Tuesday, September 13, 2011

«اليونيفيل» تتذمر ... والجيش يعزز حمايتها جنبلاط يستدرك ... وعون «يخدم» ميقاتي
ظلت الساحة الداخلية مشدودة إلى متابعة الخلط الحاصل في الأوراق السياسية، بعد كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي ابتعد عن طروحات 14 آذار في ما خصّ
سلاح المقاومة والوضع السوري، ليقترب منها مجدداً النائب وليد جنبلاط الذي أثارت مواقفه الأخيرة «نقزة» في صفوف الاكثرية، لا سيما لجهة رفضه ربط مصير لبنان
بتحرير مزارع شبعا.
وفي سياق متصل، كانت لافتة للانتباه دعوة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في رد غير مباشر على جنبلاط الى عدم الانسياق «وراء معادلات الآن لا تسمن
ولا تغني من جوع»، فيما عُلم ان حزب الله ليس في وارد التصعيد او تفجير خلاف علني في الوقت الحاضر مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي أوفد الوزير وائل أبو
فاعور أمس الى عين التينة.
ولاحقاً، أوضح جنبلاط أن مواقفه الاخيرة ليست سوى للتذكير بما اتفق عليه حول طاولة الحوار وليست اعادة تموضع، فيما نقلت قناة «أخبار المستقبل» عن جنبلاط قوله
على هامش لقائه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفيدرالي الروسي ميخائيل مارغليوف إنه لم يفهم كلام النائب محمد رعد الذي دعا الى الانتظار لقراءة مواقفه.
كما سُجل أمس ارتفاع منسوب التوتر مجدداً بين الرئيس نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون الذي اتهم رئيس الحكومة باستخدام لهجة مذهبية وبحماية المخالفين للقانون
تحت شعار رفض استهداف السنّة، علماً ان أوساطاً مراقبة اعتبرت ان كلام رئيس تكتل التغيير والاصلاح ينطوي، من حيث مردوده العملي، على خدمة مجانية لميقاتي لأنه
يرفع أسهمه في الشارع السني ويعزز شعبيته في بيئته.
وقد رفضت أوساط الرئيس ميقاتي الردّ على عون، وقالت لـ«السفير»: لا تعليق، لان رئيس الحكومة مستمر في نهجه القائم على عدم الدخول في سجالات، فالوقت هو للعمل
والاهتمام بقضايا الناس وليس للانزلاق الى الفعل ورد الفعل.
دمشق: لا مصلحة في إضعاف الحكومة
وبينما يستمر الوضع السوري مادة للتجاذب الداخلي بين قوى 8 و14 آذار، قالت مصادر مطلعة لـ «السفير» إن زيارة وزير الدفاع فايز غصن لدمشق أسفرت عن اتفاق على
ان تتولى قيادتا الجيشين اللبناني والسوري تعزيز التنسيق المشترك حول بعض الأمور الميدانية والعملانية، بما يؤدي الى ضبط الحدود بشكل أفضل ومنع أي محاولة لتهريب
السلاح.
وعلمت «السفير» ان غصن سمع من المسؤولين السوريين، وفي طليعتهم الرئيس بشار الأسد، حرص دمشق على دعم الحكومة الحالية، وقد ابلغ الأسد ضيفه ان لا مصلحة في إضعافها
وان بلاده تؤيد كل ما من شأنه ان يقوي مؤسسات الدولة اللبنانية.
«اليونيفيل» تشكو ضعف الحماية.. والجيش يعززها
على صعيد آخر، وفي جديد ملف أمن «اليونيفيل»، علمـت «السفيـر» ان قائد القـوات الـدولية الجـنرال 
ألبرتو آسارتا أعرب مؤخراً عن امتعاضه من ضعف الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية دوريات «اليونيفيل». وفي المعلومات أن آسارتا تعمّد الانتقال من مقرّه في الناقورة
الى وزارة الدفاع في اليرزة بالسيارة، عوضاً عن المروحية كما جرت العادة، بغية رصد الإجراءات الأمنية المستحدثة بعد عمليتي التفجير اللتين استهدفتا الكتيبتين
