Saturday, September 3, 2011

الراعي بدأ زيارة لفرنسا: الجيش هو العمود الفقري للبنان
على السياسيين العودة الى الشعب في القرارات المهمة

حض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السياسيين اللبنانيين على العودة الى الشعب في القرارات المهمة "لأن وراءكم شعباً له حاجاته وتطلعاته ورأيه، ونحن
في بلد ديموقراطي فيه حكم الشعب بواسطة النواب" والسياسيين. وأكد ان الحل لقضية لاسا "قانوني عقاري وحبي... وإلا قضائي".

تحدث البطريرك في الطائرة الى الوفد الاعلامي الذي رافقه الى باريس امس، عن شجون لبنان بعدما كان تحدث في بيروت عن زيارته لفرنسا، وعن الجيش والكهرباء والاحتلال
الاسرائيلي لما تبقى من أرض لبنانية.
بداية، ما هدف الزيارات الراعوية وما نتيجتها؟ أجاب: "ان زيارة البطريرك للابرشيات يلحظها القانون كل خمس سنوات، فكيف إذا كانت سنتنا الأولى، وزرنا الابرشيات
للاستماع الى الناس والى حاجاتهم ووضع خطة عمل من منطلق شعار شركة ومحبة. اما الهدف الثاني فهو اننا نلتقي الجميع خلال هذه الزيارات، فاللبنانيون يريدون العيش
على طبيعتهم من دون انقسام او خلاف او بوجود جدران فاصلة. وثالثاً لنقول للسياسيين الكرام ان وراءكم شعباً له حاجاته وتطلعاته ورأيه، وجميل ان تعودوا اليه في
القرارات المهمة. فنحن بلد ديموقراطي فيه حكم للشعب عبر النواب والسياسيين".
وماذا عن لاسا؟ اجاب: "ان موضوع لاسا موضوع عقاري وليس سياسياً ولا دينياً، وثمة من يقول ان هذه الارض لنا ونحن نملك وثائق تركية، وثمة آخر يقول "صحيح هيك"،
انما نحن اشترينا الارض وحصل مسح لها، اضافة الى وجود احكام قضائية. وفي مقابل ذلك هناك تعديات وشكّلنا لجنة مشتركة من النيابة البطريركية في جونية ورئيس البلدية
والمختار لتحديد نقاط الخلاف، وفي ضوء ذلك نحل القضية ويمكننا التوصل الى حلول حبّية. ويجب عدم اعطاء البعد العقاري بعداً سياسياً وبعداً مذهبياً، حتى لو كان
في نيات البعض شيء من هذا. فالحل قانوني عقاري وحبي... وإلا قضائي".

