"ستذهب الأمور إلى المحاكمة الغيابية والحكم صادر سلفاً"
نصرالله: الاتهام ظالم ولا تحمِّلوا حكومة ميقاتي
السيد نصرالله يتحدث عبر "المنار" مساء أمس.
كرر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله موقف الحزب من المحكمة الدولية وعرض وثائق تتعلق بها وبلجنة التحقيق الدولية بعد يومين على صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وتحدث عن ارتباط لبعض المحققين والخبراء القانونيين في المحكمة بوكالة الاستخبارات الاميركية.
وقال عبر قناة "المنار"مساء امس ان "القرار الاتهامي هو خطوة في مسار طويل بدأت تظهر معالمه في ما يتعلق بـ"حزب الله" بعد هزيمة اسرائيل وانتصار المقاومة في حرب تموز. فبعد ايام قليلة على هذا الانتصار خرجت جريدة "لو فيغارو"، في 19 آب 2006 بمقال عن سير التحقيق الدولي في اتجاه اتهام افراد وكوادر من حزب الله في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. هذا الموضوع علقنا عليه سابقا وقلنا ان هذه المادة كانت جاهزة في انتظار نتيجة الحرب".
وتحدث عن"تشويه صورة المقاومة وكوادرها ومجاهديها و النيل من عزيمة المقاومين، والاخطر هو إحداث فتنة بين السنة والشيعة في لبنان. هذه هي الاهداف الرئيسية التي كنا تحدثنا عنها، ولتوقيت القرار الإتهامي هدف خاص".
وذكَّر بكلام للمدعي العام القاضي دانيال بلمار على تعاون اسرائيل مع المحكمة، ثم سأل عن سبب شحن الحواسيب الخاصة بلجنة التحقيق الدولية من لبنان عبر اسرائيل، عارضاً لوثيقة من دائرة الضرائب الاسرائيلية تثبت ذلك.
وتوقف عند جنسيات بعض المحققين في المحكمة مؤكداً ان “لبعض المستشارين والخبراء القانونيين خلفية سلبية تجاه حركات المقاومة والحركات الإسلامية، وهم على صلة بأجهزة المخابرات الاميركية والاسرائيلية"، وتابع: "أحد أهم الخبراء والمستشارين لدى بلمار ضابط كبير في "سي آي أي" كان يعمل خلال 10 او 15 سنة في لبنان للبحث عن عماد مغنية، وهو شريك في مسؤولية الـ "سي آي أيه" عن مجزرة بئر العبد العام 1985(...)"، ثم عرض تقرير عن المحققين والخبراء في مكتب بلمار، ومنهم: نجيب كلداس، مايكل تايلور، داريل مانديز، دريد بشراوي، روبرت بير، وعرضت مقابلة تلفزيونية مع الاخير يجاهر فيها بأنه كان يتعقب مغنية في لبنان وانه كان عميلاً للمخابرات الاميركية. كما عرض مقطع يظهر فيه نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق الضابط الالماني غيرهارد ليمان وهو يتسلم رزمة من الدولارات قال نصرالله انها ثمن بيع بعض الوثائق الخاصة بالتحقيق، واكد انه مستعد لتقديم الفيلم الى بلمار ليتحقق منه.
وتحدث عن "تورط لجنة التحقيق الدولية مع شهود الزور"، "مذكراً بما عرضه تلفزيون "الجديد" في "الحقيقة ليكس"، وقال ان لدى الحزب ادلة على رفع "المذكرة الحمراء" عن زهير الصديق من الانتربول بطلب من بلمار، وانتقد عدم سرية التحقيقات واعلان اسماء المتهمين خلال لقاء وفد من المحكمة ومدعي عام التمييز سعيد ميرزا.
وعدَّد محطات رافقت الاعلان عن القرار الاتهامي والتسريبات التي حصلت منذ العام 2009، وقال: "هناك قرار اتهامي صدر في حق عدد من المقاومين الذين لهم تاريخ طويل وعريق في مقاومة العدو الإسرائيلي. اقول للناس كل شيء تسمعونه وقاله الإسرائيلي في شكل خاص أن "لبنان في عين العاصفة وعلى بركان سينفجر بحرب اهلية". ومن استهدافات هذه المحكمة وهذا التحقيق الدولي إشعال فتنة بين اللبنانيين وخصوصا بين الشيعة والسنة، ولن تكون فتنة".
نصائح الى 14 آذار
وتوجه الى قوى 14 آذار بالقول: "لا تحمّلوا حكومة ميقاتي في هذا الملف ما لا يجوز ان تتحمله، وما لم تكن حكومة (الرئيس سعد) الحريري تقدر أن تحمله. هناك اناس يقولون يجب ان تذهب ويجب ان تعتقل وأن تجد، وأنا أسأل: لو لم تكن هناك حكومة ميقاتي بل حكومة على رأسها الحريري او (الرئيس فؤاد) السنيورة، وليست حكومة وحدة وطنية، حكومة من لون واحد منكم، وزير عدلها ووزير دفاعها من اشد المتطرفين، هل كانت هذه الحكومة تستطيع ان تعتقل هؤلاء الأشخاص؟ هل كانت تستطيع أن تنفّذ مذكرات التوقيف المبلغة من بلمار؟ هي لن تستطيع ان تفعل ذلك. اقل من ذلك لا تستطيع ان تفعله. اتركوا الموضوع يأخذ مجرياته الطبيعية ونحن نعمل على قاعدة ألا نحرج الحكومة أو نحرج أحداً. لا بثلاثين او ستين يوماً او ستين عاماً أو 300 عاماً يستطيعون أن يجدوا هؤلاء الأشخاص وان يوقفوهم. وبعد ذلك ستذهب الامور إلى المحاكمة الغيابية والحكم صادر سلفاً". ودعا نصرالله قوى 14 اذار الى "عدم الطلب الى الرئيس ميقاتي بعد الثقة ألا يتخلى عمّا قبل الحريري ان يتخلى عنه ليبقى في السلطة". وتابع:"إذا أراد نواب 14 آذار فأبعث اليهم نسخة عن المذكرة المطبوعة التي اعطاني اياها رئيس الوزراء القطري ووزير خارجية تركيا وقالا لي هذه الوثيقة حصلت على موافقة الحريري على كل شيء فيها(...)".
وختم متوجهاً الى انصار الحزب:"لا تقلقوا فهذا جزء من الحرب التي نخوضها معاً منذ قيام الكيان الغاصب على ارض فلسطين والاعتداء على لبنان منذ قيام هذا الكيان. هذا جزء من حرب نفسية إعلامية، حرب إسقاط صدقية. قد تصدر استفزازات وتسمعون كلاماً بلا طعم، لا تصغوا إلى كل هذه الأقاويل. يريدوننا ان نذهب إلى صراع ومواجهة داخلية ونحن حفاظا على بلدنا وشعبنا وأهلنا والامن والاستقرار والسلم الاهلي يجب ان نصبر على الإستفزاز، وإن كان الإستفزاز الاكبر حصل من خلال هذا الإتهام الظالم لإخواننا(...)".
No comments:
Post a Comment