هي ارض الوراثة وهي عطية من الله، والله بذاته لا يريد ان تباع، لانها اهانة له». واعتبر أن بيع الأرض ليس استثمارا، مهما كان المال، مشددا على المحافظة
على هذا الارث العظيم حتى يبقى من جيل الى جيل لان التاريخ لن ينتهي معنا.
كلام الراعي جاء خلال زيارته الرعوية لمنطقة اقليم الخروب، حيث استهلها من بلدة الجية، وكان في استقباله وزير المهجرين علاء الدين ترو والنائب محمد الحجار وعدد
كبير من الشخصيات السياسية والدينية.
ولدى وصوله، توجه الراعي فورا إلى كنيسة دير مار شربل حيث أدى الصلاة، وكتب كلمة في السجل الذهبي. ثم انتقل الى كنيسة سيدة النجمة الملاصقة للدير وهي قيد البناء،
حيث حيا المحتشدين وباركهم.
وبعد كلمة ترحيبية للرئيس العام للرهبانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، قدم له رئيس دير الجية الأب جورج شولي نسخة عن أيقونة سيدة النجمة، وقطعة من «الأرث
المبعثر» عبارة عن قطعة من فسيفساء كنيسة بورفيريون، ثم تحدث الراعي فقال: «يختلفون على كتابة التاريخ اللبناني لان كل واحد عنده «شقفة» من كتابة هذا التاريخ،
فالمسلم كتب تاريخه على الارض اللبنانية، والمسيحي والماروني كذلك، فمن الصعب ان «يشقف» التاريخ، ولذلك نحن غير قادرين على كتابة تاريخ واحد موحد».
ودعا الراعي إلى «الحفاظ على الأرض ولو كانت شبرا، حتى يبقى عندكم وجود وكرامة وجذور ورسالة فاعلة في لبنان وفي الشرق وفي العالم كله».
بعدها، أكمل جولته حيث كانت له محطة في كل من بلدتي علمان وجون، ولا سيما في دير المخلص، كما زار ضريح الاب المخلصي بشارة ابو مراد في الكنيسة، متمنيا التوفيق
للكنيسة والرهبنة الباسيلية.
وزار الراعي بلدات بكيفا ومزمورة ومزرعة الضهر والمطلة وبسابا متوجها في طريقه الى بيت الدين حيث مقر المطرانية المارونية، وأقيم له في مزرعة الشوف («السفير»)
الشوفية، احتفال حاشد شارك فيه ممثل عن النائب وليد جنبلاط، ونواب وفعاليات المنطقة.
وبعد كلمة ترحيبية لكاهن الرعية الخوري جان عزام، ثم رئيس بلدية مزرعة الشوف جهاد ذبيان، تحدث الراعي معلناً اطلاق عنوان زيارته الى الشوف «أرض الوجدان التاريخي».
وشدد على العلاقة التاريخية بين الموارنة والدروز «التي تعود الى العام 1516 ايام فخر الدين الاول الذي تعاون مع البطريرك الماروني موسى العكاري لإنهاء حكم
الظلم الذي مارسه المماليك علينا جميعاً، وكان لا بد من قرار تاريخي ووقفا معاً بكرامة فخاضا الحرب وانتصرا في معركة مرج دابق، وانطلقت المسيرة المارونية –
الدرزية واستمرت».
وقال «نريد المصالحة لاننا نريد طي الصفحة وبان تكون ثقافتنا معا ثقافة الغفران، وهذا الوجدان التاريخي الدرزي – الماروني لا لكي نؤلف ثنائية في زمن الثنائيات
نحن ضد الثنائيات وما قصف ظهرنا في لبنان اليوم هو الثنائية – من هنا او هناك – في الوسط، لا؟ لا نقبل هذا لانه ضد الثقافة اللبنانية، فالعلاقات لم تكن ظرفية،
وفخر الدين الثاني هذا الرجل المنفتح الذي تعالى على الثأر وآمن بان الثأر يولد الثأر والقتل يولد القتل راح يفتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان، فتعاون مع البطاركة
الموارنة ليفتح بطموحاته نحو الغرب، فكان عهده السلام والاستقرار واسس نواة الكيان اللبناني والعيش المشترك الذي نعيشه اليوم، والوجدان هو من عمق الثقافة اللبنانية،
ليس من السهل عودة الناس بعضها لبعض او نسيان القتل والتهجير لكن اللبنانيين ادركوا ان ثقافة العيش معاً اقوى من القتل والدماء والعيش معا بالرغم من كل شيء
والثقة في ما بينهم، وجعلوا من الميثاق الاربعيني ميثاقا غير مكتوب بل في الثقة مهما كُتب ان لم تكن الثقة والمحبة في القلب كل الكتابات تبوخ، لا يستطيع احد
من اللبنانيين الغدر بأحد، او الغاء احد، لان لبنان ارض الثقة والكبر والكرامة والكبير هو رجل الكلمة».
ومن مزرعة الشوف، توجه الراعي الى بيت الدين مرورا بالسمقانية ودوار بعقلين وأقام مطران صيدا ودير القمر الياس نصار عشاء على شرف البطريرك الماروني في الكرسي
الاسقفي لمطرانية صيدا في بيت الدين، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالاضافة الى ممثل رئيس مجلس النواب النائب ياسين جابر وممثل لرئيس الحكومة
ونحو تسعين شخصية والوزير علاء الدين ترو ممثلا رئيس جبهة النضال الوطني.
وألقى الراعي كلمة شدد فيها على أهمية المصالحة والحوار والعودة الى الجبل والتمسك بالأرض.

No comments:

Post a Comment