Sunday, September 11, 2011

الراعي لا يرضخ للضغط ... ويتمسّك بثوابته ميقاتي: ملتزم بالمحكمة .. وحزب الله بريء
ينطلق «الأسبوع السياسي» على وقع كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي في فرنسا ومواقف الرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد أمس التزامه بالقرارات الدولية حتى قيام
الساعة، بينما بقي مشروع قانون الكهرباء ضائعاً على الطريق بين الحكومة ومجلس النواب، في وقت أبلغت مصادر مطلعة «السفير» ان التأخير في إحالة المشروع يعود الى
خلافات حول صياغة بعض التعابير والجمل فيه، بين ميقاتي ووزير الطاقة جبران باسيل.
ومع عودة الراعي الى بيروت، بدا أن البطريرك يتمسك بأقواله، ويرفض ان يتراجع عنها تحت وطأة الضغط السياسي والإعلامي الذي مورس عليه، مكتفياً بتقديم بعض الإيضاحات
والتفسيرات التي أظهرت ان ما أدلى به لم يكن مرتجلاً أو متسرعاً بل جاء عن سابق تصور وتصميم.
الراعي: ترموننا في النار وتقولون إننا نحترق
وفور وصوله الى الصرح البطريركي في بكركي، عقد الراعي لقاء مصارحة مع حلقة ضيقة من الإعلاميين، أوضح خلاله حقيقة ما أبلغه للفرنسيين حول الوضع في سوريا، قائلا:
ركزنا في حديثنا معهم على أننا مع الإصلاح في العالم العربي ومن ضمنه سوريا، نحن مع مطالب الشعوب وحقوقها بالكرامة والحرية، وضد العنف والحروب التي ذقنا طعمها،
ولذلك نأمل في أن تحل المشكلات بالحوار قبل السلاح. وتابع: لسنا مع النظام السوري ولا مع غيره فالكنيسة لا تدعم أنظمة.
وشدد على انه حدّد أمام الفرنسيين ثلاثة مخاوف حيال الوضع السوري هي: أولاً إذا كان لا بد من انتقال النظام فنحن نتخوف من الوصول الى الأسوأ لأن هناك أنظمة
ممولة ومسلحة وبالتالي بين السيئ والأسوأ نختار السيئ، ثانياً التخوف من حرب أهلية في سوريا لأن مجتمعاتنا مؤلفة من طوائف ومذاهب والمسيحي في النظام المتشدد
«بياكلها»، ثالثاً نغمة التقسيم التي لم ننسها بعد ونتخوف من الوصول الى تفتيت العالم العربي الى دويلات مذهبية.
وفي ما خص سلاح حزب الله، لفت الانتباه الى انه أبلغ الفرنسيين بأنه «ليس من الطبيعي أن يكون الحزب مسلحاً وممثلاً في الوقت نفسه في الحكومة والمجلس، ولكن المسؤولية
تقع عليكم أنتم كأسرة دولية، قوموا بواجبكم وانزعوا ذرائع الحزب بأن أرضنا محتلة وضد التوطين، وعلينا البقية».
وكشف الراعي عن أنه قال للرئيس الفرنسي: هل محكوم علينا أن تبقى إٍسرائيل على قلبنا والفلسطينيون هنا؟ ترموننا في النار وتقولون لنا إنكم تحتـرقون؟ وأشــار
الى أنه لم يربط نزع السلاح بحق العودة، «وإنما حزب الله يقول إنه ضد التوطين فليقم إذاً المجتمع الدولي بمهمته ويطبق القرارات الدولية وينزع ذرائع حمل السلاح».

واستغرب اتهامه بالتخلي عن ثوابت بكركي، لافتاً الانتباه الى «ان بكركي لم تقل يوماً بالعداء لسوريا والبطريرك صفير لطالما طالب بأحسن الجيرة معها».
وكان الراعي قد أبدى أسفه بعد عودته من باريس أمس لكون معظمنا «ينظر الى الأمور بسطحية، يأخذ كلمة ويبني عليها، من كرتون ومن سراب». وأضاف في تصريح أدلى به
في المطار: إن ما قيل هنا وهنالك من تفسيرات ليست بمحلها ولا يتلاءم إطلاقا مع ما كنا فيه من جدية ونظر بمسؤولية للأمور.
ميقاتي: حزب الله بريء
إلى ذلك، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى إخراج ملف تمويل المحكمة الدولية من السجال، مؤكداً أن تنفيذ المقررات الدولية ليس خياراً لأن احترام القوانين هو
من اجل سلامة لبنان، اما عدم احترامها فيشكل إساءة للبنان ويضعنا في موقع خطر.
وقال ميقاتي في مقابلة مع برنامج «الأسبوع في ساعة» على محطة «الجديد» ليل أمس: لن أعطي أي مبرر لإسرائيل بأن يكون لبنان خارج المجتمع الدولي، والإرادة الدولية
حمت لبنان، ولن أسمح بأن يكون لبنان في خطر في موقعه الدولي. نحن نلتزم القرارات الدولية منذ قيام عصبة الأمم حتى قيام الساعة.
أضاف: القانون اللبناني يعاقب كل من يدلي بشهادة زور وهناك شهود أدلوا بشهادات مزورة أضروا ببعض الناس ويجب، ضمن مواد القانون اللبناني، متابعتها، وقد طلبت
من المدّعي العام متابعة الملف، كما أن الموضوع اليوم هو في يد وزير العدل الذي نثق فيه وفي القضاء اللبناني.
وشدد على انه متأكد من براءة حزب الله من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، «ولذلك أدعوه لتوكيل محامين عنه لدى المحكمة الدولية».
واعتبر «أن وصف الحكومة بأنها حكومة حزب الله اطلقته المعارضة، وهذا وصف جزافي»، مشدداً على «أن أكثر وزيرين مريحين في الحكومة هما وزيرا حزب الله حسين الحاج
حسن ومحمد فنيش».
وعن تصريحات البطريرك بشاره الراعي قال: سألتقي بالبطريرك هذا الأسبوع بناءً على موعد سابق، وحديثه حول المقاومة ضد اسرائيل لا خلاف عليه. أما الموضوع الثاني
المتعلق بالسنة والأصولية فبدا ملتبساً بالنسبة لي. أريد أن أستوضح منه حول الموضوع لأن السنة رواد في العيش المشترك.
ورداً على سؤال حول ما نسب اليه عبر وثائق «ويكيليكس» بخصوص حزب الله، أجاب: حصلت أحاديث حول الموضوع، ولكن يوجد تحريف. قالوا إنني قلت إن هناك «ورماً». أنا
قلت بأنه ورم ولكن غير خبيث، لأن المقاومة لديها رسالة كبيرة جداً وحزب الله لا يأخذ مكان الدولة.

No comments:

Post a Comment