Monday, September 19, 2011

قمة روحية مارونية ـ أرثوذكسية في البلمند اليومالراعي وهزيم لبحث هواجس المسيحيين والشراكة مع المسلمين
غسان ريفي
تتجه الأنظار اليوم الى المقر البطريركي في دير سيدة البلمند الذي يشهد عند السادسة والنصف مساءً قمة مارونية ـ أرثوذكسية، حيث يقوم البطريرك الماروني بشارة
الراعي بزيارة بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم، ومن المفترض أن يعقد لقاء روحي موسع بحضور عدد من المطارنة الموارنة والأرثوذكس،
على أن تعقبه خلوة بين رأسي الكنيستين، ينتهي بعشاء تكريمي يقيمه هزيم على شرف ضيفه.
في الشكل، تبدو الزيارة بروتوكولية رداً على الزيارة التي قام بها هزيم على رأس وفد من مطارنة الكرسي الانطاكي الى بكركي لتقديم التهنئة للراعي بعد انتخابه
بطريركاً. أما في المضمون فتهدف الى مزيد من التناغم حول توحيد الرؤى المسيحية إزاء التطورات الحاصلة في المنطقة، بما في ذلك تثبيت وجود المسيحيين في الشرق،
خصوصاً في ظل تطابق وجتهيْ نظر البطريركين حول ما يجري في العالم العربي من تحركات شعبية وتحديداً في سوريا، حيث أكد هزيم في تصريح سابق لـ«السفير» أن «الرئيس
بشار الأسد صادق في الإصلاحات»، وتلاه الراعي من فرنسا بطلب «إعطائه فرصة للقيام بهذه الإصلاحات».
ويشير مطلعون على أجواء القمة الروحية الى أن رأسي الكنيسة المارونية والأرثوذكسية سيبحثان في الوضع المسيحي على الصعيدين اللبناني والمشرقي، لجهة توحيد الجهود
والتعاون المثمر ضمن الوطن الواحد لحماية الاستقرار والعيش المشترك والسلم الأهلي والتركيز على أهمية الحوار المسيحي ـ الاسلامي، إضافة الى التناغم في المواقف
حيال ما يجري في الوطن العربي من حيث ما يشاع عن التخوف على الوجود المسيحي في الشرق، حيث تشير المعلومات الى أن البطريركين سيؤكدان على أن خوف المسيحيين ليس
على أنفسهم فحسب، بل هو على هذه المنطقة بكاملها التي يتقاسمون العيش فيها مع إخوانهم المسلمين منذ زمن بعيد، وأن خوفهم على المسلمين يوازي خوفهم على أنفسهم،
فضلاً عن التشديد على ضرورة إجراء الاصلاحات في كل الدول العربية وبناء دولة المواطنة والدولة المدنية التي تعتمد المساواة في الحقوق والواجبات.
ويؤكد المطلعون على أجواء القمة الروحية أن الراعي وهزيم سيخلصان الى رفض فكرة حماية المسيحيين في الشرق لكونهم هم أساس هذه المنطقة وموجودون فيها منذ زمن بعيد،
وأن لا أحد قادراً على إلغاء الوجود المسيحي، وأن كل الأخطار المحدقة بالمنطقة لا يمكن أن تواجه إلا بالشراكة المسيحية ـ الاسلامية القادرة على تخطي الصعاب
والبحث عن الحلول الناجعة لكل الأزمات، وأن حماية المسيحيين لا تنفصل بأي شكل من الأشكال عن حماية المسلمين، وأن هذه الحماية لا تؤمنها إلا الدولة العادلة المتنوعة
القائمة على الديموقراطية، وهي لا تؤمن بأي تدخل خارجي من أي جهة أتى.
ويؤكد راعي أبرشية طرابلس المارونية جورج بوجودة لـ«السفير» أن الزيارة بروتوكولية، مؤكدا أن الموارنة والارثوذكس أخوة في الايمان، ويهمهم قضايا المنطقة التي
يعيشون فيها بروح الأخوة مع شركائهم المسلمين، مشددا على أن المسيحيين والمسلمين يعيشون الهواجس ذاتها.
ويشير راعي أبرشية صور وصيدا المطران إلياس كفوري الى أن الزيارة طبيعية وتندرج ضمن الواجبات الاجتماعية والعلاقات الأخوية بين رأسي الكنيستين من أجل توحيد
المواقف بالنسبة لما يجري في لبنان وفي المنطقة، مع مراعاة خصوصية كل كنيسة.
ويقول المطران كفوري لـ«السفير» إن «الزيارة تتخذ طابعاً استثنائياً في ظل الظروف الضاغطة المحيطة بنا، وهناك سعي دائم وحثيث لتوحيد المواقف مما يجري حولنا،
ونحن في الكنيسة الأرثوذكسية مواقفنا ليست جديدة بل هي تاريخية بالنسبة للعيش الأخوي الواحد مع شعوب المنطقة، ونحن نعيش مع المسلمين بسلام وتعاون منذ زمن بعيد
ولا يعكر صفو هذه العلاقة أي شيء، إلا ما يأتي من الخارج ويتجاوز قدرتنا، ونحن كنيسة مستقلة مشرقية لا تخضع لأي سلطة خارجية ولنا عمقنا العربي في هذه المنطقة».
ومن المفترض أن يصدر في ختام القمة الروحية بيان يحدّد النقاط التي بحثها البطريركان الراعي وهزيم، وأبرز القضايا التي توافقا عليها.

No comments:

Post a Comment