Saturday, September 10, 2011

موقف رئيس الحكومة في خطة الكهرباء ينعكس إيجاباً على الشارع الطرابلسي«الأزرق» مربك في طرابلس: ميقاتي حقّق ما عجز عنه الحريري
غسان ريفي
لا يلتقي إثنان في طرابلس إلا ويكون حديث الخطة الكهربائية التي أقرّتها الحكومة ثالثهما.
والسؤال الذي يدور في الصالونات السياسية الطرابلسية: لمن يعود الانتصار السياسي في الإنجاز الحكومي الأول على الصعيد الاجتماعي في لبنان؟
ويمكن القول إن إقرار الخطة الكهربائية معدلة في مجلس الوزراء بحسب توجهات الرئيس نجيب ميقاتي، وموقفه الحاسم ضمن الجلسة تركت لدى كثير من أبناء طرابلس أصداء
إيجابية على أكثر من صعيد لجهة:
أولاً: إن ميقاتي أثبت مرة جديدة أنه غير مستعدّ بأي شكل من الأشكال أن يفرط بصلاحياته، وأنه ماض في الدفاع عن موقع رئيس الحكومة، وتعزيز حضوره من خلال رفضه
المطلق تقديم التنازلات برغم كل التهديدات والضغوط التي تعرض لها.
ثانياً: نجاح ميقاتي في تثبيت دور رئاسة الحكومة في التحكم بمسار جلسات مجلس الوزراء، وتأكيده مجدداً أن الحكومة ليست حكومة اللون الواحد، بل هي حكومة رئيسها
والأطراف السياسية المشاركة فيها.
ثالثاً: تمسك ميقاتي بالمواجهة من أجل حماية الحكومة بالدرجة الأولى، والحفاظ على استقرار البلد، وتثبيت بوصلته أكثر فأكثر نحو دولة القانون والمؤسسات، من خلال
تقديمه خطة كهربائية بطريقة تخضع لكل أنواع الرقابة والشفافية، ولا تتسبّب بعجز في الخزينة.
رابعاً: حرص رئيس الحكومة على طي صفحة التجاذبات بينه وبين العماد ميشال عون وتأثيرها على الشارع اللبناني طائفياً وسياسياً، من خلال صيغة مصلحة الدولة والمشروع
في آن معاً، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وتحت شعار خدمة المواطن اللبناني الذي يحتاج في النهاية الى اسـتقرار في التـيار الكهربائي بعد سنوات طويلة من المعاناة،
وبالتالي إعطاء جرعة معنوية زائدة للحكومة يساعدها على تحقيق شعارها «كلنا للعمل» والانطلاق نحو إنجاز مشاريع تنموية جديدة.
وتخلص نقاشات الأوساط الطرابلسية الى أن ميقاتي أحرج تيار المستقبل وفاجأه مجدداً، من خلال تجاوزه سقف الرئيس سعد الحريري في رفض تمرير الخطة الكهربائية بصيغتها
القديمة التي كان وافق عليها الحريري في حكومة الوحدة الوطنية. وتتساءل هذه الأوساط هل تيار المستقبل مستعدّ لأن يقتنع بهذا الإنجاز أم أنه سيفتش من جديد عن
أبواب لانتقاده والتصويب عليه على قاعدة «عنزة ولو طارت».
ويبدو واضحاً أن ثمة ارتباكاً لدى أركان تيار المستقبل في طرابلس الذين اختلفت وجهات نظرهم حيال إقرار الخطة الكهربائية، فوجد بعض هؤلاء فيها تماشياً مع توجهات
القيادة الزرقاء في وضعها تحت إشراف الحكومة مجتمعة واللجوء الى الصناديق العربية والدولية لتمويلها، فيما رأى البعض الآخر أن ثمة تسوية جرت بين ميقاتي وعون
و«حزب الله» على قاعدة ألا مصلحة لأي كان ضمن الأكثرية في إسقاط الحكومة، إلا أن أحداً من «الكوادر الزرق» لم يستطع أن يتجاوز «أن ميقاتي فرض رأيه على الخطة
الكهربائية وحسم الموقف لمصلحته في جلسة مجلس الوزراء».
ويبدو واضحاً أن إقرار الخطة الكهربائية ونجاح ميقاتي في فرضها على النحو الذي يرضيه، وموقفه الحاسم في مجلس الوزراء حيال هذا المشروع، سيحمله مزيداً من الأعباء
في رحلته الحكومية لا سيما أمام أهله في طرابلس التي ترى أوساطها «أن من يستطع أن يضرب يده على طاولة مجلس الوزراء لإقرار خطة كهربائية على صعيد الوطن»، قادر
على إنصاف طرابلس في إقرار مشاريعها وتعييناتها والنهوض بها وإزالة صفة الحرمان عنها، خصوصاً أن فترة المماحكات التي رافقت إقرار الخطة الكهربائية وأدت الى
شل العمل الحكومي انعسكت سلباً على المدينة التي لا ينفك المتضررون من نجاح ميقاتي في الإمعان بتوتير أجوائها عبر الإشكالات الأمنية المتنقلة، الأمر الذي يضع
طرابلس أمام سباق بين سرعة الحكومة ورئيسها في إطلاق عجلة الإنماء فيها، وبين محاولات المتضررين لعزلها وقوقعتها وإفقادها دورها كعاصمة ثانية!

No comments:

Post a Comment