Saturday, September 17, 2011

مخابرات الجيش تضبط تهريب أسلحة إلى سوريا:
لبناني وسوريان.. وقذائف «آر بي جي» و«إنيرغا»
كتب المحرر القضائي:
مع تمكن مخابرات الجيش اللبناني من إحباط عملية تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الى الأراضي السورية، وإلقاء القبض على الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء
العسكري، يعود الى الواجهة موضوع تهريب السلاح بين لبنان وسوريا.
وجاء إحباط عملية التهريب الجديدة، غداة الزيارة التي قام بها وزير الدفاع فايز غصن الاثنين الماضي الى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد الذي اعرب عن تقديره
للجهود الكبيرة التي يقوم بها الجيش اللبناني بالتنسيق مع نظيره السوري لضبط الحدود بين البلدين، والتي أسفرت مؤخراً عن إفشال الكثير من محاولات تهريب شحنات
من الأسلحة التي تستهدف أمن واستقرار البلدين.
وعرض مصدر عسكري لـ«السفير» تفاصيل إحباط عملية التهريب الجديدة، وقال انه منذ فترة لوحظت حركة مريبة لأحد الأشخاص المعروف عنه انه يتعاطى تجارة السلاح ويدعى
إبراهيم م. فتم وضعه في دائرة الرصد الدقيق بعد بروز خيوط تؤشر الى محاولة استحضار انواع من الأسلحة المختلفة من بعض المناطق، وقد استمر الامر على هذا المنوال
لفترة من الزمن، الى حين وصول العناصر العسكرية الى تحديد المكان الذي سيتم فيه تسليم السلاح وساعة الصفر لاتمام العملية.
واشار المصدر الى ان رجال المخابرات قاموا بعد ظهر الثلاثاء في 13 ايلول الجاري، بدهم احد الأحياء السكنية (الشعبية) في الطريق الجديدة في بيروت، بعدما رصدوا
سيارة جيب تحمل لوحة سورية (محافظة حمص)، وهي تدخل الى تلك المحلة. وسرعان ما اطبق رجال المخابرات على المكان الذي وصلت اليه سيارة الجيب وتم القاء القبض على
ثلاثة اشخاص، وهم اللبناني ابراهيم م. والسوريان عاصم ف. وباسل ق. وجميعهم في العقد الرابع.
وبحسب المصدر العسكري، فإن الاشخاص الثلاثة ضبطوا متلبسين بالجرم المشهود، حيث تبيّن انهم كانوا قد وضبوا كميّة كبيرة من الاسلحة والذخائر تمهيدا لنقلها الى
خارج لبنان، واقتيد الموقوفون الثلاثة الى التحقيق، حيث سرعان ما اعترفوا بمحاولة نقل تلك الاسلحة الى داخل الاراضي السورية.
وفيما نفى الموقوف اللبناني ارتباطه باية جهة لبنانية او انتماءه الى اي تنظيم سياسي لبناني، وانه لم يقم بأية عملية تهريب للسلاح سابقا الى سوريا، مشيرا الى
ان جل وظيفته كانت تأمين السلاح فقط من السوق، اعترف الموقوفان السوريان انهما سبق وأن قاما بعمليات متعددة في هذا المجال بالتنسيق مع جهات سورية مناوئة لنظام
الرئيس بشار الاسد.
واوضح المصدر العسكري ان عملية التهريب هذه هي واحدة من عمليات مماثلة سبق أن حصلت على فترات متقطعة منذ بدء الأحداث في سوريا، وأمكن ضبط العديد منها، وهناك
أكثر من خمسة موقوفين موجودون حاليا أمام المحكمة العسكرية، التي سيحال إليها الموقوفون الثلاثة أيضا بعد انتهاء التحقيق معهم من قبل النيابة العامة العسكرية.
ولفت المصدر الانتباه الى المنحى الخطير الذي بدت تسلكه عمليات التهريب، حيث تطوّر من الطلب على الأسلحة الخفيفة والفردية منذ بداية الأحداث في سوريا، الى طلب
الأسلحة المتوسطة ومن أي نوع كان كما اعترف الموقوفون، ويتأكد ذلك من نوع الأسلحة التي تمت مصادرتها في عملية الطريق الجديدة، وهي عبارة عن قذائف «آر. بي. جي»،
قاذفات «آر. بي. جي»، قنابل يدوية، رشاشات «كلاشينكوف»، مناظير ليلية حديثة، قذائف «انيرغا».
يذكر ان مخابرات الجيش قد تمكنت منذ مدة من إحباط عملية تهريب للسلاح عبر احد المرافئ السياحية في وسط بيروت والقي القبض على مجموعة أشخاص ينتمون إلى تيار سياسي
في الشمال، وقيل آنذاك أنهم قد قاموا بما يزيد عن ثلاثين عملية تهريب عبر البحر، إلا أن من تم توقيفهم في هذه العملية قد تم الإفراج عنهم بطريقة مريبة بعد نقلهم
من بيروت الى سجن القبة في طرابلس، كما يذكر في هذا المجال ايضا اعلان السلطات السورية ان عناصر الجمارك السورية في مركز الدبوسية على الحدود السورية اللبنانية
صادرت أوائل اب الماضي شحنة أسلحة كان يتم تهريبها بسيارة شحن كبيرة كانت في طريقها من لبنان الى سوريا. وتضم 250 قطعة من أسلحة مختلفة الأنواع والأحجام والاستعمال،
ومن بينها بنادق قنص متطورة وبنادق لإطلاق قنابل مسيلة للدموع.
واشار المصدر العسكري الى ان موضوع تهريب السلاح من لبنان الى سوريا، يتصدر اولويات قيادة الجيش اللبناني التي تؤكد ومن خلال اجراءات صارمة تتخذها على الجانب
اللبناني من الحدود تصميمها على التصدي لهذا الموضوع منعا للاخلال بأمن البلدين واستقرارهما.

No comments:

Post a Comment