الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الاثنين 17 كانون الثاني/يناير 2011
الاثنين الثاني بعد الدنح
في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار أنطونيوس الكبير المعترف
إنجيل القدّيس يوحنّا .51-43:1
وفي الغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلى الجَليل، فلَقِيَ فِيلِبُّس، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْني». وكانَ فِيلِبُّسُ مِنْ بَيْتَ صَيْدا، مِنْ مَدينةِ أَنْدرَاوُسَ وبُطرُس. ولَقِيَ فِيلِبُّسُ نَتَنَائِيل، فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ الَّذي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى في التَّوْرَاة، وتَكَلَّمَ عَلَيْهِ الأَنْبِيَاء، قَدْ وَجَدْنَاه، وهُوَ يَسُوعُ بْنُ يُوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة». فَقَالَ لَهُ نَتَنَائِيل: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ صَالِح؟». قَالَ لَهُ فِيلبُّس: «تَعَالَ وٱنْظُرْ». ورَأَى يَسُوعُ نَتَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيه، فَقَالَ فيه: «هَا هُوَ في الحَقِيقَةِ إِسْرَائِيلِيٌّ لا غِشَّ فِيه». قالَ لَهُ نَتَنَائِيل: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «قَبْل أَنْ يَدْعُوَكَ فِيلِبُّس، وأَنْتَ تَحْتَ التِّينَة، رَأَيْتُكَ». أَجَابَهُ نَتَنَائِيل: «رَابِّي، أَنْتَ هُوَ ٱبْنُ الله، أَنْتَ هوَ مَلِكُ إِسْرَائِيل!». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «هَلْ تُؤْمِنُ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رأَيْتُكَ تَحْتَ التِّيْنَة؟ سَتَرَى أَعْظَمَ مِنْ هذَا!». وقَالَ لَهُ: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقْولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَة، ومَلائِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلُونَ عَلى ٱبْنِ الإِنْسَان».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
تعليق على الإنجيل:
القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن القدّيس يوحنا، الرقم 7
"وأنتَ تَحتَ التِّينَة، رأيتُكَ"
كان نتنائيل جالسًا تحت التينة، كما الجالس في ظلال الموت. وفي ذلك المكان رآه الربّ، هو مًن ينطبق عليه قول النبي أشعيا: "المُقيمونَ في بُقعَةِ الظَّلام أَشرَقَ علَيهم النُّور" (أش9: 2). ماذا قال يسوع إذًا لنتنائيل؟ "تسألني كيف عرفتك؟ أنت تُكلّمني في هذا الوقت، لأنّ فيليبّس دعاك". ولكن قبل أن يقوم رسوله بدعوته، عرف يسوع أنّ نتنائيل ينتمي إلى كنيسته. أنتِ أيّتها الكنيسة المسيحيّة، أنتِ "إسرائيليّ خالِصٌ لا غِشَّ فيه"... أنتِ تعرفين الآن يسوع المسيح بواسطة الرسل، كما عرف نتنائيل يسوع المسيح بواسطة فيليبّس. لكنّ رحمة الربّ قد اكتشفتكِ قبل أن تستطيعي معرفته، حين كنت مستلقية مكبّلة تحت ثقل خطاياكِ.
هل بالفعل كنّا نحن السبّاقين في بحثنا عن يسوع المسيح؟ أليس العكس صحيحًا وكان هو مَن سبق في البحث عنّا؟ هل أتينا نحن المرضى إلى الطبيب؟ أليس الأصحّ بأنّ الطبيب هو مَن أتى ليبحث عن المرضى؟ ألم تَته النعجة قبل أن يقوم الراعي بترك التسعة والتسعين وبالذهاب في إثرها، وحين وجدها حملها على كتفيه وأعادها فرحًا؟ (لو15: 4). ألم يُفقَد الدرهم قبل أن تقوم المرأة وتشعل مصباحًا وتفتّش كلّ أرجاء منزلها إلى أن وجدتها؟ (لو15: 8)... لقد وجد راعينا النعجة ولكنّه كان قد بحث عنها أوّلاً، كما تلك المرأة وجدت درهمها الضائع بعد أن بحثت عنه... لقد بُحِثَ عنّا ونستطيع الكلام الآن فقط لأنّنا قد وُجِدنا؛ فلنُبعِدْ عنّا إذًا كلّ شعور بالكبرياء... فقد كنّا تهنا إلى غير عودة لو لم يقم الله بالتفتيش عنّا وإيجادنا...
No comments:
Post a Comment