Sunday, September 11, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس المارونييا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)



الاثنين 12 أيلول/سبتمبر 2011
الاثنين الرابع عشر من زمن العنصرة

أنظر إلى التعليق في الأسفل، أو اضغط هنا
الطوباويّ شارل دو فوكو : "بحثًا عن الخروف الضالّ"

إنجيل القدّيس لوقا .7-1:15
وكَانَ جَمِيعُ العَشَّارِينَ وَالْخَطَأَةِ يَقْتَرِبُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوه.
وكَانَ الفَرِّيسيُّونَ وَالكَتَبَةُ يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «هذا الرَّجُلُ يَسْتَقْبِلُ الخَطَأَةَ وَيَأْكُلُ مَعَهُم!».
فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل:
«أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟
فَإِذَا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا.
وَيَعُودُ إِلى البَيْتِ فَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالجِيرَان، وَيَقُولُ لَهُم: إِفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع!
أَقُولُ لَكُم: هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة!




النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

الطوباويّ شارل دو فوكو (1858 - 1916)، ناسك ومُبشِّر في الصحراء
رياضة روحيّة في الناصرة، تشرين الثاني 1897


"بحثًا عن الخروف الضالّ"
كنت أبتعد، وأبتعد عنك أكثر وأكثر، يا ربيّ وحياتي، وكانت حياتي قد بدأت أيضًا تصبح موتًا، أو بالأحرى كانت موتًا في نظرك. وفي حالة الموت هذه، كنت ما تزال ترعاني... اختفى كلّ إيمان، لكن الاحترام والتقدير بقيا سليمين. كنت تمنحني نِعَمًا أخرى، يا إلهي، فقد أبقيت عندي الرغبة في الدراسة، وفي القراءات الجديّة، وفي الأشياء الجميلة، والنفور من الرذيلة والبشاعة. كنت أفعل الشرّ، لكنّني لم أكن أؤيّد ذلك أو أحبّه... كنتَ تشعرني بهذا القلق الغامض لضميري السيّئ، الذي يبدو غائبًا، لكنّه ليس ميتًا تمامًا.

لم بسبق لي أن شعرت بهذا الحزن، وبهذا الانزعاج وبهذا القلق. يا إلهي، كان ذلك إذًا هبة منك؛ لم أكن قطّ لأعرف ذلك! كم أنت صالح! وفي الوقت عينه، من خلال هذا الابتكار الذي هو حبّك، منعتَ نفسي من الغرق نهائيًّا وحافظتَ على جسدي؛ لأنّني لو متُّ في ذلك الوقت، لكنتُ في الجحيم...هذه المخاطر خلال السفر، الكبيرة والمتعدّدة، التي جعلتني أنجو منها بأعجوبة! هذه العافية الصافية في الأماكن الأكثر حقارة، رغم التعب الكبير! آه يا إلهي، كم كانت يدك عليّ، وكم لم أكن أشعر بها ألاّ قليلاً! كم رعيتَني! كم حميتَني تحت جناحيكَ عندما لم أكن حتّى أؤمن بوجودكَ! وبينما كنت ترعاني بهذه الطريقة، كان الوقت يمرّ، فارتأيتَ أنّ الوقت اقترب لكي تجعلني أعود إلى الحظيرة.

رغمًا عنّي، قمت بتفكيك كلّ العلاقات السيّئة التي كانت لتبقيَني بعيدًا عنك. كما قمت أيضًا بتفكيك كلّ العلاقات الحسنة التي كانت لتمنعني من أن أكون لكَ بكليّتي في أحد الأيّام... يدك وحدها فعلت بذلك البداية والوسط والنهاية. كم أنت صالح! كان هذا ضروريًّا لأعدّ نفسي للحقيقة؛ إنّ الشيطان هو سيّد النفس التي ليست طاهرة ولا يدع الحقيقة تدخل إليها؛ يا إلهي، لم يكن بإمكانك أن تدخل إلى نفس يسيطر عليها شيطان الشهوات الدنيئة. أردت أن تدخل إلى نفسي، أيّها الراعي الصالح، فطردت منها العدوّ بنفسك.

No comments:

Post a Comment