الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الاثنين 20 حزيران/يونيو 2011
الاثنين الثاني من زمن العنصرة
إنجيل القدّيس يوحنّا .8-1:15
أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام.
كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر.
أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا.
أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.
أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا.
مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق.
إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم.
بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
تعليق على الإنجيل:
جان تولير (نحو 1300 - 1361)، راهب دومينيكيّ في ستراسبورغ
العظة رقم 7
"مَن لا يَثْبُتْ فيَّ يُلْقَ كالغُصنِ إِلى الخارِجِ"
يذهب الكرّام إلى كرمه ليشذّب الأغصان التي لا تحمل ثمرًا. فإذا لم يفعل ذلك وترك تلك الأغصان تنمو مع الأغصان الجيّدة، فلن تعطي كرمته سوى خمرة فاسدة وخلاًّ. هكذا يجب أن يفعل الإنسان البارّ: يجب أن يشذّب نفسه من كلّ ما فيه من اختلال ويقتلع من العمق كلّ حركاته وميوله سواء كان ذلك في الفرح أم في الألم، أي تشذيب العيوب السيّئة ولا يكسر ذلك فيه لا الرأس ولا الذراع ولا القدم.
لكن أَمسِكْ السكين وانتظر إلى أن ترى ما الذي يجب قطعه. فإذا لم يحسن الكرًام فنّ التشذيب، سوف يقطع كلّ شيء، الغصن الصالح الذي سيعطي قريبًا العنب مع الغصن السيّئ وسيخرّب الكرم. هذا ما يفعله بعض الأشخاص. فهم لا يجيدون المهنة. يبقون الرذائل والميول السيّئة في عمق الطبيعة ويشذّبون ويقلّمون الطبيعة المسكينة بذاتها. إنّ الطبيعة بذاتها صالحة وبارّة: ماذا تريد أن تقطع فيها؟ فحين يحين وقت الثمار، أي الحياة الإلهيّة، لن يبقى لديك سوى طبيعة مدمّرة.
No comments:
Post a Comment