Friday, April 2, 2010

مسيحيو العالم أحيوا آلام المسيح والقدس تنتظر القيامة

أحيا مسيحيو العالم بكل طوائفهم أمس ذكرى آلام السيد المسيح، واستعاد كثيرون منهم محطات درب الجلجلة فحملوا صلباناً ومشوا. وفي الفاتيكان الذي يتعرض لحملة انتقادات
على خلفية تعامله مع فضيحة التعديات الجنسية لكهنة على اولاد، شكلت عظة الجمعة العظيمة مناسبة للرد بقسوة على الانتقادات، قبل أن يرئس البابا رتبة درب الصليب
من شرفة جبل بالاتينو، احد تلال روما السبع، المقابل للكوليزيوم. وكما كل سنة، اكتسبت هذه المناسبة الحزينة طابعاً خاصاً في القدس التي شهدت موت المسيح وصلبه
وقيامته ولا تزال تنتظر قيامتها هي.
وسار آلاف من المسيحيين الآتين من انحاء العالم على درب الجلجلة في شوارع القدس القديمة. وشارك الحجاج الذين ينتمون الى الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي كما
الغربي، في مراحل درب الصليب التي تحيي ذكرى آلام المسيح وموته على الصليب، وساروا رافعين الصلبان ومرددين الصلوات.
ووصل آلاف من المسيحيين الى القدس القديمة، وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها الشرطة الاسرائيلية التي وضعت حواجز على طول طريق الآلام كما على الطرق المؤدية
الى مداخل كنيسة القيامة في القدس القديمة.
وقرعت أجراس كنيسة القيامة حزناً، وحمل مصلون من الروم الارثوذكس صلباناً كبيرة بينما وقفت نسوة يونانيات يلوحن لهم بايديهن.
وقالت كريستينا (63 سنة) وهي تلوح لرجال الدين: "اشعر بفرح كبير. انا مغتبطة لانني في القدس، لكنني حزينة لانني لا استطيع دخول كنيسة القيامة".
وتوزع المؤمنون مجموعات، وانطلقوا في المسيرة التقليدية على خطى السيد المسيح ومتوقفين عند المحطات الـ14 لدرب الآلام في الشوارع الضيقة للقدس القديمة.
ورأس بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال رتبة الجمعة العظيمة التي بدأت السابعة صباحا وانتهت في العاشرة.
وانطلقت مسيرة الآلام من كنيسة الجلد وانتهت في كنيسة القيامة التي تحظى بمكانة خاصة في مدينة القدس القديمة.
ومثلت مجموعة من كنيسة "مجد الامل الدولي" في كاليفورنيا وقائع صلب المسيح، على طول طريق الآلام، وأدى احد افرادها دور المسيح على الصليب، ولطخ جسمه باللون
الاحمر والوان أخرى لتوحي بآثار التعذيب.
وتجمّع الناس امام باب القيامة، وفجأة سمعت هتافات: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
وروت شاهدة: "منعت الشرطة الاسرائيلية افراد الكشاف الفلسطيني والمصلين العرب من دخول كنيسة القيامة، فهتفوا بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
وقالت نور بشاي، وهي مسيحية قبطية جاءت من القاهرة وكانت تجلس قرب كنيسة القيامة إن "المسيرات غير منظمة، لا تشعر انك في مكان فيه قداسة، لا هدوء للصلاة، الاصوات
الناتجة من الفوضى أعلى من التراتيل والصلوات، هناك تدافع وصراخ وشرطة اكثر من المصلين". وأضافت: "الدخول ممنوع للمصريين، والاولوية للاجانب، حتى عندما أردنا
الدخول الى القبر أدخلوا الاجانب اولا وبعدها أدخل المصريون، وفي الطريق عاملنا الاسرائيليون بطريقة غير لائقة".
وشاركت مجموعة من الهنود المسيحيين في المسيرة. وقال مارتن (25 سنة): "نحن مجموعة تتألف من 55 عاملاً هندياً مسيحياً جئنا من تل ابيب منذ الصباح الباكر وسلكنا
درب الصليب، أحضرنا الصليب من كنيسة يافا ونشعر بالفرح لاننا صلينا في كنيسة القيامة".
وقالت الالمانية اندريا شروتر وهي تحمل صليباً خشبياً صغيراً: "نحن مجموعة معلمين المان نعلم الدين المسيحي. هذه المرة الاولى احتفل بالجمعة العظيمة هنا، لقد
سرنا على خطى المسيح، كان الامر مؤثراً جداً، لكننا لا نستطيع دخول كنيسة القيامة".
وقال التاجر عدنان الدقاق الذي يبيع التذكارات الى جانب كنيسة القيامة "ان الاعياد هذه السنة كبيسة (تزامن عيد الفصح في يوم واحد لدى الطوائف المسيحية الشرقية
والغربية) كان يفترض ان تكون المدينة مليئة بالحركة والحياة، لكن الشرطة تغلق البلد والفوضى تزداد كل سنة... الفوضى مصدرها الشرطة التي تضع المتاريس وتحضر السيارات
الى قلب المدينة القديمة، لو يتركون الناس على سجيتهم لتمكن الجميع من الدخول".
وصلى المسيحيون الذين استطاعوا الوصول الجمعة الى كنيسة القيامة بلغات مختلفة لاتينية ويونانية وعربية وانكليزية وعبقت كنيسة القيامة برائحة البخور واضيئت
الشموع في زواياها المختلفة.
وفتح ممثلون لعائلتي نسيبة وجودة الفلسطينيتين المسلمتين اللتين تحتفظان بمفاتيح كنيسة القيامة منذ القرن الثالث عشر ابواب الكنيسة منذ الصباح الباكر امام الحجاج.

الفاتيكان
وفي الفاتيكان، رأس البابا مراسم درب الصليب من شرفة جبل بالاتينو، علماً أنه منذ 2008 لم يعد الحبر الاعظم الذي سيبلغ في 16 نيسان عامه الثالثة والثمانين،
يشارك في احياء مراحل درب الصليب، مكتفيا بالمشاركة في المحطة الاخيرة منها بحمل الصليب الخشبي.
ويكتسب درب الآلام هذه السنة طابعا خاصاً للفاتيكان الذي يمر بواحدة من أصعب المراحل في تاريخه بسبب فضائح التحرش الجنسي بالاولاد.
وفي آخر تطورات هذه الفضيحة، شبه واعظ القصر الرسولي في الفاتيكان أمس الهجمات التي تتعرض لها الكنيسة الكاثوليكية حاليا بأنها "الجوانب المشينة لمعاداة السامية".
وبينما كان البابا يستمع اليه في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، قال الاب رانييرو كاتالاميسا في عظة رتبة الجمعة العظيمة، إن صديقاً يهودياً قال له في رسالة
"تضامن" الى البابا والكنيسة، إنه يتابع "باشمئزاز الهجوم العنيف على الكنيسة والبابا".
وجاء ايضا في الرسالة "ان استخدام التعابير النمطية ونقل المسؤولية من الطابع الشخصي الى الطابع الجماعي يذكرانني بالجوانب المشينة لمعاداة السامية".
وفي سان فرناندو (الفيليبين)، سمّر مسيحيون انفسهم على صلبان خشبية في تمثيل لمعاناة المسيح وموته على الصليب، وهو تقليد سنوي يرفضه رؤساء الكنيسة في هذه البلاد
ذات الغالبية الكاثوليكية.
(و ص ف، رويترز، أ ب)
جريدة النهار

No comments:

Post a Comment