Tuesday, September 13, 2011

«الإجــراءات اللبنانيــة للحمايــة كلاميــة»آسارتا للمسؤولين اللبنانيين: التعرّض لـ«اليونيفيل» يهدد استمراريتها
مارلين خليفة
فوجئ من حضر الاجتماع بين قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وقائد قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» الجنرال ألبرتو آسارتا بما أدلى به الأخير من كلام قال
فيه أنه تعمّد الانتقال من مقرّه في الناقورة الى وزارة الدفاع في اليرزة بالسيارة عوضا عن المروحية كما جرت العادة بغية رصد الإجراءات الأمنية المستحدثة بعد
عمليتي التفجير اللتين استهدفتا الكتيبتين الإيطالية والفرنسية في الرميلة أولا وعند المدخل الجنوبي لصيدا ثانيا على مسافة لا تتجاوز الـ3 كيلومتر بين الحادثتين،
واستأنف آسارتا كلامه بأنه فوجئ بأن هذه الاجراءات «ليست كافية من وجهة نظره».
يرفض دبلوماسي غربي مطلع على أجوبة المسؤولين اللبنانيين البوح بالرد اللبناني على هواجس آسارتا، خاصة وأن لقاءات المسؤول الدولي شملت رئيس الجمهورية العماد
ميشال سليمان والرئيس نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي حيث أبلغهم ما يمكن تفسيره دبلوماسيا «بالتحذير الشديد اللهجة من إمكانية إلغاء مهمة «اليونيفيل»
برمتها إذا ما تعرضت مجددا الى هجمات أو مضايقات في إطار تنفيذ المهام الموكلة إليها بموجب القرار الدولي الرقم 1701». وأضاف الدبلوماسي المذكور الذي رفض الإفصاح
عن اسمه أن «دولة أوروبية كبرى هي عضو في مجلس الأمن الدولي وفاعلة في قوات الطوارئ الدولية هددت بأنها ستمارس أشكال الضغوط في مجلس الأمن الدولي لوقف أعمال
«اليونيفيل» وإنهاء مهامها في حال تكرار الحوادث التي تعرض لها جنودها في العام الفائت من قبل بعض الأهالي على أثر المناورة الأحادية الجانب التي بدأتها القوات
الدولية بلا مؤازرة الجيش اللبناني أو اذا حصل تفجير جديد».
وبعد اجتماعه بقائد الجيش عقد آسارتا في الأسبوع الفائت اجتماعا مع قيادة المنطقة العسكرية في الجيش جنوبا بحث في التدابير الميدانية المتبعة من بيروت الى الناقورة
حيث المسافة تبلغ 105 كلم بينها 75 كلم من بيروت الى جسر القاسمية لا تقع ضمن نطاق عمل «اليونيفيل» المحصور في منطقة جنوب الليطاني حيث لا تعاني «اليونيفيل»
من صعوبة وخصوصا أنها تسيّر يوميا قرابة الـ350 دورية ينبغي أن ترافقها فيها بموجب القرار 1701 قوات من الجيش اللبناني، إلا أن الجيش في الواقع لا يشارك بأكثر
من 30 دورية يوميا بسبب اضطلاعه بمهام في مختلف أرجاء لبنان.
الى ذلك ثمة صعوبات جغرافية موضوعية تصعّب الإحاطة الأمنية الشاملة للطرق المؤدية الى منطقة العمليات والتي لها مداخل عدة منها جسر القاسمية والخردلي. وإذا
أخذنا مثلا الطريق الساحلية فهي مقسمة بين خطين قديم وجديد ما يتطلب زيادة مكثفة في الحواجز ونشر طوافات لحماية الدوريات وهذا يحتاج عتادا وعديدا غير متوافرين.

هذا «الانكشاف» أفهم المسؤولين اللبنانيين أن «الحماية» اللبنانية لـ«اليونيفيل» أصبحت كلامية أكثر منها عملانية، ما أعاد تكثيف الإتصالات في هذا الخصوص مع
الجيش اللبناني وخصوصا أن القوات الدولية لا يحق لها التحرك خارج إطار منطقة عملياتها المحصورة بالسلطات اللبنانية فحسب.
هذا الحذر للقوات الدولية معطوفا على قرار التمديد الأخير لها الذي أقره مجلس الأمن الدولي في 30 آب المنصرم عبر القرار 2004، يفصح عن وجود استراتيجيات جديدة
ترسم لهذه القوات تقودها بشكل خاص فرنسا التي يبدو أن رئيسها نيكولا ساركوزي يريد انتزاع دور إقليمي جديد في المنطقة، وهو يعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية
في حالة تراجع مستمرة وهي ستنسحب من العراق ولديها مشكلات جدية في أفغانستان ولم تكن هي المبادرة في ليبيا بل فرنسا التي تعمل حاليا على الإنتهاء من نظام الرئيس
بشار الأسد لكي تعيد سيطرتها على بلدين اثنين سبق وانتدبتهما وهما لبنان وسوريا، فضلا عن محاولة الاضطلاع بدور ما في الساحة الفلسطينية.

No comments:

Post a Comment