Sunday, December 12, 2010

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

السبت 11 كانون الأوّل/ديسمبر 2010
السبت من أسبوع مولد يوحنّا



إنجيل القدّيس يوحنّا .36-31:5

لَوْ كُنْتُ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي لَمَا كَانَتْ شَهَادَتِي مَقْبُولَة. ولكِنَّ آخَرَ يَشْهَدُ لِي، وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي صَادِقَة. أَنْتُم أَرْسَلْتُم إِلى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلحَقّ. وأَنَا لا أَسْتَمِدُّ الشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَان، ولكِنْ مِنْ أَجْلِ خَلاصِكُم أَقُولُ هذَا: كَانَ يُوحَنَّا السِّرَاجَ المُوقَدَ السَّاطِع، وأَنْتُم شِئْتُم أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَة. أَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا: أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي.



تعليق على الإنجيل:




وفقًا للمنطق، فإنّ يوحنّا الإنجيلي هو مَن عرّف بيوحنا المعمدان في كلامه عن الله، فكان "غَمْرٌ يُنادي غَمْرًا" على صَوتِ الأسرار الإلهيّة (مز42(41): 8): فالإنجيلي يروي قصّة السابق. وذاك الذي تلّقى نعمة معرفة مَن "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة" (يو1: 1) أخبرنا عن ذاك الذي تلقّى نعمة أن يكون السِّراجَ المُوقَدَ المُنير للكلمة المتجسّد... فهو لم يقل فقط: كان هناك رسول من الله بل "ظهر رجلٌ" (يو1: 6). وهو استخدم هذه العبارة للتمييز جيّدًا بين السابق الذي كان له دور المشاركة فقط وبين البشريّة والرجل الذي وحّد جيّدًا الإلوهيّة والإنسانيّة والذي أتى من بعده. أراد أيضًا أن يفصل الصوت العابر عن الكلمة التي لا تزول؛ كما أراد أن يشير إلى أنّ أحدهما هو نجمة الصباح التي تظهر في فجر ملكوت السماء، وأن يُعلن أنّ الآخر هو "شَمسُ البِرِّ" (ملا3: 20) الآتي من بعده. كما مّيز أيضًا بين الشاهد وبين مَن أرسلَه، وفرّق ما بين "السراج الموقد المنير" (يو5: 35) وبين النور الرائع الذي ملأ الكون، والذي بدّد ظلمات الخطيئة والموت للجنس البشري أجمع...

"ظهر رجلٌ". من قِبل مَن؟ من قِبل الله الكلمة الذي أرسله ليسبقه. كانت مُهمَّته أن يكون السّابق. وهو الذي صاح بصوت عالٍ قائلاً: أنا "صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة" (متى3: 3). فالرسول يعِدُّ مجيء الربّ. "اسْمُه يوحَنَّا" (يو1: 6): أعطيت له نعمة أن يكون سابقًا لملك الملوك، ومبشّرًا بالكلمة المجهولة ومُعمّدًا يعدّ الطريق للولادة الروحيّة، وشاهدًا من خلال كلمته واستشهاده على النور الأبدي.

No comments:

Post a Comment