Saturday, August 6, 2011

الراعي في الشوف.. على درب صفير
خلدون زين الدين
على درب السلف، راعي مصالحة الجبل الكاردينال نصر الله صفير، يسير الخلف البطريرك بشارة الراعي. يخطو قُدُما لمباركة الشوف بدروزه ومسيحييه، وهو يُمضي ليلة
السبت في مطرانية دير القمر، على ان يبدأ يومه التالي من منشية الدير باحتفالات شعبية ولقاءات، وجولة سياحية في عاصمة الأمراء ـ دير القمر.
زيارة الراعي لها أهميتها الدينية كما السياسية. هو بدايةً يصل الشوف فيما «الدير» تحتفل بعيد شفيعتها التلة، كما ان «زيارته تُكرّس المصالحة وتثبت الوحدة الوطنية
بين ابناء البلد الواحد»، بلسان ابناء الجبل. احتفالات السيدة تمتد لأيام ثلاثة، وهي بدأت مساء امس، بزياح وطواف بصورة السيدة العذراء، وتُستكمل اليوم بقداديس
احتفالية، على ان يتوّج العيد، صباح غد، بقدّاس احتفالي يترأسه الراعي، ويحضره رئيس البلاد ميشال سليمان وأهالي دير القمر وجوارها.
بعد القداس، ستكون للضيف محطات عدة، تتخللها احتفالات شعبية في غير بلدة شوفية، على غرار ما اقيم لصفير، وهو سيبارك متحف ماري باز للشمع في الدير، وستكون له
محطة في مكتبة بعقلين الوطنية كما يتضمن استقبالاً رسمياً في سيدة التلة.
ينتهي اليوم الاول للراعي مساء غد، في ملتقى النهرين، حيث سيستقل طوافة الى بكركي، على ان يستكمل صبيحة اليوم التالي جولته الشوفية بزيارة اقليم الخروب ببلداته:
علمان، بكّيفا، مزرعة الظهر، دير المخلص، المطلة، وبيقون قبل أن يعود الى الشوف الأعلى من بوابة مزرعة الشوف ليُقام عشاء في تمام السابعة والنصف في الكرسي الاسقفي
في بيت الدين يحضره رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط ووجوه شوفية.
لدواع دينية او زمنية ـ شخصية زار البطاركة الموارنة الشوف، ودير القمر تحديداً. وبحسب المصادر فإن البطريرك القديس اسطفان الدويهي كان أول البطاركة الذين زاروا
الدير، ويَذكُر الدكتور جميل جبر في كتابه «البطريرك اسطفان الدويهي مجد لبنان والموارنة» أنه في العام 1683 «مضى البطريرك الدويهي الى دير القمر ليحتمي بالأمير
أحمد المعني من اضطهاد المشايخ الحماديين وليبتعد عن النزاعات المحلية في كسروان».
البطريرك جرجس بن مخلوف بن عميرة الأهدني (1633ـ1644) كان ثاني بطريرك يزور دير القمر، أمّا البطريرك الثالث فكان يوسف التيّان، ثم البطريرك الكاردينال بولس
المعوشي، فالبطريرك انطونيوس بطرس خريش، وآخر البطاركة كان راعي مصالحة الجبل البطريرك صفير الذي زار «الدير» مرتين.

No comments:

Post a Comment