Tuesday, September 13, 2011

> جنبلاط يضرب داخلياً وإقليمياً: نرفض ربط مصير لبنان بمزارع شبعا

جنبلاط يضرب داخلياً وإقليمياً: نرفض ربط مصير لبنان بمزارع شبعا
«المنار» تتهم جنبلاط بالإقتراب من القوات اللبنانية (أرشيف ــ بلال جاويش)

فعلها النائب وليد جنبلاط، مرة جديدة، وكاد يقارب في آخر موقف له (حتى الساعة 16,37 موعد نشر هذا الموقف في الوكالة الوطنية للإعلام)، ذاك الذي وصفه قبيل انعطافته
الشهيرة في 2 آب 2009 بـ«اليمين الغبي»، بل كاد يتبنّى دعوته الدائمة إلى حياد لبنان، وربما حياد مصر وسوريا والبطريرك الماروني بشارة الراعي
عشية بدء جلسة اللجان النيابية المشتركة لدرس مشروع قانون الكهرباء، ووسط استمرار عاصفة التعليقات على مواقف البطريرك الماروني في بارس، ضرب النائب وليد جنبلاط
مجدداً، محوّلاً موقفه الأسبوعي في جريدة الأنباء إلى مطوّلة بدا كأنه استخدم افتتاحيتها للتمهيد لمواقفه الجديدة ــــ المستعادة، حيث بدأ بانتقاد «إعادة فتح
ملف تسريبات ويكيليكس»،

وما طال الرئيس نبيه بري منها، ثم انتقل إلى التذكير بأن بري حقق إنجازاً كبيراً بدعوته إلى الحوار الوطني «الذي اتفقنا خلاله بالإجماع» على 3 بنود: المحكمة
الدولية، تحديد وترسيم الحدود مع سوريا وتحديداً في مزارع شبعا، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، «وبقي عالقاً آنذاك بند رابع هو بند سلاح المقاومة».
و«من هنا» انطلق جنبلاط ليعلن رفضه «ربط مصير لبنان بتحرير مزارع شبعا وربط مستقبله بنزاعات المنطقة»، ويطالب بترسيم الحدود. ومع تأكيده لـ«الأهمية الدفاعية
التي يمثلها سلاح المقاومة»، تحدث عن ضرورة رسم خطة «يجري من خلالها الاستيعاب التدريجي للسلاح في إطار الدولة» لتعزيز قدرة الدولة «على التصدي لأي عدوان إسرائيلي
محتمل». واستخدم عبارة «للتذكير أيضاً»، للقول «إن ربط السلاح بمسألة التوطين سيُبقي لبنان معلقاً إلى ما لا نهاية في إطار النزاعات الإقليمية»، مختصراً القضية
الفلسطينية بالاعتراف بالدولة الموعودة، ومعتبراً «أن الفلسطينيين وحدهم قادرون على تحقيق هذا الهدف دون وصاية أو منّة من أحد». وكاد يطالب صراحة بإنهاء المقاومة
اللبنانية والفلسطينية، بعدما «تبيّن» له أن «المطلب السياسي للسلطة الفلسطينية للاعتراف بالدولة الفلسطينية يقلق إسرائيل وأميركا بفاعلية أكبر من السلاح».
في الموضوع السوري، تكلم عن الجارة ربما لتسمع بكركي. فمع تشديده على الحل السياسي ورفض أي تدخل خارجي، رأى «أن المطالب الشعبية غير قابلة للتجزئة»، وأن «الكلام
التخويفي الذي قيل عن صعود التيارات السلفية أو الأصولية هو كلام غير دقيق ويستعمل كالفزاعات»، ليختم هذه النقطة بالقول: «هذا الكلام يذكرنا بالمنطق القديم
الجديد الذي يقول بتحالف الأقليات الذي دمر لبنان».
أما أبرز مواقفه فكانت تلك المتعلقة بمصر، حيث تحدث بالشيء ونقيضه عن اتفاق كامب ديفيد، فرأى أولاً أن إعادة النظر في الاتفاق أمر «قد يكون ضرورياً»، ولكنه
حصر إعادة النظر في «ناحية تعزيز الوجود الأمني والعسكري المصري في سيناء»، قبل أن يتبع ذلك مباشرة بالقول إن مصر «استعادت كل أراضيها وحررتها من الاحتلال الإسرائيلي»،
وإن مطالبتها بإلغاء هذا الاتفاق تتطلب الوقوف إلى جانبها مالياً واقتصاديا وتنموياً «لتتمكن من مواجهة التحديات الهائلة والكبيرة إذا ما أقدمت على هذه الخطوة».
وفي ما يشبه الانتقاد الضمني لاقتحام السفارة الإسرائيلية، تابع جنبلاط «أما دفع مصر نحو الفراغ تحت شعارات شعبوية انتهى زمنها، فهو يوحي كأن هناك جهات داخلية
مصرية وإقليمية ودولية تريد ضرب منجزات الثورة المصرية الراقية التي تسير بهدوء نحو تحقيق كامل أهدافها»، معتبراً أن «ضرب هذه المنجزات يفيد بالدرجة الأولى
اليمين الإسرائيلي المتطرف، وقد يجرّ المنطقة برمتها إلى الفوضى لصرف الأنظار عن المطالب المحقّة للشعوب العربية بالحرية والديموقراطية والخروج من أسر الحزب
الواحد والقائد الأوحد». وعزا «حادثة السفارة» إلى «العجرفة الإسرائيلية والاعتداء على الجنود المصريين في سيناء والتباطؤ في سحب السفير المصري من تل أبيب»،
ليختم بأن «المطلوب أقصى درجات اليقظة في هذه المرحلة الحساسة، للحؤول دون تحوير أهداف الثورة عن مسارها».
الردّ الأول على الموقف الجنبلاطي المستجد جاء من تلفزيون المنار الذي غمز في مقدمة نشرته أمس من حقيقة تموضع زعيم المختارة، بادئاً بالحديث من دون تسمية عن
«مواقف تفتح الشهية على تحليلها لرصد ثبات البعض على مواقعهم، وتأرجح البعض بين بين، وإعادة البعض تموضعهم بحسب اتجاه الرياح الإقليمية»، ثم انتقل إلى التسمية
ليتّهم جنبلاط بالاقتراب من القوات اللبنانية «ومتفرعاتها بانضمامه إلى منتقدي البطريرك، إن كان لجهة الموقف من سلاح المقاومة أو التوطين أو حتى ممّا وصفه جنبلاط
بالكلام التخويفي من التيارات السلفية الصاعدة».
وقد رأت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي في الرد التلفزيوني هجوماً من حزب الله على جنبلاط عبر المنار، مستغربة هذا الـ«هجوم»، لأن موقف رئيس الحزب أمس، في رأيها،
لا يختلف «بأي شكل من الأشكال عمّا يقوله جنبلاط منذ 3 سنوات بشأن المقاومة والاستراتيجية الدفاعية ورفضه ربط لبنان بأي مشكلة إقليمية». في المقابل، نفى أحد
نواب كتلة حزب الله في اتصال مع «الأخبار» أن يكون ما ذكرته المنار رسالة سياسية من حزب الله، وقال إن ما ورد في مقدمة نشرة المحطة يأتي في إطار التعبير عن
«احتضان» مواقف البطريرك الماروني.

