Wednesday, September 14, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس المارونييا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)



الخميس 15 أيلول/سبتمبر 2011
الخميس من أسبوع الصليب
في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار ساسين المعترف - مار شينا المعترف

أنظر إلى التعليق في الأسفل، أو اضغط هنا
إسحَق السريانيّ : "فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد"

إنجيل القدّيس يوحنّا .21-11:3
أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.
كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟
مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان.
وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان،
لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة.
فَٱللهُ مَا أَرْسَلَ ٱبْنَهُ إِلى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَم، بَلْ لِيُخَلِّصَ بِهِ العَالَم.
أَلْمُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ لا يُدَان. وغَيْرُ المُؤْمِنِ قَدْ أُدِين، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ اللهِ الوَحِيد.
وهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَة: جَاءَ النُّورُ إِلى العَالَم، فَأَحَبَّ النَّاسُ الظَّلامَ أَكْثَرَ مِنَ النُّور، لأَنَّ أَعْمَالَهُم كَانَتْ شِرِّيرَة.
فَكُلُّ مَنْ يَفْعَلُ السَّيِّئَاتِ يُبْغِضُ النُّور، ولا يُقْبِلُ إِلى النُّور، لِئَلاَّ تُفْضَحَ أَعْمَالُهُ.
وأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ الحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلى النُّور، كَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ، لأَنَّهَا في اللهِ قَدْ عُمِلَتْ».




النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

إسحَق السريانيّ (القرن السابع)، راهب في نينَوى، بالقرب من الموصل في العراق الحاليّ وقدّيس في الكنائس الأرثوذكسيّة
فصول عن المعرفة، الجزء الرابع


"فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد"
الإنسان الذي يبدي حماسة مفرطة من أجل الحقيقة لم يعرف بعد الحقيقة كما هي. فمتى عرف معناها الحقيقي، سيتوقّف عن الشعور بهذه الحماسة المفرطة من أجلها. إنّ هبة الله والمعرفة التي منحتها هذه الهبة لا يشكّلان قط أيّ سبب للاضطراب أو للصراخ، لأنّ المكان حيث يسكن الروح مع المحبّة والتواضع هو مكان لا يسوده سوى السلام...

لو كانت الحماسة مفيدة لتقويم مسيرة البشر، لماذا تجسّد الله ولجأ إلى الوداعة واستخدم وسائل متواضعة ليهدي العالم إلى الآب؟ ولماذا تمدّد على الصليب من أجل الخطأة، ولماذا سلّم جسده المقدّس للتعذيب من أجل العالم؟ أمّا أنا، فإنّني أؤكّد أنّ الله فعل ذلك لسبب واحد: أن تتجلّى محبّته للعالم أجمع، عسى تصبح قدرتنا على الحبّ أسيرة محبّته بعد أن تتعزّز من خلال هذه البيّنة. بهذه الطريقة، وجدت قوّة ملكوت السموات العليّة القائمة على المحبّة فرصةً للتعبير عن نفسها من خلال موت ابنها... حتّى يشعر العالم بمحبّة الله لخليقته. وإن لم يكن لهذه المبادرة الرائعة أيّ سبب سوى مغفرة خطايانا، لكانت وسيلة أخرى كافية لتحقيق ذلك. مَن كان ليرفض لو أتمّ ذلك من خلال ميتة عاديّة، لا غير؟ لكنّه لم يرد ميتةً عاديّة لعلّك تفهم ما هو هذا السرّ...

لماذا كان الشتم والبصق ضروريّين؟ أيّتها الحكمة المُحيِية! ها قد فهمتِ الآن وشعرتِ بما كان موجب مجيء ربّنا وكلّ ما تبع ذلك، حتّى قبل أن يشرح لنا الأمر بشكل واضح من فمه المقدسّ. والحقّ أنّه قد كُتِب ما يلي: "اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد".

No comments:

Post a Comment