Saturday, September 10, 2011

> في ذمّ المستقبليّين

في ذمّ المستقبليّين
محمد رعد

ما نسمعه أو نقرأه أو نشاهده عبر وسائل إعلام حزب المستقبل، وعلى ألسنة مسؤوليه ونوابه في هذه الفترة الزمنية على الأقل، يتجافى مع منطق المؤسس وأسلوبه وأخلاقه
ومشروعه، فإذا بخطابهم السياسي تفوح منه رائحة الأسن ونتانة الفتن وعسس الاهتراء. كأن القوم قد خولطوا، وقد أفجعهم التنائي عن السلطة، فلم يعودوا يريدون دولة
ولا دستوراً ولا قوانين، وأقحمتهم العصبيات في الشبهات فالتبست عليهم الحقائق، وركبتهم الضغائن والأحقاد وهاموا على وجوههم يخبطون خبط عشواء، ويتدافعون نحو
العثرة تلو العثرة، بعدما تنكبوا الثوابت الوطنية وتاهت بهم السبل عن جادة الصواب، فآثروا التفرد وتوسّلوا المكر والخداع ولفّقوا الأكاذيب وامتهنوا التضليل
وصاغوا عجلاً من شهود الزور له خوار وراهنوا على الدعم من المتصهينين الجدد ومن يدور في فلك سياساتهم العدوانية، واليوم صار خطابهم المعارض سباباً وشتائم وامتهان
كرامات، واتّسم أداؤهم بكيدية تبغي التعطيل والتخريب وبنزعة سادية تتلذّذ بحرمان اللبنانيين إنجازات يضيقون ذرعاً بها إن حققها غيرهم.

وصل التمادي حد تجاوز الخطوط الحمر في طعن المقاومة والتطاول على المقامات والرموز الدينية والوطنية، والتحريض ضد الجيش الضامن لأمن البلاد، وما سلم من نزقِ
خطابهم سماحة مفتٍ ولا غبطة بطريرك ولا قائد جيش، ولا زميل، ولا زعيم، ولا حزب ولا تيار، ولا صاحب دولة ولا رئيس جمهورية، وما اتّسع صدرهم على مدى سنوات لمحمل
واحد من حسن الظن بشريك أو أخ أو صديق.
أيّ مستقبل وخيم يعد به هؤلاء؟ وأية صدقية تبقى لهم؟ وأية دولة يدّعون بناءها.
إن فجور خطابهم السياسي ساقهم اليوم إلى تعمد هدم جسر التواصل الباقي مع الوطنيين اللبنانيين عبر استهداف الرئيس نبيه بري، الذي لطالما تحمل عبء فتح قنوات الحوار
بين الخصوم السياسيين حرصاً منه على استقرار الوطن ومصالحه الكبرى. ولئن أوهمت أحداث المنطقة والرهانات الخاطئة أقزام الفتنة بإمكان التطاول على كبار رجالات
الوحدة الوطنية، فإن غداً لناظره قريب، حيث يذهب الزبد جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس.
إننا من موقع خبرتنا بالأخ الكبير الأستاذ نبيه بري، ومن منطلق فهمنا الدقيق لتوجهاته الوطنية وحنكته المشهودة، نؤكد أن دوره الريادي في التفاوض خلال حرب تموز
العدوانية عام 2006 حفظ المقاومة وحمى خيارها وصان وحدة البلاد وخيّب آمال المراهنين على تحقق الأهداف الأميركية والإسرائيلية.
إذا كان الرئيس بري يمثل على الدوام دعامة أساسية للوفاق الوطني وأحد أهم أركانه، فإن الخطاب السياسي التائه لحزب «المستقبل» يرتكب خطيئة كبرى تقطع الطريق على
أي مسعى وفاقي محتمل. إذا كان داء العظمة وهوس السلطة قد أخرجا حزب «المستقبل» من الحكومة إلى المعارضة، فأية عاقبة ينتظرها بعدُ هذا الحزب، إذا ما أصرّ على
التزامهما في خطابه وأدائه السياسي؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
* رئيس كتلة الوفاء للمقاومة

No comments:

Post a Comment