Wednesday, September 21, 2011

> ميمون زرزور قتيل الحي الجزائري شمال لندن

ميمون زرزور قتيل الحي الجزائري شمال لندن

لا يزال قاتل الشيخ ميمون زرزور يمتنع عن الاعتراف رسمياً بارتكاب الجريمة، رغم أنّ الشرطة البريطانية وجّهت إليه هذه التهمة رسمياً. الإجراءات القضائية لم تجب
بعد عن سؤال رئيسي: هل قتل تنظيم القاعدة زرزور في لندن؟

مصطفى ــ ج ــ عاصي

كلُّ من عرف الشيخ ميمون زرزور المسؤول المحلي في شعبة بلدة شحيم في الجماعة الإسلامية يتفق على الإشادة بمناقبية الرجل و«فكره الإسلامي الوسطي وشخصيته المحببة»،
سواء في لبنان أم في لندن، التي منحته اللجوء السياسي قبل ثلاث سنوات. هؤلاء أنفسهم يسألون عن الأسباب التي دفعت الشاب الجزائري زياني عيسى (24 عاماً) الوافد
حديثاً إلى العاصمة البريطانية، والمتحدر من ولاية عنّابة، على قتل الشيخ الضرير الناشط في المجال الدعوي، والعمل الإسلامي انطلاقاً من مسقط رأسه الى مدينة
الضباب كإمام لمسجد دار الرعاية في شمال المدينة.
صحيح أن شرطة سكوتلنديارد وجهت التهمة رسمياً إلى الشاب الجزائري العاطل من العمل والمجهول مكان الإقامة، وصحيح أن الأخير اعترف بما اقترفت يداه، لكن لم تنتزع
منه اعترافاً رسمياً بارتكاب الفعل الجرمي بحضور محاميه.

بعد مرور قرابة أسبوعين على الجريمة، الخلاصات في لندن ولبنان واحدة حتى الساعة:
- لا دوافع سياسية للجريمة.
- شرطة سكوتلنديارد استبعدت أن يكون القتل متعلقاً بجريمة كراهية عرقية أو دينية.
- رئيس رابطة مسلمي لبنان في لندن محمد كزبر يقول «لو كان للجريمة خلفية سياسية أو فكرية لضجت بها الصحف البريطانية».
- الجماعة الإسلامية تتريث في إعطاء الرأي النهائي لخلفيات الجريمة. ويقول مصدر في الجماعة، التي تستسيغ وصفها بالفرع اللبناني للإخوان المسلمين: «إن تبسيط
القضية بالحديث عن رجل مختل عقلياً ارتكب جريمة عادية يحصل مثلها عشرات المرات يومياً في لندن، حديث لا يستقيم في رأس عاقل، ويحتاج الى تدقيق. لو سلمنا بأن
الجاني مختل عقلياً، أفلا يجب التدقيق في ما إذا كان مدفوعاً من أطراف أخرى؟».
القتيل كان إمام مسجد. والإمام يُستفتى. في حي يعج بالجاليات الإسلامية، ولا سيما الجزائرية منها، كان المصلون الذين يصل تعدادهم إلى نحو ألفي مصلٍّ في صلاة
الجمعة ـــــ ومنهم الجاني ـــــ كانوا يستفتونه في مروحة من المسائل تبدأ بالزواج والطلاق، والطهارة والنجاسة ولا تنتهي بالأمور السياسية.
يوم 21 -2-2010 سألت صحيفة «الشروق أون لاين» الجزائرية ميمون زرزور عن نشاط الجماعات الإرهابية في الجزائر فأجاب: «في حالة الجزائر، لا أحد من حقه الخروج على
الحكومة، فهناك انتخابات ونشاط سياسي علني. وكل العمليات الحاصلة سواء في حق المدنيين أو رجال الأمن والمسؤولين وغيرهم، هي إرهاب». واستطرد قائلاً في نفس السياق:
«لتنظيم القاعدة مفاهيم خاطئة وغريبة عن الإسلام، وهي قريبة من الخوارج، لذلك فإن عمله مرفوض جملة وتفصيلاً».
هل يُفهم من هذه المواقف أن الشيخ زرزور زُجّ به أو زج نفسه في صراع جزائري دموي، الكلمة الأولى فيه والصوت الأعلى هو لتنظيم «القاعدة»، ذي النشاط الفاعل على
الساحة الجزائرية؟ وهل من الجائز الاعتقاد بأن «القاعدة» فكر في إنهاء حساب مع الشيخ ميمون، والحد من تأثيره في منطقة تجمع نحو 15 الف مسلم وعربي؟
تأكيد في معرض النفي يورده رئيس رابطة المسلمين اللبنانيين في لندن محمد كزبر: «الشيخ ميمون لم يتورط يوماً في فتاوى تتعلق بالجهاد والإرهاب، والكلام عن تنظيم
القاعدة تحليل بحاجة الى دعائم كي تثبت صحته».
في بريطانيا قرابة الألف مسجد، مئات منها في العاصمة لندن. مراراً نفى الشيخ ميمون وجود «حرب مساجد» في البلد الذي يحضن عتاة المعارضين السياسيين من العالمين
العربي والإسلامي. لم يكن الشيخ ميمون يجد حرجاً في الإقرار بأن المسجد الذي كان يؤم الصلاة فيه، والذي يعد الأقدم في لندن، كان يتصدّى للمسجد القريب الذي اتخذه
مُنظّر تنظيم القاعدة أبو حمزة المصري منطلقاً للعمل في بريطانيا. يقول المغدور عن الأخير إنه كان وراء تفريخ التطرّف وسط الجالية المسلمة المهاجرة في بريطانيا،
وكان يحاول تصدير الفكر المتطرف لفائدة الجماعة الإرهابية عبر مختلف البلدان، مثلما كان حاصلاً في الجزائر.
درس الشيخ ميمون العلوم الإسلامية في كلية الشريعة التابعة لدار الفتوى في لبنان، واشتهر بين صفوف الجالية الإسلامية بجهده الدؤوب لحث المسلمين على التقيد بالقانون
البريطاني ونبذ العنف والمشاركة في الحياة السياسية. وبحسب عارفيه، لم يسبق أن تلقى تهديداً أو تعرض لاعتداء، وكان على علاقة مستقرة مع السلطات البريطانية المحلية.
أما في لبنان، فقد تعرضت سيارة والده في ليلة كانونية عام 2007 لتفجير بإصبع ديناميت. وحتى اليوم، لا يزال الفاعل مجهولاً، والتحقيق غير مكتمل في فصيلة قوى
الأمن الداخلي في شحيم. ورغم أنه كان في جولة في دول الخليج العربي لجمع التبرعات للجماعة، شعر زرزور حينذاك بأن المقصود من التفجير واحد: ميمون زرزور دون سواه.
عمل بإحساسه، وقرر التوجه الى لندن لهدفين: طلب اللجوء السياسي وإكمال دراسته الإسلامية، وكان له الاثنان.
ترك الشيخ ميمون لبنان من دون أن يترك الجماعة الإسلامية. بقرار شخصي، لم يتدرج في العمل التنظيمي الى الصفوف القيادية المركزية، حاصراً جهوده في المجالين الاجتماعي
والطلابي على صعيد محلي في إقليم الخروب. كانت له أياد خفية في بعض الشؤون السياسية، ومنها ترتيب العلاقة وتقريب وجهات النظر بين الجماعة الإسلامية والحزب التقدمي
الاشتراكي في منطقة إقليم الخروب.

http://www.al-akhbar.com

No comments:

Post a Comment