الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الاثنين 20 كانون الأوّل/ديسمبر 2010
عيد مار أغناطيوس الأنطاكيّ الشهيد
في الكنيسة المارونيّة اليوم : اليوم السادس من تساعيّة الميلاد - مار أغناطيوس الأنطاكيّ الشهيد
إنجيل القدّيس يوحنّا .30-23:12
فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد». وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
تعليق على الإنجيل:
القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
In Ephata ، الجزء الثاني
"ما من حُبٍّ أعظم من هذا: أن يُضحّي الإنسانُ بنفسِه في سبيلِ أحبّائه" (يو15: 13)
لقد سمعتُم ما قيل للمسيح في الليلة التي سبقَتْ آلامَه: "إن كانت حبّةُ الحنطة لا تقعُ في الأرضِ وتموتُ، تبقى وحدَها. وإذا ماتَتْ، أخرجَتْ حَبًّا كثيرًا". يا حبّاتُ الحنطة الحاضرة هنا، اسمَعيني، اسمَعي حبّة الحنطة الأولى التي تقولُ لكِ: لا تحبّي حياتَكِ في هذا العالم! لا تحبّيها إن كنتِ تحبّينَها فعلاً. يمكنكِ أن تُنقذيها إن لم تحبّيها. إن لم تكوني متمسِّكةً بها، يمكنكِ أن تحبّيها بطريقة أفضل. مَن أحبَّ حياتَه في هذا العالم خسِرَها!
إنّ حبّة الحنطة التي وقعَتْ في الأرض هي التي تتكلّم. تلك التي ماتَتْ من أجل أن تتكاثَر. هي تتكلَّم: أصغوا إليها، فهي لا تكذب. ما تطلبُه منكم، سبقَ وفعلَته بنفسها. هي تعلّمُكم بوصاياها، وتسبقُكم من خلال المثال الذي قدّمَته. في الواقع، لم يحبّ المسيح حياتَه على هذه الأرض... لقد أتى ليخسرَها ويقدّمَها فداءً لنا. لقد أتى أيضًا ليَستردَّها متى يشاء، لأنّه كان الله. لذا، فهو يستطيع أن يقولَ بحقّ: "ما من أحدٍ ينتزعُ حياتي منّي، بل أنا أُضحّي بها راضيًا. فَلي القدرةُ أن أُضحّي بها، ولي القدرةُ أن أسترِدَّها" (يو10: 18).
بتلك القدرة، كيف استطاعَ أن يقولَ: "الآنَ نفسي مُضطربةٌ!" هو، الإنسان-الإله، كيف يمكنه أن يشعرَ بالاضطراب؟ لأنّه يحملُ ضُعفَنا في ذاتِه. حينَ يضطربُ بهذا الشكل عند اقتراب الموت، فهو يحملُ في ذاتِه خوفَنا نحن. شخصيّتنا نحن هي التي تعيشُ فيه.
No comments:
Post a Comment