نعم... ولكن
وعن اجتماعات السياسيين الموارنة في بكركي قال: "نحن لا نقوم بعمل ماروني، انما تشاورت مع رؤساء الطوائف المسيحية لدعوة النواب، وكان رأيهم ان البدء بالنواب
الموارنة قد يكون افضل، ونحن لا نفعل شيئاً للموارنة انما نطلب من الجميع التشاور مع المسيحيين وغير المسيحيين. وقد طرحنا موضوع بيع الاراضي وقلنا لا نريد ان
يبيع المسيحي او المسلم ارضه، ولا نريد ان يبيع المسيحي ارضه لمسلم ولا المسلم لمسيحي، فالارض هوية الانسان وتاريخه ومستقبله وأمه وأبوه. وبيع الارض هو بيع
الكرامة وبيع الهوية وبيع الارض.
والموضوع الثاني هو مشاركة المسيحيين في الادارة، ولاحظنا تناقصاً غريباً في هذه المشاركة، ورأينا ان هذا ضد الميثاق والصيغة، وتجب معالجته لأنه موضوع وطني.
وقلنا يا جماعة "تعوا لنعالج المشكلة". فالبلد يخص المسيحيين والمسلمين معاً وليس فئة واحدة. ووجودنا في الادارات موضوع وطني.
اما موضوع قانون الانتخابات، فقلنا يا جماعة "تعوا نوحّد مشروعنا"، إذ لا يجوز التفاوض على 6 و7 و8 او 10 مشاريع، و"ساعتها بيقولوا كل واحد حامل مشروع... بسيطة
لنعد الى القديم". والجميع كان حريصاً في الاجتماع على القول إننا لا نريد وضع قانون يرفضه غيرنا، انما نريد قانوناً ينصف الجميع ويحفظ للمواطن اللبناني دوراً
في انتخاب مَن يريد نائباً وليس "غصبا عنك انا نائبك شئت ام أبيت"، و"مش مجموعات بتجيب نايب وبتحطو عليك"، ودرسنا الايجابي والسلبي لكل المشاريع فنحن بلد ديموقراطي
نؤمن برأي الشعب، ولا أحد يمكن ان يفرض شيئاً بالقوة".
ولماذا تأجيل اجتماع القيادات المسيحية في بكركي والى متى؟ اجاب: "صحيح، كنا متفقين على اللقاء في 25 آب، وقالوا إذا اجتمعنا كلنا نطلع بدون نتيجة. ومن الافضل
اجتماع ممثلي القيادات مع خبراء، تحضيراً للاجتماع الموسع الذي سيعقد مبدئياً أواخر أيلول. والنقاش بين عشرة افضل من النقاش بين 30 او 40".
ورداً على سؤال، قال: "موضوع الكهرباء يأخذ بعداً غير بعده، ويجب عدم رفض مشروع لأن جهة معينة قدّمته، ورفض آخر لأن جهة اخرى قدمته فالحياة يجب ان تمشي ولا
تحتمل ان "نتشارع" على قضايا حياتية (...) فالبلد ما بيمشي بالتعطيل... ما بيقدر السياسيون الكرام يستمروا بهيدا النهج. لا يحق لأحد تعطيل البلد. ويا ريت كل
يوم مجلس وزراء لحل كل مشكلات المواطنين، ولوضع حد للفساد المستشري".

