الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الثلاثاء 24 أيّار/مايو 2011
الثلاثاء الخامس من زمن القيامة
إنجيل القدّيس يوحنّا .42-35:1
في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ.
ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله».
وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع.
وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟».
قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر.
وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع.
ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح».
وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة».
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
تعليق على الإنجيل:
روبير من دوتز (نحو 1075 - 1130)، راهب بِنِدِكتيّ
عظة في القدّيس يوحنّا
"حَدَّقَ إِلى يَسوعَ وهو سائرٌ "
"وكانَ يوحَنَّا قائِماً ومَعَه اثْنانِ مِن تَلاميذِه، فحَدَّقَ إِلى يَسوعَ وهو سائرٌ". هذه هي بالفعل وضعيّة جسمانيّة لكنّها تعكس بعضًا من مهمّة يوحنّا، وحدّته في القول والفعل. لكن بحسب الإنجيلي هي أيضًا في العمق هذا الجهد الحيّ الذي لا يبرح النبي قط. فإنّ يوحنّا لم يكتفِ بإتمام دور السابق من الخارج فقط، بل إنّه أبقى في قلبه التوق الحي إلى الربّ الذي تعرّف إليه في المعموديّة... وكان يوحنا بدون أي شكّ مشدودًا إلى ربّنا. فهو كان يتوق إلى رؤيته مرّة أخرى لأنّ رؤية يسوع كانت الخلاص لمن يعترف به، والمجد لمن يُعلنه والفرح لمن يشير إليه. لذا، كان يوحنا قائمًا هناك، واقفًا ومنتصبًا بكلّ حماسة قلبه؛ كان يقف مستقيمًا؛ كان ينتظر المسيح الذي كان ما يزال مخفيًّا في ظلّ تواضعه...
وكان مع يوحنا اثنان من تلاميذه، واقفين مثل معلّمهما، بواكير هذا الشعب الذي أعدّه السابق ليس لنفسه طبعًا، وإنّما للربّ. قال يوحنا إذ رأى يسوع وهو سائر: "هوذا حمل الله". لاحظوا العبارات المستخدمة في هذه الرواية: للوهلة الأولى يبدو كلّ شيء واضحًا، لكن لمن ينظر في عمق المعنى يرى أن الغموض يكتنف كلّ شيء. "يسوع سائر"، وأي معنى سوى أنّ ابن الله جاء ليشاركنا طبيعتنا البشريّة التي تعبر والتي تتغيّر. هو من كان يجهله البشر، أظَهر عن نفسه وبات محبوبًا من خلال عبوره بيننا. جاء في رحم العذراء، وانتقل من رحم والدته إلى المزود ومن المزود إلى الصليب، ومن الصليب إلى القبر، ومن القبر عاد وارتفع إلى السماء... وقلبنا أيضًا إن تعلّم كيف يتوق إلى المسيح على غرار يوحنا، وتعرّف إلى المسيح السائر، وإذا قام وتبعه، فإنّه وعلى غرار التلاميذ سيصل حتمًا إلى محلّ إقامة المسيح... إلى سرّ إلوهيّته.
No comments:
Post a Comment