Saturday, September 10, 2011

> الأكثرية: أعاد الروح إلى نفوسنا

الأكثرية: أعاد الروح إلى نفوسنا
كلام باريس بدّل حلفاء بكركي

المواقف السياسية أمس، كانت رباعية الدفع، حيث تمحورت حول أربعة مواضيع: الكلام الباريسي للبطريرك الماروني بشارة الراعي عن سوريا وسلاح المقاومة، الموقف «المستقبلي»
من رئيس مجلس النواب نبيه بري، مصير خطة الكهرباء في مجلس النواب، والحملة الاستباقية من المعارضة للضغط على الحكومة قبل استحقاق تمويل المحكمة
عندما قال البطريرك الماروني بشارة الراعي كلمته الباريسية عن الوضع في سوريا وسلاح حزب الله، كان بلا شك يعرف أن كلامه سيثير الكثير من ردود الفعل البيروتية،
لكنه بالتأكيد لم يكن يتوقع العاصفة التي أُثيرت ولا العبارات التي استُعملت، فضلاً عن أنه وهو الحريص في كل مناسبة على ذكر سلفه البطريرك نصر الله صفير، لم
يخطر في باله أنه سيخلفه بهذه السرعة في موقع المرضيّ عنه من فريق و«المغضوب» عليه من آخر، إنما في الموقع المعاكس.

ففريق 14 آذار الذي لطالما لاقته وأحياناً سبقته مواقف صفير، بدا كأن موقف الراعي، صدمه (التفاصيل في مكان آخر من الصفحة)، بينما فريق 8 آذار لم يكتف أمس بالاحتفاء
بكلام البطريرك الحالي، بل عكست مواقفه ما يشبه «فشة الخلق» من مرحلة البطريرك السابق. فـ«بفخر واعتزاز» حيّا الرئيس إميل لحود المواقف الأخيرة للراعي «التي
تندرج في خانة دور الصرح البطريركي تاريخياً في مقاربة الشؤون الوطنية والإقليمية». وقال: «أتانا من يؤمن اليوم في سدة الزعامة الروحية والوطنية بأنه لن تكون
لنا قيامة إلا بوحدتنا وقوتنا وتصالحنا مع ذواتنا ومع محيطنا الأقرب قبل أن يحل أوان الحلول الكبرى، التي قد تأتي على حساب لبنان، ولا سيما في الموضوع الفلسطيني».
ليختم بأن أمله كبير بالبطريرك «الذي يمسك بيد الرعية ويذهب بها إلى شاطئ الأمان».
ولموقف الراعي، عند النائب طلال ارسلان، هدف وأكثر من صفة، الهدف هو «لجم الجموح الاستعماري للدول الغربية»، ولذلك هو بحسب ارسلان «يمثّل ذروة الحكمة والمسؤولية
من جانب هذه المرجعية اللبنانية المرموقة»، وموقف «تاريخي، ويذكر بمواقف كبار البطاركة عبر التاريخ ويندرج في سياق النهج القويم للكرسي الرسولي، الذي لو استمعت
قوى الاستعمار إلى تحذيراته ونصائحه لما دُمر العراق وتمزق نسيجه الاجتماعي وتقطعت أوصاله وهُجّر أهله». ووجه إليه تحية وطنية وعربية.
وبالنسبة إلى النائب قاسم هاشم، فإن «فسحة الأمل والرجاء بإنقاذ لبنان من براثن الفتن وإبعاده عن المؤثرات السلبية وسياسة المغامرات»، تبقى «من خلال المواقف
الرائدة والواضحة للبطريرك الماروني»، التي رأى أنها «تعبّر عن قراءة موضوعية واقعية نابعة من حس وطني حكيم قادر على التعاطي مع التطورات والتحديات وفق ما تقتضيه
المصلحة الوطنية، بعيداً عن كل الضغوط والمواقف الارتجالية التي يحاول البعض زج لبنان في زواريبها».
وقال النائب السابق وجيه البعريني إن مواقف الراعي «أعادت الروح إلى نفوسنا»، فيما وصف رئيس تجمع الإصلاح والتقدم خالد الداعي، ما قاله بأنه «كلام مسؤول يصدر
عن رجل مسؤول».

