Monday, September 12, 2011

«لقاء المكتب الخاص» بحث في القضايا كافةعون والراعي: المخاطر على المسيحيين تعزز التقارب
الراعي مستقبلا عون: تعزيز التقارب
غراسيا بيطار
استراحت فناجين القهوة الممتلئة في مكتب الراعي الخاص.
فالوقت، على طوله، بين «سيدنا» و«الجنرال»، لم يتسع لارتشاف الكثير من ذاك الشراب الأسود لأن الحصة الأكبر كانت لـ«الكلام الأبيض». كلام في كل شيء: السلاح،
المحكمة، الحركات الأصولية، سوريا، قانون الانتخاب، التحديات المسيحية في لبنان والمنطقة.... وكلما طال الوقت كلما تظهر التقارب في المواقف. هطل الليل على ميشال
عون في بكركي ليخرج بعد ساعة ونصف ساعة من لقاء «سلس وودي»، بعبارة وحيدة: «الزيارة للتهنئة بسلامة العودة وليس جديدا علينا أن نؤيد المواقف التي تصدر عن البطريرك
فهو مؤتمن على السينودوس من أجل لبنان والمشرق». وبين سطور تلك العبارة قرأ أحد المتابعين الكنسيين: «البطريركية المارونية ليست هي من يضع الثوابت وإنما هي
الثوابت بعينها».
«لقاء المكتب الخاص» لم يكن ثنائيا. فقد تمّ في حضور النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم ومنسق العلاقة بين الكنيسة و«التيار الوطني الحر» غابي غبريال.
كما كانت مشاركة متقطعة لمسؤول الإعلام في الصرح وليد غياض. سلام وقبلات ليفتتح البطريرك الجلسة بعرض مقتضب لأبرز محطات زيارته لفرنسا. ثم كانت مداخلة لعون
عن الواقع السياسي الراهن بعد إقرار خطة الكهرباء. الحديث جرّ الحديث. «الحملة» على البطريرك حضرت لماماً. وعن كيفية «سدّ الريح» أكد البطريرك أهمية «الاستيعاب»،
شارحا: «إنني أقول لهم الحقيقة وسأبقى أقولها فأنا لست مع أحد ضد أحد». ستبقي بكركي أبوابها مفتوحة لكل أبنائها وعلى تلك الأبواب طرق أمس كثيرون من نائلة معوض
الى مروان حمادة الذي حضر برفقة هنري حلو وأنطوان سعد. وبعيد مغادرة عون قصدت الصرح جويس الجميّل ومي شدياق. «جلسات عتاب واستيضاح» غصّ بها الصالون الصغير حتى
المساء المتأخر وتلقفها الراعي بـ«صدر رحب».
كان يمكن لعون أن يحضر نهارا الى بكركي لكن الراعي كان منشغلا بنشاط سابق في غزير. فأتى عند السادسة والنصف «ليس للردّ على الحملة ضد الراعي»، يقول النائب البرتقالي
إبراهيم كنعان، فقوة بكركي والكنيسة هي أن تكون جامعة «وهذا ما ندعو اليه أمس واليوم، وكل ما يفعله البطريرك هو خلق مناخ التلاقي بين أبنائه ومنهم الى بقية
الشركاء في الوطن فهو لا يتدخل لا بالنسبية ولا بالأرض ولا بالسياسة وإنما يترجم شعاره شركة ومحبة»، معتبرا أن كل الحملة التي سيقت ضد الراعي تبين أنها «مفبركة
إذ من له الحق في مساءلة بكركي والإملاء عليها».
«لم يذهب الراعي عند عون ولا عون جرّ الراعي اليه». يحرص الطرفان على هذا التمايز. فالخسارة عندها ستصيب رأس الكنيسة في بداية عهده الوفاقي والزعيم المسيحي
في رصيده السياسي لناحية أنه «يستغل الكنيسة لتسجيل مكسب كان ينتقد به أخصامه». «التحسّس بالمخاطر جراء الواقع المسيحي في ظل تنامي التطرف الأصولي هو الذي عبّد
مساحة موجودة أصلا». فلقاء أمس لم يخل من استذكار لمواقف سابقة لعون والراعي والتلاقي ثالثهما وخصوصا في ما يتعلق بـ«نظرة الغرب الينا والذي لا خبرة لديه بالواقع
الشرقي وبالتالي نحن أدرى بواقعنا». «يرموننا في النار ويسألوننا لماذا تحترقون» عبارة الراعي للفرنسيين كررها أمام عون في حديث استرسل لبرهة بالفرنسية لمزيد
من الدقة في النقل عن الأصل.
ليست الحملة ضد الراعي من قذفت عون الى بكركي لكن لا يمكن حذفها من معادلة الزيارة. فالعونيون يعتبرون أن «التعرض للبطريرك ولبكركي يحصل بطريقة غير مبررة وغير
مقبولة». وكلعبة البليار، تصوب في اتجاه مواقف الراعي لتصيب طابة إستراتيجيته القائمة على توحيد المسيحيين إذ ممنوع على المسيحيين تسجيل حضور قوي كشريك فاعل
وليس تابعا لأحد!

No comments:

Post a Comment