Tuesday, September 13, 2011

استبدل «مجلس قيادة المدينة» بـ«صندوق للتنمية» من مال أبنائها!«الاستثمار السري» للسنيورة في طرابلس.. بوجه ميقاتي
غسان ريفي
تركت الزيارة الخاطفة للرئيس فؤاد السنيورة الى طرابلس والعشاء الذي أقامه على شرفه رجل الأعمال عبد الرزاق الحجة في دارته في محلة المعرض، بعيدا عن الاعلام
وبحضور نحو 40 شخصية سياسية ودينية ومالية واقتصادية، الكثير من التساؤلات في الأوساط الطرابلسية حول أهدافها وتوقيتها، في خضم الصراع القائم بين المعارضة وفي
مقدمتها تيار المستقبل ورأس حربته اليوم الرئيس السنيورة عوضا عن الرئيس سعد الحريري الموجود خارج لبنان، وبين الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته، في ظل إصرار «القيادة
الزرقاء» على مواجهة رئيس الحكومة في عقر داره.
وبدا واضحا أن «حفل العشاء» لم يقتصر على الواجبات الاجتماعية بين صاحب الدعوة والرئيس السنيورة الذي حرص على استثماره في السياسة لكن من الباب الانمائي، مصوّبا
سهامه باتجاه رئيس الحكومة لاحراجه في مدينته، فاسترسل أمام الحاضرين، بحسب بعض المشاركين، في عرض مشكلات طرابلس والأزمات التي تعاني منها على كل الصعد الاجتماعية
والانسانية والانمائية، طارحا نظرية «المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية ورجال الأعمال والمتمولين في تنمية مدنهم»، مستعينا بغطاء شرعي من مفتي طرابلس
والشمال الشيخ مالك الشعار، وذلك قبل أن يفاجئ الجميع بإعلانه تشكيل «صندوق تنمية طرابلس»، داعيا الحاضرين الى الاكتتاب فيه بمبالغ تتراوح بين خمسين الى مئة
ألف دولار.
وقد نجح السنيورة في إحراج بعض المتمولين من النواب ورجال الأعمال الذين تمنى عليهم بالاسم الاكتتاب في الصندوق، فجمع 900 ألف دولار ووعد بأن يساهم شخصيا بمئة
ألف دولار لرفع المبلغ الى مليون دولار وذلك بهدف إعداد الدراسات للمشاريع الاستثمارية التي تحتاجها المدينة.
ويشير مشاركون في اللقاء الى أن السنيورة حرص في مداخلته على عدم التطرق الى الوضع السياسي أو الحكومي، وقد أبلغ بعض الحاضرين أنه «أجرى اتصالا بالرئيس ميقاتي
قبل حضوره الى طرابلس»، لكنه بدا مصرا على إظهار عجز الدولة عن القيام بواجباتها تجاه العاصمة الثانية نتيجة عدم توفر الاعتمادات لذلك، مشددا على أن البديل
هو القطاع الخاص والمبادرات الفردية في إنماء المدينة التي يجب أن تحظى بالتنمية وبالمشاريع الاستثمارية.
وقد سمع السنيورة من خلال مداخلات الحاضرين، انتقادات لجهة أن الأزمات التي تعاني منها طرابلس ليست وليدة صدفة، وإنما هي فعل تراكم من الاهمال والحرمان، مذكرين
إياه بالمصالحة المزعومة بين التبانة وجبل محسن وعدم إتمامها، وتنصله عندما كان رئيسا للحكومة من تمويل بنود هذه المصالحة التي سقطت في حزيران الفائت، مؤكدين
أن «لا استمثار في مدينة ما تزال مهددة بالاضطرابات الأمنية».
لكن السنيورة وبدل الدفاع حاول الانتقال الى الهجوم بطرحه تمويل صندوق تنمية طرابلس، الأمر الذي أربك الحاضرين، وترك تساؤلات أبرزها الآتي:
أولا: هل أن ثمة علاقة للجولة التي قام بها الرئيس السنيورة في كل من قطر والسعودية وتركيا وزيارته الى طرابلس التي كان قد أطل عليها قبيل الانتخابات النيابية
عام 2009 عندما دشن محطة التكرير التي لم تعمل حتى الآن، ووضع الحجر الأساس لمشروع الأوتوستراد الدائري الذي جرى تعديله كونه كان يقضي بفصل طرابلس عن الميناء؟
ثانيا: هل اقتنع السنيورة بفشل طرحه السابق القاضي بتشكيل مجلس قيادة لطرابلس، بعد المعارضة الشرسة التي واجهته، فدخل الفيحاء من الباب الانمائي مستعيضا عن
المجلس بانشاء صندوق لتنمية المدينة وبغطاء شرعي من المفتي مالك الشعار الذي كان أكثر المتحمسين لطرح السنيورة السابق.
ثالثا: هل يسعى السنيورة للالتفاف على ميقاتي ووزراء طرابلس، واستباق الخطة الموضوعة لانماء المدينة، بالاعلان عن تشكيل صندوق تنمية طرابلس، والدخول شريكا مضاربا
في العملية التنموية، في محاولة منه لاحراج ميقاتي وتسجيل النقاط عليه، وإظهار عدم تخلي تيار المستقبل عن طرابلس التي لطالما شكلت رافعة له في الاستحقاقات السياسية.

رابعا: هل أطلق السنيورة المواجهة الفعلية مع الرئيس ميقاتي ووزرائه، تمهيدا للاستحقاقات السياسية وفي مقدمتها الانتخابات النيابية عام 2013؟
خامسا: طالما أن حفل العشاء كان من أجل الاعلان عن إنشاء هذا الصندوق، فلماذا أحيط بالسرية التامة، واستبعدت كل وسائل الاعلام عن تغطيته؟
في الخلاصة، يقول أحد رجال الأعمال المشاركين في العشاء أن السنيورة لم يتحرر من صفة «المحاسبجي» بعد، حيث حضر الى طرابلس وباعها موقفا سياسيا بغطاء إنمائي
من مال أبنائها، واستفاد من مبلغ 900 ألف دولار أميركي دفعه رجال أعمال طرابلسيون مختلفون في السياسة، لتعويم تيار المستقبل المنقطع تماما عن تقديم الخدمات
في طرابلس، محققا بذلك سابقة لم تشهد المدينة مثيلا لها من قبل، وهذا ما أحرج كثيرا من المكتتبين الذين ساهموا في الصندوق من باب الحياء».

No comments:

Post a Comment