Saturday, June 4, 2011

إخفاقات إسرائيل في «حرب لبنان الثانية» نتجت من سوء أداء سياسي.. وعسكري
أظهر بحث أميركي جديد أن إخفاق الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية أمام «حزب الله» نبع في الأساس من أداء المستوى السياسي وقراراته وليس من أداء المستوى
العسكري. ونقلت «هآرتس» عن هذا البحث إشارته إلى أن المشكلة الأساس التي أضرت بإنجازات إسرائيل في الحرب تمثلت باتخاذ قرارات غير متزنة من جانب القيادة السياسية
والعسكرية.
ويركز البحث أساسا على نشاطات سلاح الجو الإسرائيلي ضد مواقع «حزب الله» ويخلص إلى أن «الأداء الإسرائيلي المخيب للآمال» في حرب صيف 2006 «لم ينبع من فشل القوة
الجوية التي تم استخدامها، وإنما من فشل القيادة».
تجدر الإشارة إلى أن الإخفاق الإسرائيلي الأبرز في الحرب كان في أداء القوات البرية وهو ما قاد لاحقا إلى إقالة قائد «فرقة الجليلط» وإلى استقالة قادة آخرين
بينهم رئيس الأركان نفسه.
وحسب تقديرات مؤلف البحث فإن القيادة الإسرائيلية أخفقت «في سوء تقديرها للعدو، في وضع أهداف لا يمكن بلوغها وبعدم استخدام استراتيجية فعالة تناسب توقعات الجمهور
من المعركة».
وقد نشر هذا البحث في الأسبوع الفائت على يد معهد «راند»، الذي يعتبر أحد أبرز معاهد البحث في الولايات المتحدة (على صلة بالنتاغون). وقد أجري البحث بطلب من
سلاح الجو الأميركي الذي أراد التعرف على ما إذا كانت التجربة الإسرائيلية في مواجهة «حزب الله» مناسبة لساحات قتال أخرى تشغل اهتمامه. ومؤلف البحث هو الدكتور
بنيامين لمبات، وهو باحث كبير متخصص في أسلحة الجو. ويعمل لمبات في معهد راند منذ العام 1974 وقبل ذلك خدم كطيار في سلاح الجو الأميركي وكباحث في المخابرات
المركزية الأميركية. ولدى الباحث صلات متشعبة مع قيادة سلاح الجو الإسرائيلي وله صداقات مع عدد من قادة السلاح السابقين.
وبحسب «هآرتس» فإن استنتاجات لمبات لا تختلف كثيرا عن الأبحاث التي كتبت في إسرائيل في أعقاب الحرب، وتذكرنا بعدد من نقاط تقرير «لجنة فينوغراد»، خصوصا جزءه
الأول الذي نشر بعد ثمانية شهور من انتهاء الحرب. ومع ذلك يبين المراسل العسكري لـ«هآرتس» عاموس هارئيل أن لبحث لمبات أهمية كبيرة أيضا لأنه مكتوب من وجهة نظر
مراقب خارجي (رغم زيارة لمبات لإسرائيل ولقاءاته من أجل إعداد البحث مع قادة المؤسسة الأمنية) وكذلك لأن الزبون الأساس للبحث هو المؤسسة الأمنية الأميركية.

ويوضح البحث بعدا هاما آخر وهو أنه في العامين الأخيرين، وربما بسبب الهدوء المتواصل على الحدود اللبنانية وبسبب الحملة الإعلامية التي شنها رئيس الحكومة السابق
إيهود أولمرت في محاولته الدفاع عن نفسه، يترسخ تدريجيا في الإعلام الإسرائيلي انطباع بأن الحرب لم تكن فظيعة إلى تلك الدرجة. وتحديدا فإن عابر السبيل يرى للحظة
أضرار الحرب ويعبر عن ذلك ببساطة ووضوح.
ويذكر لمبات أن أولمرت حدد في مستهل الحرب هدفين غير واقعيين: استعادة الجنديين المختطفين دون قيد أو شرط وإبعاد «حزب الله» كقوة عسكرية عن جنوب لبنان. ويكتب
أن هذين الهدفين لم يتحققا. وكان الخطأ الأكبر من جانب حكومة إسرائيل أنها لم تفهم ما يمكن لاستخدام القوة أن يحققه، أخذا بالحسبان التدريبات المتدنية المستوى
لوحدات الجيش البرية والأهداف الطموحة التي حددها أولمرت.
وأشار البحث إلى أن الجيش الإسرائيلي أخفق في إيقاف تساقط صليات الصواريخ على شمالي إسرائيل. وكان الإخفاق رغم تحذير قائد سلاح الجو حينها، الجنرال أليعزر شكيدي،
قبيل الحرب بأن هذا السلاح غير مؤهل لمنع إطلاق الصواريخ من منظومات مخفاة جيدا أقامها «حزب الله».
وحسب لمبات، فإن إسرائيل خشيت من شن عملية برية واسعة النطاق في لبنان، على خلفية ذعرها من وقوع خسائر عسكرية كبيرة ورغبتها في تجنب إعادة احتلال عسكري لجنوب
لبنان في ضوء السوابق المؤلمة من حرب لبنان الأولى العام 1982. وعندما اتخذ القرار، في اللحظة الأخيرة، بشن العملية البرية تبدى للعيان المستوى المتدني للوحدات
البرية الإسرائيلية، بسبب قلة التدريبات. كما أن تنسيق الإسناد الجوي للقوات المتقدمة تم بشكل سيئ.
وبالمقابل، فإن لمبات يرى أن سلاح الجو الإسرائيلي عمل على وجه العموم بمعاييره العالية طوال القتال. وبحسب كلامه فإن إسرائيل تعلمت من أخطائها وتحسن أداء الجيش
في حربه ضد قطاع غزة في نهاية العام 2008.
(«السفير»)

No comments:

Post a Comment