Monday, August 2, 2010

احتفال عيد الجيش بحضور الشيخ حمد: تأكيد الرعاية العربية للاستقرار اللبناني
سليمان يدعو لالتزام التهدئة السياسية ومواجهة الفتنة: التسريبات خلقت إرباكاً

تميز احتفال عيد الجيش الخامس والستين هذه السنة، في المدرسة الحربية في ثكنة الفياضية، بحضور امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهو اول زعيم عربي يحضر مناسبة
وطنية ـ عسكرية كهذه، على الاقل منذ اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الاهلية، ما يؤشر الى استمرار مفاعيل الرعاية العربية للوضع اللبناني امنياً وسياسياً، واعطى
لرعاية عيد الجيش معنى خاصاً ينعكس على مطلب الحفاظ على الاستقرار الذي كرسته القمة اللبنانية – السورية – السعودية في بعبدا يوم الجمعة الفائت.
وبرغم ارتفاع حرارة الطقس، امس ، والتي ازعجت الكثير من الحضور الرسمي، الا ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان كسره بكلامه البارد المطمئن في ما يخص المرحلة السياسية
المقبلة، وخاصة باشارته اللافتة للانتباه ومن دون تسميات الى التسريبات حول القرار الظني للمحكمة الدولية، حيث قال انّ حالة القلق المتنامي لدى المواطنين، جراء
مواقف وتسريبات خلقت حالة من الإرباك، لا يمكن للدولة أن تتجاهلها أو أن تتغاضى عنها، مضيفاً: من هذا المنطلق قمت بمشاورات سياسية مع كل الأطراف، وإذا كانت
الدولة مسؤولة عن الأمن فإنّ المحافظة على الاستقرار هو مسؤولية جميع الأطراف أمام المخاطر المحدقة.
ودعا سليمان الجيش اللبناني وكافة القوى الامنية للتصدّي للعدو المتربّص بالوطن ووأد الفتنة التي يحيكها لشعبنا كبديل عن حرب انتقاميّة يشنّها، ولإسقاط تجربتنا
الديموقراطيّة التي تتناقض مع فلسفة كيانه الغاصب.
وإذ أكد أن لبنان سيمضي قدماً، رغم التجاذبات، في ورشة إصلاح على المستويات كافة، وسنضع خططاً لتطوير الانتاج لا سيما في مجالات النفط والكهرباء. واشار الى
أن «الانماء المتوازن يستوجب حسم امر اللامركزية الإدارية والإسراع في اجراء التعيينات»، لافتاً الانتباه الى أن «الممارسة الديموقراطية الصحيحة تلزم على التيارات
السياسية الالتزام بما ينص عليه الدستور»، مؤكداً «الالتزام بقانون الانتخاب وبحقوق المغتربين». وطالب بالإنماء المتوازن والإسراع في إجراء التعيينات الادارية،
واشار الى أنّ مطلب الإصلاح السياسي مطلب وطنيّ صرف، تتوازن عنده الواجبات والمسؤوليات مع الصلاحيّات المناسبة للقيام بها.
وجدد الرئيس سليمان العزم على تمتين وحدتنا الوطنيّة وعلى تعزيز مجمل قدراتنا القوميّة، من ديبلوماسيّة وعسكريّة واقتصاديّة، لحماية لبنان والدفاع عنه، مؤكداً
في هذا المجال على استمرار التعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وفقاً لقواعد الاشتباك المتفق عليها.
وإذ لفت الى نجاح الجيش، والقوى الأمنيّة المعنيّة في تفكيك عشرات شبكات التجسّس الإسرائيليّة فإنه شدّد على أنه سيتم التعاطي مع الجواسيس والعملاء بأقصى درجات
التشدّد، في ضوء ما سيصدر بحقّهم من أحكام صارمة من قبل القضاء اللبناني.
ودعا الرئيس سليمان القادة السياسيين وقادة الرأي إلى الالتزام بنهج التهدئة الإعلاميّة والسياسيّة ومنطق الحوار، والابتعاد عن استعمال لغة التخوين والتحريض
السياسي أو المذهبي. وعدم اللجوء إلى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أيّ مصلحة فئويّة، والاحتكام إلى الشرعيّة والمؤسسات الدستوريّة، وفقاً لمندرجات اتفاق
الدوحة الذي اتفق عليه كافة اللبنانيين».
كما دعا «اللبنانيين إلى أي فئة انتموا أن لا يستمعوا إلا إلى لغة العقل وعدم خدمة المشروع الإسرائيلي بالانقسام والتقاتل الداخلي، فالعنف الداخلي لم يولّد
سوى الخسارة لكل الاطراف».
بدأ الاحتفال بعيد الجيش في الثامنة والنصف في ثكنة الفياضية بوصول علم الجيش، ثم رئيس اركان الجيش اللواء شوقي المصري وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم تباعاً
نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، امير قطر الشيخ حمد ثم وصل سليمان الذي وضع اكليلاً من
الورد على النصب التذكاري لشهداء الجيش.
واستعرض رئيس الجمهورية القوى العسكرية، ثم تسلم بيرق المدرسة الحربية فيما كانت تحلق طائرتان نفاثتان نوع «هوكر هنتر»، اضافة الى تشكيل من الطوافات العسكرية.

