Monday, August 8, 2011

> «تهريب السلاح»... بند استثنائي على طاولة الحكومة

«تهريب السلاح»... بند استثنائي على طاولة الحكومة

حلّ بند «تهريب السلاح» إلى سوريا ضيفاً استثنائياً على الجلسة العادية للحكومة أمس، في وقت كانت فيه المعارضة هدفاً لهجوم مركّز شنّه رئيس مجلس النواب نبيه
بري على «دعاة التهدئة مع العدو والمتربصين أبداً بالشقيق»

في وقت استقوت فيه المعارضة، وخصوصاً تيار المستقبل وزعيمه، بموقف الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لمواصلة الهجوم على النظام السوري، كان تصويب المعارضة
على موقف لبنان في مجلس الأمن محور ردّ عنيف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وآخر ألطف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

بري لم يسمّ، ولكنه أطلق في إفطار مؤسسة واحة الشهيد سهاماً حادة في اتجاه معظم مواقف المعارضة من سلاح المقاومة والحكومة والحوار والموقف في مجلس الأمن.
أما أقسى العبارات فساقها بري في إطار ردّه على الحملة على الحكومة وعلى موقف لبنان في مجلس الأمن، قائلاً «كفى دعاة التهدئة مع العدو والمتربصين أبداً بالشقيق،
الرحماء المتواضعين مع كل غربي والقساة العتاة الرافضين لأقرب عربي، الذين هالهم الدور الريادي الذي قادته حكومة «حي على العمل» في مجلس الأمن والذي أدى إلى
إبعاد قرار الحرب على سوريا وسهّل صدور بيان متوازن يدعو إلى الإصلاح ووقف الفتنة في آن، وبقي أميناً على سياسة لبنان المستدامة بالنأي بنفسه، نعم بالنأي بنفسه
عن كل صراع في ما بين العرب والعرب، فكيف بالحال ضمن الشعب الواحد؟ اعتبروا أن موقف لبنان عار في مجلس الأمن، وهم الذين لم يدعوا إكليل غار لنا إلا واستبدلوه
بإكليل عار في مجلس الأمن. لا يا سادة، اسألوا أسيادكم في مجلس الأمن هذه المرة عن موقف لبنان، وتأكدوا أنكم ستسقطون اتهاماتكم. لا يا سادة، هذه البروباغندا
حيناً بالهجوم على حكومة لم تبدأ بعد تقريباً، فقد أُلّفت بالأمس القريب، أو بالتهجّم على موقف شريف وكريم، أو على شخص رئيس الحكومة من دون أي مبرر ونبشكم لقبور
خطاياكم. وصلت الرسالة، فقد فقدتم أعصابكم، هذه هي الحقيقة، مسرحية الشخص هي هي، لبوس هذه الأمة وآلامها، ولم تكن يوماً من الأيام من آمالها».
وشدد بري على «الاستقرار النقدي والأمني»، مؤكداً «ضرورة العمل ليل نهار لتعويض العقم الذي اعترى الحكومات السابقة، الأمر الذي يسهم في فتح الباب على استعادة
الحوار الوطني من دون شروط مسبقة. فالمنطقة صدّقوني تتشكل من جديد، ولبنان عنها ليس ببعيد، إلا إذا أردنا أن نكون إزاء مرة واحدة، أن نكون نحن القابلة لهذا
المولود، إلا إذا أردنا أن نكون أمام «سايكس بيكو» بموعد جديد. نحاول هذه المرة قسمة الشخص الواحد في الأمة العربية إلى شخصين».
وبعبارات أخف، دافع ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء، التي ترأسها أمس في السرايا، عن قرار النأي بالنفس «لأننا وجدنا أن المقاربة التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي
لا يمكن أن تمثل حلاً لما يجري في سوريا. كذلك فإننا في الوقت نفسه لم نشأ تعطيل صدور القرار الذي يعكس إرادة دولية في النظرة إلى هذه الأحداث، ولا سيما في