الإيطالية والفرنسية، وهو أبلغ من يهمه الأمر انه فوجئ بأن هذه الإجراءات «ليست كافية».
وقال دبلوماسي غربي لـ«السفير» إن آسارتا نقل الى المسؤولين اللبنانيين ما يشبه «التحذير من إمكانية إلغاء مهمة «اليونيفيل» برمتها إذا ما تعرّضت مجدداً الى
هجمات أو مضايقات في إطار تنفيذ المهام الموكلة إليها بموجب القرار الدولي الرقم 1701».
وأشار الدبلوماسي المذكور الى أن «دولة أوروبية كبرى هي عضو في مجلس الأمن الدولي وفاعلة في قوات الطوارئ الدولية هدّدت بأنها ستمارس كل أشكال الضغوط في مجلس
الأمن الدولي لوقف أعمال «اليونيفيل» في حال تكرار الحوادث التي تعرّض لها جنودها في العام الماضي من قبل بعض الأهالي أو اذا حصل تفجير جديد».
في المقابل، أبلغت مصادر عسكرية لبنانية «السفير» إن ملاحظات آسارتا قد عولجت، وان هناك طلبات أخرى تقدم بها تُدرس وتُعالج من قبل الجيش اللبناني، لافتة الانتباه
الى أن موقفه المتذمر عائد الى كونه لم يكن مطلعاً بشكل كامل على التدابير الاحترازية المقررة، ولكن الوضع اختلف الآن وهو أبدى ارتياحه الى المسار الذي سلكته
الأمور لاحقاً.
وأوضحت المصادر ان آسارتا تبلغ من المسؤولين ان الجيش اتخذ الاجراءات الضرورية لحماية قوافل «اليونيفيل» شمال الليطاني، كما عقد اجتماع في مقر قيادة «اليونيفيل»
في الجنوب ضم كبار ضباطها ومدير العمليات في الجيش وممثلين عن الامن الداخلي والامن العام، وعُرضت خلاله التدابير التي تم اتخاذها.
عون يهاجم ميقاتي
الى ذلك، وبانتظار ان تنطلق مناقشة مشروع قانون الكهرباء في اللجان النيابية المشتركة ابتداء من غد الخميس، شن العماد ميشال عون هجوماً حاداً على الرئيس نجيب
ميقاتي رداً على ما أورده في مقابلته التلفزيونية الأخيرة حول الموظفين السنّة.
وقال عون بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح: الرئيس ميقاتي يتكلّم دائماً بلهجته المذهبيّة ويقول إنّ السّنّة مستهدفون. نحن ننتقد رجلاً في الحكم عندما يخطئ.
وإذا تغيّر هذا المسؤول السّنّي فسيأتي مكانه مسؤول سنيّ آخر، لا أحد سيأخذ المركز ولا أحد سيأخذ صلاحياتِه، ولكن هو أيضاً لا يجب عليه أن «يُشَبّح» على صلاحيات
غيره.
وأضاف مخاطباً ميقاتي: السّنة ليسوا مستهدفين، ولكن أنتَ تحمي أشخاصاً مخالفين، والمخالفة هي في يدِك. بالنسبة الى سهيل بوجي، قرار إعادته إلى مجلس الشّورى
هو قرارُك لذلك أنتَ المُخالِف. وفي ما خصّ عبد المنعم يوسف، فأنتَ المخالف، إذ لا يمكن لك كرئيسٍ للحكومة أن توَقع مرسوماً يسندُ له إدارتَين. وفي شعبة المعلومات،
أنتَ المخالف لأنّ قرارَ حلِّها في يدِك، وهي مخالفة للقانون.
وتابع: نحن لا ننتقد السّنّة، بل ننتقد أداءً خاطئاً ومخالفاً للقوانين. وللمناسبة، هناك أشخاص آخرون مخالفون، وعندما تتجاوب معنا، سنسمّيهم لك «بيننا وبينك»
كي لا تشكّلَ الأمورُ فضيحة.
ورداً على سؤال حول موقفه من تمويل المحكمة الدَّولية، أجاب: لقد هرّبوا المحكمة «تهريبة»، لم تمر لا على رئيس الجمهورية، ولا على مجلس النواب، إضافة الى أنّها
أُقِرَّت وفقاً للبند السّابع. وأنا كنائب للأمة، لقد تجاوَزَتني المسألة، ولستُ موافقاً عليها. الآن، هي مشكلة في مجلس الوزراء وعليه حلّها ويمكنه أخذ القرار
الذي يريده، ولكن أنا ميشال عون، لا أوافق. حتى وإن وافقَ حزبُ الله، أنا لن أوافق.

No comments:

Post a Comment