Thursday, September 15, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس المارونييا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)



الجمعة 16 أيلول/سبتمبر 2011
يوم الجمعة من أسبوع الصليب
في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار قبريانوس أسقف قرطاجة الشهيد

أنظر إلى التعليق في الأسفل، أو اضغط هنا
القدّيس بِرنَردُس : "متى رفعتم ابن الإنسان عرفتم أنّي أنا هو"

إنجيل القدّيس يوحنّا .30-21:8
وعَادَ يَسُوعُ يَقُولُ لَهُم: «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».
فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم.
لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم».
فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء.
لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم».
ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب.
ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم.
والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه».
وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون.




النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة الأولى للأحد الأوّل من تشرين الثاني


"متى رفعتم ابن الإنسان عرفتم أنّي أنا هو"
يصف لنا النبي أشعيا رؤية سامية: "رأيتُ السَّيِّدَ جالساً على عَرشٍ عالٍ رَفيع" (أش6: 1). منظر رائع، يا أخوتي! طوبى للعيون التي رأته! مَن لا يودّ من كلّ قلبه أن يتأمّل روعة مجد عظيم كهذا؟... ولكن ها أنا أسمع النبي نفسه يصف لنا رؤيا أخرى عن الربّ نفسه، لكنّها مختلفة تمامًا: "لا صورة له ولا بهاء فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه" (أش53: 2)...

أنت إذًا، إن كنت تريد رؤية المسيح في مجده، عليك أن تبحث عنه أوّلاً في اتّضاعه. ابدأ بتثبيت عينيك على الحيّة المرفوعة في الصحراء (يو3: 14)، إذا كنت تريد رؤية الملك الجالس على عرشه. لتملأك هذه الرؤيا الأولى بالتواضع، حتّى ترفعك الرؤيا الثانية من إذلالك. فلتشفي تلك الرؤية غرورك قبل أن تشبع الرؤية الأخرى رغبتك. هل ترى الربّ وقد "تجرّد من ذاته"؟ (في2: 7). لا تتركنّك تلك الرؤيا غير مبالٍ، وإلاّ لما استطعتَ، بدون قلق، أن تتأمّله بعد ذلك في مجد عظمته.

"نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو" (1يو3: 2)؛ إذًا، كن شبيهًا له منذ الآن من خلال رؤية ما أصبح عليه بسببك. إن لم ترفض أن تكون شبيهًا له في اتّضاعه، سيمنحك بالتأكيد أن تكون شبيهًا له في مجده. لن يتحمّل أبدًا أن يكون ذاك الذي شارك في آلامه محرومًا من المشاركة في مجده. إنّه متسامح إلى حدّ أنّه قال لأحد المجرمَين: "الحَقَّ أَقولُ لَكَ: سَتكونُ اليَومَ مَعي في الفِردَوس" (لو23: 42) حين طلب هذا الأخير من يسوع أن يذكره

No comments:

Post a Comment