في باريس
وكان في استقبال البطريرك الراعي في مطار شارل ديغول في باريس السفير اللبناني بطرس عساكر والسفيرة اللبنانية في الاونيسكو سيلفي فضل الله وممثل وزارة الخارجية
الفرنسية لشؤون الاديان اوليفييه بوبار، والوزير السابق ابرهيم الضاهر والوكيل البطريركي في فرنسا المونسنيور سعيد سعيد والخوري جان مارون قويق والاب نعمة الله
الخوري، وعدد من وجوه الجالية اللبنانية.
وبعد الظهر استقبل في البيت اللبناني الفرنسي على التوالي وفوداً من "التيار الوطني الحر" برئاسة ايلي حداد والأطباء اللبنانيين في فرنسا وحزب الكتائب.
وفي بيروت، ودّع البطريرك وزير العدل شكيب قرطباوي ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والمطارنة رولان ابو جودة وبولس صيّاح وطانيوس الخوري، والقائم بأعمال
السفارة الفرنسية ديدييه شابير، وامين سر البطريرك الخوري نبيه الترس والقيم البطريركي المونسنيور جوزف البواري والامين العام للبطريركية الاب انطوان خليفة
وقائد جهاز امن المطار بالوكالة العميد ايليا عبيد ورئيس مخابرات جبل لبنان العميد ريشار الحلو، ونائب رئيس المجلس العام الماروني اميل مخلوف ورئيس "مؤسسة البطريرك
صفير" الياس صفير والمحاميان جوزف ابو شرف وفيليب طربيه وعدد من الكهنة والشخصيات.
وفي صالون المطار، شرح الراعي أهم المحادثات التي يجريها مع المسؤولين الفرنسيين، واستهل جوابه بشكر رئيس الجمهورية على ايفاده وزير العدل لمرافقته الى المطار،
ثم تحدث عن العلاقة التاريخية بين لبنان عموماً والموارنة خصوصاً وفرنسا، وحيا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي هنّأه بانتخابه ووجه اليه دعوة لزيارة فرنسا.
واضاف ان الزيارة الرسمية هي للبحث في كل القضايا ومنها التعاون بين فرنسا ولبنان، "وعلينا نحن ان نؤدي دورنا ليستمر لبنان بلداً محافظاً على "ديموقراطيته وعلى
انفتاحه على العالم العربي والغربي، ثم ان لبنان هو ارض الانسان والحريات على رغم كل الصعوبات الداخلية، وهذه الموضوعات ستكون محور محادثاتنا مع فخامة الرئيس
والمسؤولين. ونحن أبناء المنطقة العربية وابناء الشرق الاوسط، ونحمل معاناتنا ومعاناة كل شعوبنا اذ تربطنا ثقافة واحدة ومصير واحد".
ورداً على سؤال قال: "فرنسا حافظت دائماً على دورها بالنسبة الى لبنان على صعيد الصداقة والتعاون والحضور والمساندة، وبدوره كان لبنان دائماً وفيّاً في سياسته
الخارجية لفرنسا. ونحن كموارنة وبطريركية حافظنا باستمرار على التعاون، علماً ان ثقافتنا الفرنكوفونية لها دور في تكوين الفكر اللبناني والثقافة اللبنانية (...)".
وهل يبحث في موضوع الثورات العربية ومدى تأثيرها على المسيحيين في لبنان والشرق؟ أجاب: "بدون شك، اذ نحن ننتمي الى هذا العالم المشرقي بكل ابعاده، ونحن في عمق
هذا الشرق منذ ايام السيد المسيح، ولبنان اول من قام بخطوة العيش معاً والديموقراطية، ولذلك هو عامل استقرار، ونحن نتحدث من حيث مسؤوليتنا تجاه عالمنا العربي،
فنحن منفتحون على هذا العالم ونريد التعاون معه وحمل همومه، إلا اننا ضد العنف والحروب ومع حل المشاكل بالحوار والتفاهم (...).
واليوم لا أحد يعرف في العالم العربي الى أين هو ذاهب، فهو يعيش ثورات وفيه حقوق مهدورة وانظمة تحتاج الى مزيد من الانفتاح على الديموقراطية والحداثة، ولكن
العنف لا يوصل الى نتيجة. وهذا سيكون مدار بحث مع الرئيس الفرنسي والمسؤولين لأن فرنسا مؤمنة بهذه المبادىءء التي يؤمن بها لبنان".
وهل يطلب ضغطاً فرنسياً على اسرائيل للانسحاب من المناطق التي لا تزال محتلة، اجاب: "هذا مطلب اساسي لا نطلبه من فرنسا فقط، انما هو مطلبنا اليومي لأن حق لبنان
في ان يعيش سيادته الكاملة على كل ترابه، وله استقلاله وحضوره ودولته، وثمة مقررات لمجلس الأمن يجب ان تنفذ، ليعيش لبنان سيادته الكاملة وقراره".
وماذا يقول في الانتقادات التي طالت الجيش، اجاب: "الجيش هو العمود الفقري للبنان، وهو العزة والشرف للبنانيين، وضمان لبنان، انما هل نرد على كل من "يطلع بخبرية...
منعطيه اهمية كبيرة". ولكن الجيش موجود وصامد ونحن معه (...). يجب عدم التعرض لحرمات الجيش ورئيس الدولة والحكومة ومجلس النواب".
واضاف: "يجب ان نتعلم في لبنان احترام الدولة ومؤسساتها اكثر فأكثر، وعندما يقوم احد بشائبة فمن حقي ان انتقد الاداء، بما فيه انتقاد اداء رئيس البلاد، انما
عدم التعرض للكرامة، ويجب التمييز بين الاداء والكرامة (...) ثم لا يمكننا بسبب الخلافات السياسية ان نوقف مسيرة البلد، فمن قصة الكهرباء الى الطرق والمياه
والهاتف وفرص العمل. كل هذه مؤسسات الدولة مسؤولة عنها". وكما يجب التمييز بين الاداء والكرامة، على المسؤولين التمييز بين المصالح الشخصية والفئوية والخير
العام".

باريس – حبيب شلوق     

No comments:

Post a Comment