خطة الكهرباء في البرلمان

واللافت أن الموقف الجنبلاطي جاء بعد أجواء إيجابية داخل الحكومة أدت إلى إقرار مشروع قانون الكهرباء، وتزامن مع وصول هذا القانون إلى مجلس النواب ودعوة رئيس
المجلس إلى جلسة للجان المشتركة، قبل ظهر بعد غد الخميس، لدرس هذا المشروع، ما يطرح تساؤلات عمّا ستكون عليه المناقشات في هذه الجلسة، بعد ظهور هذه الانتكاسة
على خط المختارة ــــ الضاحية الجنوبية، وخصوصاً أن كل التوقعات كانت تشير إلى عبور نيابي سلس للمشروع، رغم غموض موقف كتلة المستقبل في هذا الشأن.
هذا الغموض حاولت أن تبدّده مصادر الرئيس فؤاد السنيورة، بتأكيدها لـ«الأخبار» أن موقف الكتلة «ليس سلبياً بالمطلق، وخاصة أن الحكومة أخذت بجزء كبير من الملاحظات
التي أعلنتها المعارضة بشأن المشروع». لكن هذه المصادر رهنت التصويت مع المشروع أو ضده بتوضيحات تقدمها الحكومة «ولو في ثلاث أو أربع صفحات» توضح فيها: نوع
المحروقات الذي سيستخدم لإنتاج الكهرباء في المعامل المنوي إنشاؤها، هل ستتصل الحكومة بالصناديق العربية؟ من سيضع دفاتر الشروط: الطرف اللبناني أم الصناديق
العربية أم الاثنان معاً؟ ما هي الخطط الجدية للحكومة في مجالات النقل والتوزيع والجباية؟ ما هي خطة الحكومة بالنسبة إلى معامل إنتاج الكهرباء القائمة؟ وما
هو مشروع الحكومة لإصلاح مؤسسة كهرباء لبنان؟». وختمت المصادر بأن الكتلة ستنتظر ردّ الحكومة لكي تبني عليه موقفها.

