Saturday, September 17, 2011

جرعة دعم ميقاتية للراعي: تعميم التطرف على السنة خطأ
الخلوة بين ميقاتي والراعي
New Image
حسناء سعادة
حظي البطريرك الماروني بشارة الراعي بتأييد رسمي ثان «لمواقفه التي تتسم بالحكمة وليست وليدة الساعة» كما وصفها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي زود رأس الكنيسة
بجرعة دعم ثانية بعد الجرعة الاولى التي أتته، أمس الأول، من رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
موقف ميقاتي جاء خلال زيارته السنوية للديمان بناء على موعد كان حدد سابقا وتم تأجيله لمرات عدة سواء بفعل شهر رمضان او بفعل ارتباطات الراعي، حيث عرض أوضاع
المنطقة وعمل الحكومة مؤكدا التلاقي مع البطريرك في التخوف من محاولات تفتيت العالم العربي الى دويلات مذهبية، مشيرا الى ان الوحدة والتضامن كفيلان بتفشيل المخططات
المشبوهة «التي يمكن ان تستهدف بلدنا».
وقال ميقاتي ان لا مصلحة للبنان في الدخول في المحاور الاقليمية، مشددا على رفض التقسيم والتوطين، واذ اكد الدور المسؤول الذي يلعبه مسيحيو لبنان في الشرق العربي
والمنطقة ككل، دعا الى عدم تقييم المواطنين على اساس انتمائهم المذهبي او الطائفي اذ «كلنا مواطنون ولسنا اكثريات أو اقليات»، وأشار الى ان المسلمين السنة في
المنطقة العربية يشكلون الاكثرية، داعيا الى عدم التعميم في مقاربة ظاهرة التطرف لان السنة في لبنان شكلوا الشريك الايجابي في بناء الاستقلال «وهل يمكن ان يتناسى
احد دورهم التاريخي ودور قادتهم ولا سيما المغفور له الرئيس رياض الصلح، الى جانب رفاقه من رجالات الاستقلال، الذين لولاهم لما نتجت الصيغة اللبنانية والشراكة
الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين؟».
وكان ميقاتي قد وصل الى الديمان قبل الظهر حيث كان في استقباله عدد من المطارنة الموارنة في الباحة الخارجية للصرح لينتقل بعدها مع الراعي الى شرفة جناحه الخاص
حيث عقدت خلوة استمرت نحو ساعة انتقلا بعدها الى الصالون الكبير حيث انضم اليهما البطريرك السابق نصر الله صفير وعدد من المطارنة الموارنة والرؤساء العامون
والرئيسات العامات للرهبانيات، وكان اجتماع موسع عرض خلاله ميقاتي برنامج عمل الحكومة والمشاريع التي تنوي القيام بها والتزامها الانماء المتوازن، كما تم التطرق
الى موضوع التعيينات الادارية وإجراءات الحكومة للحد من التعديات على الاملاك العامة والخاصة بالاضافة الى موضوع بيع الاراضي وتملك الاجانب.
وتناول البحث ايضا موضوع الانتشار اللبناني وضرورة إشراك المغتربين في الشأن الوطني العام بالاضافة الى الكلام في موضوع الانتخابات النيابية والقانون الجديد
الذي على أساسه ستجري هذه الانتخابات العام 2013 وضرورة ان يحقق التمثيل الشعبي العادل والحقيقي، بالاضافة الى المستحقات المالية لمؤسسات الكنيسة مع الدولة
اللبنانية.
من جهته، وضع الراعي ميقاتي في أجواء زيارته الفرنسية، مشيرا الى انه عبر خلالها عن هواجس اللبنانيين وأبناء المنطقة مما يجري من تداعيات وتحولات تأخذ طابعا
عنيفا يولد الاضطرابات في الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية وفي النفوس، مؤكدا ان التحديات الراهنة تقتضي تضامن الجميع بعيدا عن كل تعصب وتطرف.
اثر الاجتماع الموسع قال ميقاتي: الخلوة كانت جيدة وتم خلالها التطرق الى كل المواضيع واني مطمئن ومرتاح الى حكمة البطريرك.
وعن التعليقات التي صدرت عن البطريرك بعد زيارته لفرنسا قال ميقاتي: لا أعتقد ان غبطته يتراجع عن أي موقف يتخذه لان هذه المواقف ليست وليدة الساعة بل هي نتيجة
حكمة اتبعها صاحب الغبطة، وأنا متأكد من حكمته.
وعما اذا كان البحث تطرق الى الامتعاض الفرنسي من مواقف البطريرك قال: أعتقد ان صاحب الغبطة أوضح كل الامور لدى عودته الى مطار بيروت والتوضيح وصل الى جميع
الاطراف السياسية.
ثم تناول الجميع طعام الغداء الى المائدة البطريركية وصدر بيان صحافي حول ما نوقش خلال الاجتماع، حيث أشار الى ان المجتمعين توافقوا على الالتزام بالعمل المشترك
لبناء الدولة العصرية القادرة والعادلة التي تحتضن جميع أبنائها بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات وهي الاطار المنشود والامثل للحد من هجرتهم التي تفرغ
الارض من ابنائها وتبدل هويتها وتفقد لبنان والشرق رسالتهما الحضارية.
واشار البيان الى ان البطريرك والمطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات سجلوا تقديرهم لما تقوم به الحكومة.
الى ذلك، وعشية زيارة الراعي لمنطقة بعلبك الهرمل، رحّب وزير الزراعة حسين الحاج حسن «بالزيارة لأنها تثبت صيغة العيش المشترك في هذه المنطقة»، مشيرا الى ان
«جميع نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» في بعلبك الهرمل سيشاركون في استقبال البطريرك الراعي».
وقال لـ«المركزية»: أهالي المنطقة سيرحبون به أفضل ترحيب لأنه بين أهله وناسه، خصوصاً بعد دعوته الى «الشركة والمحبة» والى الالتقاء الوطني والحوار بين اللبنانيين.
وأعلن ان رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك سيقيم عشاء على شرف البطريرك مساء اليوم في أحد مطاعم بعلبك.

No comments:

Post a Comment