ركزت العظات في عيد الفصح هذا العام على ضرورة تشكيل الحكومة، للسير في طريق الإصلاح وإعادة الروح إلى المؤسسات العامة والالتفات إلى حاجات الشعب.
وترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي قداس عيد الفصح في كابيلا القيامة في بكركي بمشاركة الكاردينال نصر الله صفير، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان،
وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود، النائبين وليد خوري ونعمة الله ابي نصر وحشد من الشخصيات والمؤمنين.
وألقى الراعي عظة بعنوان «أحد القيامة»، رحب فيها بسليمان والمشاركين في القداس، مخاطبا رئيس الجمهورية: «ان الكنيسة تقدر انكبابكم على تسيير الحياة العامة
بروح التجرد من المصالح الذاتية والفئوية، ومن المكاسب المادية على حساب المال العام. كما أنها تقدر الذين يقاومون الظلم والاستبداد والفساد. لكن الطريق طويل
في هذا المضمار، ويقتضي اختيار مثل هؤلاء الأشخاص المميزين بروح الخدمة المقرونة بالمناقبية والكفاءة والفعالية، الذين يؤدون الواجب بمقدرة كبيرة وخلقية رفيعة،
ويمارسون السلطة والوظيفة بتجرد وشفافية».
واعتبر أن لبنان بحاجة الى ان «يقوم» من تعطيل مؤسساته الدستورية، وفي مقدمتها تأليف حكومة تكون على مستوى التحديات الحاضرة داخليا وإقليميا ودوليا، ومن شلل
حياته العامة وإداراته وشواغره، من خلافات أهل السياسة التي يدفع ثمنها الشعب والمواطن في معيشته المتردية.
واعتبر الراعي أن «النهوض بالمؤسسات الدستورية وحده كفيل بتوطيد الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي، وقال إن لبنان بحاجة الى ان ينهض من تجربة الانجرار في
محاور إقليمية ودولية، والتمحور في أحلاف خارجية تخوض صراع مصالح ونفوذ على أرض لبنان وعلى حسابه».
وتابع: «لبنان بنهوضه، بل قل بقيامته، يستعيد دوره كعنصر استقرار وسلام في محيطه العربي الذي يعيش أدق المراحل في سلامه ووحدته ومصيره. كما أن شعب لبنان المنتشر
في كل بقاع الأرض، ينتظر من دولته الاعتراف بحقوقه الوطنية وإعادة الجنسية لمن تحق له، وتستعين بقدراته وتوظفها بإعادة إعماره، وتفعيل حضوره في المنطقة والعالم،
ودعم قضاياه».
وفي كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت، احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، بقداس أحد القيامة بحضور وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ
والنواب: فؤاد السعد ونديم الجميل وسليم سلهب وناجي غاريوس، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن.
وألقى مطر عظة قال فيها «إذا نظرنا من لبنان إلى واقعِنا الإقليميِّ، فإنَّنا نرى من حولِنا شرقًا يغلي وأشباحَ الفتنِ تتراقصُ فوقَ رؤوسِ أبنائهِ مهدِّدةً
وحدتَهُم ومصيرَهُم بأفدح الأخطارِ»، أضاف: كفانا عجزًا في لبنان عن النُّهوضِ بأعباءِ البلادِ وعن القيامِ حتَّى بتأليفِ حكومةٍ تَرعى شؤونَ العبادِ وهُم باتُوا
بأمسِّ الحاجةِ إلى كلِّ شيءٍ.
وفي كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذوكس المطران الياس عوده قداس الفصح وألقى عظة قال فيها ان لا شيء
يدعو لبنانيا إلى التفاؤل، والصورة قاتمة، لكن الرجاءَ بأنّ الرب لن يتركنا في مهب الريح، والأملَ بمستقبل أفضل، هما اللذان يساعدان اللبناني على الاستمرار.
ولكن إلى متى؟ أضاف: حوالى الأربعين سنة مرّت ولبنان ما زال يدفع ثمن «حروب الآخرين» على أرضه، لكنه يدفع أيضاً ثمن أخطاء أبنائه الذين اعتادوا على الأخذ عوض
العطاء وعلى تقديم مصالحهم وتغليب شهواتهم على مصلحة الوطن. من سوء حظنا أنّ معظم مواطنينا وحكامنا يتسابقون على المغانم ويتناسون الواجبات. نحن بحاجة إلى إصلاحات
جذرية، إصلاحات تبدأ من الأنا لتنطلق إلى العام.
وترأس مطران طائفة الروم الكاثوليك الملكيين في بيروت وتوابعها يوسف كلاس قداس الفصح في كاتدرائية الروم الكاثوليك طريق الشام. وألقى كلاس عظة تطرق فيها إلى
الوضع السياسي وقال «إن سارت الأمور كما هي سائرة فنحن متوجهون إلى كوارث، فالأوضاع السياسية تتدهور سنة بعد سنة والحكومات تتجمد، فلا يعمل الوزراء تبعا لمسؤولياتهم.
والديموقراطية تبدو اسما من غير مسمى لان سلطة الدولة الواحدة القوية المسؤولة قد فقدت بل قسمت في ما بين فئات طائفية متصارعة، تتزاحم ولا تتعاون، وتسهم في
تفتيت الحكم».
أضاف: «وقد بلغنا الى هذه الحالة من جراء تقاسم الحصص والمطالبة بمزيد منها والمعلوم ان الديموقراطية الحقيقية لا حصص فيها إلا في مجلس النواب. فالسلطات التشريعوالتنفيذية والقضائية كاملة التمايز والاستقلال أصلا. فإن سيطرت عليها المحاصصات السياسية فقدت تمايزها واستقلالها».
No comments:
Post a Comment