Thursday, July 22, 2010

«حوار بالمفرّق» في بعبدا
نادر فوز
ثمّة تهديد لهدنة أيار 2008 التي سكنت الساحة الداخلية وجنّبتها الإشكالات و«المشاكل» والتوتّر. انعكس القلق من هذا التهديد على دوائر القصر الجمهوري، ما استوجب أن يطلب الرئيس ميشال سليمان من الزعماء ورؤساء الكتل النيابية اللقاء. وهي سابقة لم يقم بها الرئيس منذ وصوله إلى بعبدا، إذ مرّ استحقاقان انتخابيان حاميان والكثير من الملفات الشائكة بسلام، من دون أن يضطر الرئيس إلى التدخل والنقاش مع كل الأطراف على حدة، ولو أن كل هذه الاستحقاقات الماضية كانت تُحاط في جلسات هيئة الحوار الوطني والجلسات الحكومية. إلا أنّ خطوة الرئيس سليمان أمس تشير إلى شعور بأكثر من القلق، يعتري القصر الجمهوري وغيره من المقار السياسية، الرسمية وغير الرسمية. اضطر سليمان إلى عقد هيئة حوار «بالمفرّق»، بلقائه كلاً على حدة رؤساء الكتل النيابية: الوفاء للمقاومة، محمد رعد، التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، المستقبل، فؤاد السنيورة، وليستقبل من بعدهم الرئيس سعد الحريري.
ولفت مطلعون إلى أنّ خطوة الرئيس سليمان جاءت بعد نقاشات حصلت مع مستشاريه، ترافقت مع وصول بعض النصائح من خارج أسوار القصر الجمهوري، وتقول بأن المطلوب هو تدخّل الرئيس والدعوة إلى التهدئة. يضيف المطلعون إن من بين مقدمي هذه النصائح، رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي، وليد جنبلاط، الذي نقل عبر الوزير وائل أبو فاعور، تشجيعاً لسليمان على القيام بمبادرة ما لتخفيف التوتر.
والأهم بحسب أحد المطلعين، هو أن هذه النقاشات والنصائح دفعت سليمان إلى التحرّك «لكون الكباش وقع، وقد يتطوّر ليدخل جلسات الحكومة وربما هيئة الحوار»، وخصوصاً أن الحكومة تلتئم عصر اليوم في قصر بعبدا، وقد يجري التطرّق خلالها من خارج جدول الأعمال إلى مواضيع وملفات متفجّرة، واستيعاب هذه النقاشات الحامية لا يمكن أن يتم من خلال هيئة الحوار التي ستلتئم في موعد متأخّر، في 19 آب المقبل.
ولم ينه الرئيس سليمان «الحوار المفرّق»، إذ من المقرر أن يلتقي خلال الساعات المقبلة رؤساء الكتل الباقية، إضافة إلى شخصيات وصفها مطّلعون بـ«الأساسية» على الساحة السياسية، ومنها الرئيس الأسبق أمين الجميّل، والنائبان سليمان فرنجية وبطرس حرب.
ويتوقع أن يثير الرئيس سليمان مع كل هذه الشخصيات ملفاً وحيداً، هو ضمان الاستقرار والمحافظة على الهدوء وتصويب النقاش، لكون هذه القضايا الثلاث تنعكس إيجاباً على الاقتصاد اللبناني الذي يبحث عن ازدهار ما خلال فصل الصيف. إلا أنّ اللافت هو حديث أحد المطلعين عن أنّ سليمان طرح على الرئيس سعد الحريري، خلال لقاء أمس، سؤالاً عن تناول الإعلام لموضوع التغيير الحكومي. فردّ الحريري بأن هذه القراءات الصحافية غير مبرّرة ولا أساس لها من الصحة، مؤكداً تمسّكه بحكومة الوحدة الوطنية التي كرّست الاستقرار، وداعياً إلى إيقاف حماوة المواقف وافتعال المشاكل. ووصف مقرّبون من الحريري سؤال سليمان غير المباشر عن التغيير الحكومي بـ«جسّ النبض حول الموضوع»، الذي لم تتحدث المصادر البعبداوية عنه، نافية علمها بإثارة الرئيس للقضية.
لكن في اللقاءات مع رؤساء الكتل النيابية، لم يأت سليمان على ذكر أي أمر متعلّق بالتغيير الحكومي أو بأي ملف آخر، بما فيها المحكمة الدولية والقرار الظني المنتظر أن يصدر عنها، بل سعى إلى تأكيد صيغة الحكم التوافقي الذي ينقذ البلد ويساهم في المحافظة على الاستقرار. وأشارت أجواء متابعة للقصر الجمهوري إلى أنّ سليمان استمع إلى ملاحظات زواره عن أداء القوى السياسية الأخرى، بحيث أكد النائب محمد رعد الأخطار التي تهدّد حزب الله والمقاومة، وعلى ضرورة حماية المقاومة في الداخل وعدم جرّها في الصراعات الداخلية، فيما عبّر العماد عون عن امتعاضه من نشر بعض وسائل الإعلام قراءة سياسية أدلى بها في مجلسه، مؤكداً أن طابعها تحليلي وليس معلوماتياً.

عدد الاربعاء ٢١ تموز ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment