Saturday, August 20, 2011

"حزب الله" ينفي و"تايم" تؤكد مقابلة المتهم
الحريري: هل سمع سليمان وميقاتي بعجز السلطة؟

في وقت مستقطع من مسار المحكمة الخاصة بلبنان، انشغلت الساحة الداخلية امس بما تضمنته المقابلة التي أجرتها مجلة "تايم" الاميركية مع أحد المتهمين الاربعة الذين ينتمون الى "حزب الله"، فيما لا تزال تداعيات نشر القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة مستمرة. واذ بدت الحكومة واجهزتها في حال ارباك بسبب ما ورد في المقابلة على لسان المتهم من أن مكانه معروف والسلطات لا تجرؤ على القبض عليه، تدخّل "حزب الله" ولو متأخراً نافياً صحة المقابلة التي شددت "تايم" على انها أجريت فعلاً ومع شخص متهم من المحكمة.


التحرك الرسمي

وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي أربكه هذا التطور زار لهذه الغاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وطلب منه ان يصدر "حزب الله" نفياً للمقابلة التي أظهرت عجز السلطة عن القيام بواجباتها حيال المحكمة.
واجرى الرئيس ميقاتي ايضاً اتصالاً بوزير العدل شكيب قرطباوي، طالباً منه متابعة ما ورد في المجلة الاميركية. وبادر قرطباوي، كما افاد بيان صادر عنه، الى الاتصال بالنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا "الذي نفى نفياً قاطعاً" معرفة الجهات الرسمية مكان إقامة أي من المتهمين الاربعة، وانه "سيقوم بعمليات الاستيضاح المناسبة (...) لمعرفة الهوية الحقيقية للشخص الذي نسب اليه الحديث المشار اليه".


الحريري

ولاحظ المراقبون ان نفي "حزب الله" جاء بعدما اصدر الرئيس سعد الحريري بيانا سأل فيه: "هل سمع الرئيس ميشال سليمان بالمقابلة التي نشرتها مجلة "تايم" مع احد المتهمين المطلوبين للعدالة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ وهل يريد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومعه باقي الفريق الوزاري، المسؤول مبدئيا عن التزامات لبنان تجاه المحكمة الدولية، ان يسمع بتلك المقابلة، والاعلان الذي جاء على لسان المتهم، بعجز السلطة اللبنانية عن توقيفه، وامتناعها عن توقيفه، رغم معرفتها بمكان اقامته؟".
وقال: "يبدو ان احدا من كل هؤلاء لا يريد ان يسمع، او ان يقرأ، او ان يرى، او حتى ان يتكلم وان سياسة صم الآذان ودفن الرؤوس في الرمال، تجاه كل ما يتصل بحزب الله، وسطوته على القرار الحكومي، وعلى هيبة الحكم في لبنان، هي السائدة، وليس في مقدور احد من اهل الحكم أن يخالف رأي وتوجهات وارادة المرشد الاعلى للجمهورية اللبنانية(...) حزب الله يريد الدولة غطاء لوجوده السياسي والامني والعسكري. وهناك في الدولة والحكومة من يوفر له هذا الغطاء".


"حزب الله"

وكان الحزب اصدر بعد ظهر امس بيانا اكد فيه "ان اي مصدر مسؤول من حزب الله لم يجتمع مع مراسل مجلة تايم(...) ويبدو ان القصة من فبركات المحكمة الخاصة بلبنان التي عوّدتنا على الروايات البوليسية الكاذبة والمختلقة إعداداً وحواراً وترويجاً".
كما اصدر الحزب بيانا ثانياً رد فيه على الرئيس الحريري بأنه "استعجل(...) كما هي عادته وعادة مسؤوليه (...) مما يزيد الشبهة لدينا بأن تصريحه جزء من الفبركة الاعلامية للروايات الممجوجة التي ترعاها المحكمة الخاصة بلبنان، للاكثار من سيل الاكاذيب التي تخفي الحقيقة".


"تايم"

وتلقت "النهار" نسخة من الرسالة الالكترونية التي تلقتها قناة "أخبار المستقبل" التلفزيونية، وفيها تأكيد مدير التحرير في المجلة هوارد شوا ايون ان "تايم" تؤكد مقابلة "متهم حزب الله تكلم" المنشورة على موقع "تايم" الالكتروني في 19 آب 2011.
ورجحت مصادر متابعة لتطورات قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أن يكون المتهم حسين العنيسي هو الذي قابل مراسل "تايم" نيكولاس بلانفورد، وقالت لـ"النهار" استناداً الى معلومات موثوق بها لديها إن اللقاء حصل أواسط الاسبوع، الثلثاء أو الاربعاء، في حضور مترجم عربي غير لبناني. وأضافت أن "المصدر المسؤول" في "حزب الله" الذي جرت المقابلة في منزله يتقن الانكليزية جيداً، وكان يدقق في صحة الترجمة اليها.
وتوقفت المصادر المتابعة عند "صمت" الحزب حيال العاصفة السياسية التي أثارتها المقابلة من ليل أول من أمس حتى صدور بيان الرئيس الحريري، رغم أن الماكينة الاعلامية للحزب تعمل في ما يشبه "حال استنفار" للتعامل فوراً والرد على أي خبر أو موقف يتعلق به، حتى لو كان بياناً مبدئياً صادراً عن الامانة العامة لقوى 14 آذار على سبيل المثال، كما حصل الاسبوع الماضي إثر وقوع حادث التفجير في انطلياس. ولم تستبعد أن يكون تدخل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أحرجته المقابلة في "تايم" وردود الفعل عليها، لاسيما بيان الحريري، قد دفع الحزب الى نفي حصول المقابلة من الاساس، علماً أن بلانفورد هو كاتب وباحث معروف بجديته وعلاقاته الراسخة في لبنان، ويصعب تصديق أن يكون "اختلق" المقابلة.


جعجع

رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وفي مؤتمر صحافي في معراب قال ان "حزب الله اتخذ موقفاً عدائياً من التحقيق الدولي منذ اللحظة الاولى وانسحب من الحكومة حتى قبل تقارير "الفيغارو" و"سي بي سي" و"در شبيغل"، أليس هذا الامر مدعاة للشك؟".


لاسا

من جهة أخرى، طالبت مطرانية جونيه المارونية امس السلطات الأمنية والقضائية "بالسير بالتحقيقات المطلوبة في قضية اعتداء بعض المسلحين والعناصر من أهالي منطقة لاسا بالضرب والتهديد ومحاولة خطف الشماس انطوان حكيّم برفقة أحد ابناء الرعية"، وأسفت "لهذا الانتهاك الفاضح".


No comments:

Post a Comment