مؤيّدون ومعارضون في بكركي

في هذا الوقت، استمرت المواقف المتباينة من المواقف الفرنسية للبطريرك الماروني، لكن البارز أمس هو اللقاءات التي عقدها الراعي في بكركي، وشملت مؤيّدين ومعارضين
لكلامه، حيث التقى كلاً من: العماد ميشال عون، النواب مروان حمادة وهنري حلو وأنطوان سعد، الوزيرين السابقين نايلة تويني وخليل الهراوي، جويس أمين الجميّل،
مي شدياق والمحامي جوزف أبو شرف. وقال عون إن زيارة بكركي طبيعية لتهنئة الراعي بسلامة العودة من فرنسا، مردفاً «ليس بالجديد علينا أن نؤيّد المواقف التي صدرت
عنه، لأنه هو المؤتمن على السينودس من أجل لبنان وعلى السينودس من أجل الشرق».
وبرز أمس موقف فرنسي من الحملة على الراعي، حيث قال السفير الفرنسي دوني بييتون، بعد لقائه الرئيس نجيب ميقاتي، إن «الرسالة التي وجهها (الراعي) في فرنسا عن
دور البطريركية بصفتها مؤسسة وطنية كانت على الصعيد اللبناني والإقليمي»، آسفاً «لكون هذه الزيارة التي كانت ناجحة ومنحت البطريرك فرصة للتعبير عن رأيه، قد
أثارت هذا الجدل والانقسام في صفوف اللبنانيين على الساحة السياسية اللبنانية. نأسف كثيراً، لكن لا أستطيع قول المزيد. بالنسبة إلينا، كانت زيارة تاريخية وفق
ما يقتضيه التقليد». كذلك استغرب الرئيس سليم الحص أن تلقى مواقف الراعي «اعتراضاً من بعض اللبنانيين الذين لا يرون الحقيقة إلا بمنظارهم الضيق».
في مجال آخر، لبّى وزير الدفاع فايز غصن، مع وفد عسكري رفيع، دعوة رسمية من نظيره السوري العماد داوود راجحة، فزار دمشق أمس حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد،
وترأس وراجحة جلسة محادثات موسّعة في مقر وزارة الدفاع السورية، تناولت الأوضاع في المنطقة، والعلاقات بين جيشي البلدين وتفعيل التعاون «الرامي إلى حماية أمن
واستقرار كل من لبنان وسوريا، من خلال ضبط الحدود المشتركة وتنفيذ آليات منع التهريب» بين البلدين. ونوّه غصن بـ«الخطوات الإصلاحية التي حصلت والتي تستكمل»
في سوريا، مشدداً على أن «أمن لبنان من أمن سوريا»، وأبلغ نظيره السوري أن لبنان «لن يكون شوكة في خاصرة الشقيقة سوريا».

10 جرحى بالسلاح خارج المخيمات

10 جرحى وأضرار مادية وذعر، هي نتيجة إشكال وقع مساء أمس بين فلسطينيين ومناصرين لحزب الله في شارع العنان في منطقة برج البراجنة، بدأ بخلاف بين شخصين على أفضلية
المرور، ثم تطور سريعاً إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وتراشق بالحجارة، فضلاً عن رمي قنبلة صوتية ضاعت «هوية» راميها، لأن كل طرف اتهم الآخر بإلقائها. وقد
أدت كثافة النيران إلى إثارة الذعر في المنطقة وإقفال المحال التجارية وشلل الحركة.
القنبلة الضائعة الهوية هي التي سبّبت جرح 7 لبنانيين بشظايا زجاج السيارات المتوقفة، بعدما ارتطمت بشريط كهربائي، إضافة إلى إصابة 3 فلسطينيين بجروح طفيفة،
وأضرار مادية طالت زجاج عدد من المحال التجارية والسيارات.
أما معالجة الإشكال، فجرت على صعيدين: نزول الجيش ميدانياً للفصل بين الطرفين، واجتماع لجنة المتابعة والتنسيق بين حزب الله والفصائل الفلسطينية في مركز القيادة
العامة في مخيم البرج، لتطويق ذيول ما حدث.

http://www.al-akhbar.com/
www.al-akhbar.com[1]
http://www.al-akhbar.com

No comments:

Post a Comment