الشق الإنساني منها الذي يلتقي الجميع على المطالبة بوقف أعمال العنف، وهذا ما عبّرت عنه جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في اليومين الماضيين».
وقال إن موقف لبنان كان «بمثابة رسالة الى المجتمع العربي والمجتمع الدولي في آن واحد، كي يجري التعامل مع الاحداث في سوريا من المنطلقات التي تحقق فعلاً أمناً
مستداماً وإصلاحاً واعداً، لا أن تزيد الامور تعقيداً»، وأضاف أنه من هذا المنطلق أيضاً جاء «الموقف الحكيم الذي عبّر عنه» الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز
«في دعوته الى وقف العنف وإراقة الدماء، وإلى الإسراع في الإصلاحات المنشودة التي من شأنها النأي بسوريا عن المزيد من دورات العنف وتحقيق أماني الشعب السوري».
ودعا «موجّهي الانتقادات في الداخل» إلى «الكف عن استغلال ما يجري من أجل تحقيق مكاسب سياسية ظرفية»، مشدداً على أن المهم الآن هو حماية لبنان من تداعيات ما
يجري في المنطقة «حتى نتمكن من التنافس بعد ذلك على المواقع والكراسي».
وكان الضيف الاستثنائي على طاولة الجلسة العادية للحكومة هو موضوع «تهريب السلاح» إلى سوريا، بعدما شدد الوزيران علي حسن خليل ومحمد فنيش على خطورة هذا الموضوع
وعدم جواز أن تبقى الحكومة في موقف المتفرج في هذا الشأن. وقال وزير الإعلام بعد الجلسة إنه جرى التشديد على «أن تقوم السلطات القضائية والأمنية بدورها ومهماتها
وبواجباتها حتى النهاية، وذلك حفاظاً على اتفاق الطائف وعلى معاهدة الأخوة والتعاون بين لبنان وسوريا، والتي تؤكد أن لبنان لن يكون ممراً لاستهداف سوريا والعكس
أيضاً». وأعلن عن جلسة ثانية للحكومة بعد غد الخميس في قصر بعبدا.
في المقابل، تمحورت معظم مواقف نواب المستقبل، أمس، على التنويه بموقف الملك السعودي والهجوم على النظام السوري، وكان أبرز هذه المواقف للرئيس سعد الحريري الذي
وصف، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي، موقف عبد الله بأنه «منعطف في مسار الأحداث التي تجري في سوريا»، وطالب الحكومة بأن «تعي أهمية هذه اللحظة التاريخية، وإعادة
النظر في سياسات الالتحاق الكامل بما يرسم لها من أدوار سياسية وأمنية ودبلوماسية لا تتوافق مع مبادئ الأخوة والروابط التاريخية، التي طالما يجري المناداة بها
في الخطب والأدبيات المكررة عن العلاقات المميزة مع سوريا»، محدداً ألف باء العلاقات المميزة بالتضامن مع «الشعب السوري الشقيق». ورأى «أن لبنان لا يستطيع أن
ينأى بنفسه عن المجزرة المفتوحة التي تشهدها أقرب الدول الشقيقة إليه»، بل «يجب أن ينأى بنفسه، رئيساً وحكومة ومؤسسات، عن التورط في تبنّي سياسات القمع التي
يتعرض لها الشعب السوري».

اعتصام ساحة الشهداء

بدعوة من مثقفين لبنانيين، اعتصم نحو 300 ناشط ومواطن لبناني في ساحة الشهداء أمس، «تضامناً مع الشعب السوري». وردد بعض المشاركين شعارات مناهضة للنظام السوري،
ومطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد. ومن أبرز المشاركين، الفنان مارسيل خليفة والمخرج روجيه عساف والكاتب فواز طرابلسي والروائي الياس خوري، إضافة إلى النائب
أحمد فتفت والإعلامية مي شدياق.

http://www.al-akhbar.com

No comments:

Post a Comment