الأكثرية تتضامن مع بري

رجل آخر، يزداد يوماً بعد يوم جمع أطياف الأكثرية حوله، هو الرئيس نبيه بري الذي تلقى أمس دعماً قوياً من التيار الوطني الحر، حيث زاره الوزير جبران باسيل والنائب
إبراهيم كنعان، في حضور الوزير علي حسن خليل. ولم يخف باسيل هدف زيارة بري «في هذه المرحلة التي يتعرض فيها لافتراءات تعودناها في لبنان، لجهة قلب الحقائق وتغييرها.
ومن كان يتعامل دائماً مع إسرائيل في كل تاريخه، بات يتهم من قاومها طوال عمره، بل وصلت به وقاحته الى درجة اتهامه بالعمالة. كل الناس يراد لهم أن ينسوا تاريخهم
وسجلهم، وتغير كل الحقائق، فالذي قتل رئيس حكومة يسعى الى كشف حقيقة اغتيال رئيس حكومة آخر». وأضاف إن بري «ليس في حاجة الى من يدافع عنه، لكن وصلنا الى مرحلة
تعبنا فيها من الوقاحة والكذب وتغيير المعالم والحقائق والوصول الى مرحلة اتهام المقاومين والذين بذلوا ما بذلوه، بأمور مصاب بها من يوجه الاتهام ويعكسها على
غيره».
كذلك لم يكتف حزب الله بموقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أول من أمس، إذ تبعه أمس عضوا الكتلة النائبان علي عمار وحسين الموسوي، فاتهم الأول
حزب المستقبل ورئيسه وإعلامه بأنهم «دأبوا على إثارة أجواء التحريض في كل الاتجاهات، وخصوصاً تجاه المقاومة وحلفائها»، وأن «آخر أحقادهم» رمي بري «بتهم أوثق
بهم وألصق بسلوكياتهم، في محاولة دنيئة منهم لإيجاد الفتنة بين أبناء الصف الوطني الواحد، لكنهم خسئوا، فبري دعامة رئيسة من دعائم المقاومة ومشروع المقاومة،
وهو في الخندق المتقدم للدفاع عن لبنان المستقبل، وقد أبلى في حرب تموز بلاءً مباركاً مع حركته ليكون مساهماً فعالاً في انتصار تموز التاريخي». وقال لهم: «لا
لن تخدشوا صورة المقاومين فالشهادة منهم ولا يحتاجون إلى شهادات الخزي منكم». ووصف الموسوي ما يوجه إلى بري بأنه حديث افترائي وتزوير، وقال: «الرئيس بري، قبلنا
وبعدنا، من مدرسة عدم الركون الى إسرائيل، ولا يمكن لأحد أن يتحدث بهذا الكلام، وهذا القول مرفوض بالجملة والمفرق، وليخيطوا بغير هالمسلة. نحن وحدة متراصة لمواجهة
المخططات الأميركية، وقد بلغنا رشدنا لحفظ وحدتنا وكرامتنا».
كذلك هب معظم أعضاء كتلة التحرير والتنمية وشخصيات في الأكثرية، لاستنكار استهداف بري، ووضع بعضهم هذا الاستهداف «في سياق حملة ممنهجة بدأها فريق الارتهان ضد
المقاومة، ومن ثم ضد الجيش»، مؤكدين «أن ما فشل فيه أسياد هذا الفريق لن يكون بمقدور الأزلام النجاح بهذا الدور المشبوه».
لكن الإشادة بالراعي والدفاع عن بري، لم يحجبا موضوع تمويل المحكمة الدولية (صفحة 4 – 5) ومواقف إضافية من خطة الكهرباء، برز فيها وجود شبه إجماع على أن إقرارها
في مجلس النواب سيكون مضموناً، وشذ عن ذلك قول النائب أحمد فتفت إن موقف نواب كتلة المستقبل من مشروع الخطة سيتحدد بعد تستلّم مجلس النواب المشروع، وأضاف: «فلننتظر
كيف سيصل المشروع إلى المجلس وعندئذ نأخذ الموقف».

http://www.al-akhbar.com/
www.al-akhbar.com[1]
http://www.al-akhbar.com/
www.al-akhbar.com [1]العدد ١٥٠٨ السبت ١٠ أيلول ٢٠١١سياسة
list of 2 items
العدد ١٥٠٨
سياسة
list end

No comments:

Post a Comment