وبعد استعراض القوى العسكرية تمت تسمية الدورة المتخرجة بدورة «شهداء نهر البارد»، وقرأ المر مراسيم الضباط المتخرجين من الجيش وبينهم ضباط اختصاص في الهندسة
والطب والادارة، كما قرأ وزير الداخلية زياد بارود مراسيم ضباط قوى الامن الداخلي والامن العام. ثم سلم رئيس الجمهورية السيوف للمتخرجين.
وقال سليمان في كلمته: استطعنا منذ اتفاق الدوحة تحقيق عدد كبير من بنود خطاب القسم، فبالإضافة إلى السلم الداخلي، أطلقنا هيئة الحوار الوطني ووضعنا الموازنة
العامة، وقد تمكن لبنان بفضل هذا الاستقرار من جذب عدد كبير من السياح وتحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة.
واكد المضي قدماً في ورشة الاصلاح لتطوير قطاع الانتاج والخدمات لا سيما في النفط والبيئة والغاز، معتبراً ان ممارسة الديموقراطية الصحيحة «تنتظر حسم خيارنا
في قانون الانتخاب وما يرتبط به من قوانين».
واكد أنّ «الإنماء المتوازن يستوجب خيارنا في اللامركزية الإدارية، والإصلاح المالي يستوجب خيارنا تطبيق مبدأ الشفافية، والممارسة الديموقراطية الصحيحة التي
لا يمكن أن تتناقض مع ميثاق العيش المشترك والتي تفرض علينا جميعاً التزام مقدّمة الدستور ولا سيّما البند «ي» منها، كما يُنتظر منا وضع قانون انتخابي يأخذ
بعين الإعتبار حق المغتربين في التصويت».
ولفت الانتباه إلى أنّ «أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني عمل مع ملوك ورؤساء عرب على دعم لبنان وإعادة إعماره، ولا سيّما مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد
العزيز والرئيس السوري بشار الأسد اللذين قاما منذ يومين بزيارة إلى لبنان أكدا فيها حرصهما على الاستقرار اللبناني».
وشدّد سليمان على أنّ «مواجهة إسرائيل تستوجب منا الاتفاق على استراتيجية دفاعيّة»، مضيفاً أنّه «في ذكرى حرب تموز أقول إنّ لبنان تمكّن من الانتصار فيها بوحدة
شعبه وجيشه ومقاومته»، وأكد في الوقت عينه على أنّ «لبنان شديد الحرص على قوات الـ«يونيفيل» منذ تأسيسها وحتى اليوم، مع استمرار التنسيق بينها وبين الجيش، وسط
الالتزام بقواعد الاشتباك ضماناً لحفظ تنفيذ مهمة القوات الدولية». وقال إن الجيش نجح في تفكيك العشرات من شبكات التجسس الاسرائيلية الهادفة لاضعاف لبنان وانه
سيتم التعاطي مع الجواسيس باقصى درجات التشدد في ضوء ما سيصدر بحقهم من احكام في القضاء اللبناني.
اضاف: سنبقى محتفظين بحقنا في استرجاع أرضنا بكامل الوسائل المشروعة، وإن لبنان سيبقى في كل الأحوال مدافعاً عن حقوق شعب فلسطين ولا سيّما حق العودة ورفض التوطين
وإدانة مساعي إسرائيل في تهويد القدس.
وقال: نظراً للقلق المتنامي عند المواطنين جراء تسريبات طغت على المشهد السياسي في الاسابيع الماضية خلقت حالة من الارباك، عمد رئيس الجمهورية الى عقد مشاورات
واسعة مع الشخصيات السياسية واعضاء هيئة الحوار الوطني سعياً لتعزيز التهدئة.
