Wednesday, September 7, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الخميس 08 أيلول/سبتمبر 2011
عيد ميلاد سيّدتنا مريم العذراء

في الكنيسة المارونيّة اليوم : ميلاد سيّدتنا مريم العذراء

إنجيل القدّيس لوقا .21-16:8
وَلا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيُخْفيِهِ تَحْتَ وِعَاء، أَو يَضَعُهُ تَحْتَ سَرِير، بَلْ يَضَعُهُ عَلى مَنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور.
فَمَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظْهَر، وَمَا مِنْ مَكْتُومٍ إِلاَّ سَيُعْلَمُ وَيُعْلَن.
تَنَبَّهُوا إِذًا كَيْفَ تَسْمَعُون، لأَنَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ مَا يَظُنُّهُ لَهُ».
وَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ بِسَبَبِ الجَمْع.
وَأَخْبَرُوه: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ وَاقِفُونَ في الخَارِجِ يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْك».
فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُم: «إِنَّ أُمِّي وَإِخْوَتي هُمْ هؤُلاءِ الَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

الكاردينال بطرس دو بيرول (1575-1629)، لاهوتيّ ومؤسِّس المُصلّى
كتيّبات التقوى، الرقم 39
"إِنَّ أُمِّي وإخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعملونَ بِها"
إنّ مشاركتنا للعذراء في هذا الوقت المقدّس هي بأن نكون في صمت: فهكذا كانت حالتها وهكذا كان دربها وهكذا كانت حياتها. كانت حياتها حياة صمتٍ تعبد من خلالها الكلمة الأزليّ. من خلال رؤيتها كلمة الله أمام عينيها وبين يديها وفي أحشائها، كلمة الآب الجوهريّة الذي جعلته مرحلة الطفولة صامتًا، تحوّلت مريم وصارت على مثال الكلمة المتجسّد الذي هو ابنها وإلهها وحبّها الوحيد. تحوّلت حياتها بذات الفعل من صمت العبادة إلى صمت التحوّل؛ لقد اتّحدت حواسّها وروحها لتكوين حياة الصمت فيها.

غير أنّ موضوعًا مهمًّا وخاصًّا بمريم كهذا كان يستحقّ منها الكلام والمديح... فمَن أكثر من مريم يعرف حياة يسوع وعظمته والإهانات التي تعرّض لها، مريم التي سكن في أحشائها تسعة أشهر واتّخذ منها جسده الصغير الذي غطّى روعة الألوهيّة كالحجاب الذي يخفي الهيكل الحقيقي؟ ومَن يمكنه أن يتكلّم باستحقاق أكثر، أو بطريقة أكثر "ألوهيّة" عن أمور عظيمة وإلهيّة أكثر من تلك التي هي والدة الكلمة الأزلي الذي به وفيه تمّت كلّ تلك الأمور...

وبالرغم من ذلك، ها هي مريم تلتزم الصمت، مندهشة من صمت ابنها يسوع! إنّ صمت العذراء هذا ليس بالتأكيد صمت العجز؛ إنّه صمت نور وافتتان، صمت أكثر بلاغة في مديح يسوع من البلاغة نفسها. إنّه تأثير إلهيّ في إطار النعمة، صنعه صمت يسوع الذي طبع هذا الأثر في والدته، والذي امتصّ بألوهيّته كلّ كلمة وكلّ فكرة من خليقته. أليس عجيبًا أن نرى العالم كلّه يتكلّم ومريم تصمت؟ كانت تصغي. كانت تتلقّى وتقدّم وتعطي ابنها بصمت!

No comments:

Post a Comment