Friday, September 16, 2011

> الأقلية تناور كهربائياً: الخطة لن تمر بسهولة

الأقلية تناور كهربائياً: الخطة لن تمر بسهولة
مداخلة السنيورة دامت أكثر من نصف ساعة وغادر من دون أن يسمع الرد (أرشيف ــ مروان طحطح)

عاد الملف الكهربائي إلى المجلس النيابي حيث يتكفّل الرئيس فؤاد السنيورة بمهاجمته، ويستمتع بتطيير النصاب لتأخير بتّه، فيما كان الرئيس سعد الحريري يحتفل في
إحدى الدول التي يتنقّل بينها بـ«يوم الديموقراطية العالمي»

بعد الهيئة العامة للمجلس النيابي ومجلس الوزراء، حطّ التوتر الكهربائي أمس في اللجان النيابية المشتركة التي التأمت لمناقشة خطة الكهرباء المقدمة من وزير الطاقة
والمياه جبران باسيل. استهلّت الجلسة بمداخلة لرئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة استمرت أكثر من نصف ساعة، ضمّنها كل وجهات نظر تيار المستقبل التي باتت معروفة،
من الاعتراض على عدم الإعلان عن مصادر التمويل، إلى غياب الهيئة الناظمة لقطاع الطاقة. وجدّد مطالبة الحكومة بورقة مطبوعة تتضمن آلية التنفيذ والخطة الكاملة
للكهرباء. ولم ينتظر ليستمع إلى تعليق الوزير المعني، فغادر فور إنهائه لكلمته. وبعد السنيورة، استمر نواب المعارضة بالانسحاب حتى فقد النصاب، فرفعت الجلسة
إلى الاثنين المقبل. ومع انفضاض الاجتماع، أعلن رئيسا لجنة الإدارة والعدل روبير غانم ولجنة الأشغال العامة والطاقة والمياه محمد قباني أن «موضوع الكهرباء غير
سياسي، وعلى الحكومة التعاون بجدية مع المعارضة من أجل تأمين الكهرباء للبنانيين».
وكان عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف قد توقّع قبيل جلسة أمس، في مقابلة إذاعية، «عدم مرور الخطة بسهولة، بسبب كلفة التمويل العالية، وعدم ذكر الضوابط في
المشروع الصادر عن الحكومة». وكشف عن نية قوى 14 آذار تقديم اقتراح قانون معجّل أمام مجلس النواب بشأن تمويل المحكمة الدولية، لتجاوز محاولة حزب الله والعماد
ميشال عون وربما حركة أمل إسقاط المشروع.
في المواقف السياسية، ولمناسبة «يوم الديموقراطية العالمي» الذي لم يسبق للبنانيين أن أحيوه أو حتى سمعوا به، أصدر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بياناً رأى
فيه أن «جميع اللبنانيين من دون استثناء يتطلّعون في هذا اليوم إلى الشعب السوري الشقيق الذي يدفع في كل يوم ضرائب باهظة من الدم والأرواح فداءً لحرية أصبحت
هدفاً يراهن عليه، ونظام ديموقراطي يسعى إليه بكل جهد وثبات». وأسف الحريري لأن «يتعرض النظام الديموقراطي في لبنان لنكسات متعددة نتيجة الإمعان في سياسات الاستئثار
ومحاولات إلغاء الآخر» في هذه المرحلة بالذات. أما النائب محمد كبارة فوازن في مؤتمره الصحافي بين انتقاد الحكومة التي «تنسّق مع نظام الأسد كيف تضطهد السوريين
الهاربين إلى لبنان وتسلمهم إلى نظامهم لقتلهم»، والرد على «موسكو التي تزعم أن الأصوليات قد تحكم في سوريا إذا سقط الأسد».
في المقابل، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن حزب الله يواجه تحديات على أكثر من جبهة: «جبهة المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، وجبهة المواجهة
للمشروع الأميركي في المنطقة، وجبهة الإنماء في الداخل، وجبهة بناء الدولة التي تتحسّس مسؤولياتها في بلدنا، وجبهة التعامل مع أصحاب العقول المسطّحة في هذا
البلد، الذين يريدون التفريط بمصالح الوطن العليا لحساب مكتسبات شخصية أو فئوية أو طائفية أو مذهبية خاصة». ووعد رعد بتمكّن الحزب من الاستمرار في المواجهة
على جميع هذه الجبهات حتى النصر.
على الصعيد البطريركيّ، رأى الرئيس ميشال سليمان بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي أن مواقف الأخير «تصبّ في مصلحة لبنان، وهو ليس بحاجة إلى أحد للدفاع عنه».
وقال إن الراعي «نقل بنجاح هواجس المسيحيين إلى السلطات الفرنسية، فأعلمهم بوجود خطر على مسيحيي الشرق ومخطط لتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات مذهبية، فضلاً عن
الخطر الإسرائيلي المتمثل في الاعتداءات المتكررة والأطماع، وخطر التوطين». أما الراعي فكرر مواقفه الأخيرة، داعياً خلال القداس الإلهي في حديقة البطاركة في
الديمان، بحضور سليمان، إلى «غلبة الحوار والإصلاحات بعيداً عن لغة العنف التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الموت والدمار، وقد خبرناها نحن في لبنان على أرضنا وفي
أجسادنا». وقد حرص الراعي على استقبال وزير الخارجية عدنان منصور لإعلامه ببعض نتائج زيارته إلى فرنسا. كذلك التقى وفداً من تكتل نواب بعلبك ــــ الهرمل بحث
معه باسم قيادة «حزب الله» في المنطقة موضوع الزيارة للمحافظة، والتي ستكون يومي السبت والأحد المقبلين. ووعد النائب علي المقداد بأن يكون استقبال الراعي عظيماً.
وعلمت «الأخبار» (رامح حمية) أن الاستعدادات لاستقبال الراعي لم تقتصر على البلدات المسيحية فقط، بل امتدت لتشمل غالبية قرى المنطقة، فارتفعت أقواس النصر المرحّبة
بـ«الضيف الكبير»، وكذلك اللافتات التي توجّهت بالشكر لـ«الراعي الأمين» على زيارته، وأثنت على مواقفه، إضافة إلى استعداد بعض البلديات لإيقاف الموكب وتنظيم
احتفالات صغيرة، وإن من خارج برنامج أبرشية بعلبك ــــ دير الأحمر ــــ الهرمل للزيارة. وبحسب البرنامج، فإن مدينة بعلبك تعتبر المحطة الرئيسية في اليوم الأول
للزيارة، وسيقام استقبال شعبي عند مدخل مدينة الشمس.
وكان النائب الأسبق مخايل الضاهر قد أصدر بياناً أمس أعلن فيه «التوقف بكثير من الاستهجان والاستغراب والاشمئزاز عند تصريح السفير الفرنسي دوني بييتون الذي
أعلن فيه أن مواقف غبطة البطريرك خيّبت أمل المسؤولين الفرنسيين». ووصف الضاهر بيان بييتون بأنه «منتهى التعاطي الاستعلائي والاستفزازي مع أهم مرجعية مارونية
ووطنية، وهو تصرّف لا يليق بفرنسا التي تدّعي احترامها المطلق لحرية الشعوب وسيادتها».

No comments:

Post a Comment