ودعا سليمان «كرئيس للدولة السياسيين وأهل الرأي، إلى التزام التهدئة السياسية، والابتعاد عن الخطاب التخويني والمتشنّج وتغليب مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة
فئوية والاحتكام إلى المؤسسات الشرعية، وفقاً لمندرجات اتفاق الدوحة الذي اتفق عليه كافة اللبنانيين»، كما دعا «اللبنانيين إلى أي فئة انتموا أن لا يستمعوا
إلا لغة العقل وعدم خدمة المشروع الإسرائيلي بالانقسام والتقاتل الداخلي، فالعنف الداخلي لم يولّد سوى الخسارة لكل الاطراف، ولنتذكر متطلبات الوفاق الوطني التي
أسّس لها وأكدها اتفاق الطائف وكرسها اتفاق الدوحة وخطاب القسم من بعده وكافة المقرّرات الصادرة عن هيئة الحوار الوطني».
بعدها توجه سليمان وضيفه القطري وبري والحريري والعماد قهوجي الى مقصف الثكنة حيث تقبلوا التهاني.
ثم استقبل سليمان في القصر الجمهوري، قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد من كبار ضباط القيادة.
وقال قهوجي في كلمته «إننا نرى في المهمات المتلاحقة التي توكل الى مؤسستنا، ثقة بدورها الوطني والانساني، وايماناً برسالتها وإجلالاً لدماء شهدائها، وتكريماً
لبنيانها كمؤسسة جامعة للوطن، بكامل أبنائه وجميع مناطقه ومواكبة لوضع طبيعي نشأت عليه».
اضاف: «هناك ثقة كبيرة لدى وحداتنا المنتشرة على امتداد مساحة الوطن، بأنكم تبذلون الجهد المشكور كي تؤمنوا لها السلاح المقدم الذي يمكّنها من حماية الارض،
وصون الكرامة الوطنية، ومواجهة أطماع العدو الاسرائيلي، والتصدي لمخططاته الخبيثة الساعية الى النيل من صمودنا وتضامننا وإرادتنا في التقدم والازدهار، وأساليبه
الدنيئة للعبور عبر بعض أصحاب النفوس الضعيفة الى نسيجنا الاجتماعي، ونحن نقف بالمرصاد لإفشال تلك المحاولات، بالتضامن مع مؤسساتنا الامنية الاخرى، التي نتقاسم
وإياها محاربة الارهاب وتفكيك شبكات العملاء، في ظل رعايتكم المخلصة وارشاداتكم الصائبة الحكيمة».
من جهته، قال سليمان إن الامل عند اللبنانيين يتجدد كل سنة بهذا العيد، مشيراً الى دوره الاساسي عند اشتداد الازمات.
واستقبل قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري وعدداً من ضباط اللواء.
الى ذلك، أقيم احتفال رمزي في مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، حضره رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري، وتلي أمر اليوم الذي وجهه قائد الجيش للعسكريين،
وكان قد سبق ذلك وضع إكليل من الزهر باسم قائد الجيش على نصب الخالدين في اليرزة.
كما أحيت العيد جميع المناطق اللبنانية بالأعلام اللبنانية والشعارات، وباقامة احتفالات عسكرية في كل قيادات المناطق العسكرية بمشاركة ممثلين لقائد الجيش تلوا
«أمر اليوم».
وفي مخيم نهر البارد، اقيم احتفال في ساحة العبدة، شارك فيه ممثل قائد الجيش العميد عبد الحميد درويش، الذي أشار إلى ان معركة نهر البارد شكلت بظروفها ونتائجها
محطة استثنائية في تاريخ الوطن. واعربت عقيلة الشهيد فرنسوا الحاج عن افتخارها بالمشاركة بهذه الذكرى و«بهذا الإنجاز الذي قدّمه الجيش».
السفير

No comments:

Post a Comment