زغـرتـا تكـرّم «أم الفقير» في عيدها
حسناء سعادة
زغرتا :
في مستوصف ملاصق لـ»مدرسة راهبات المحبة»، تداوي الأخت ميشال واكيم أهالي الحي القديم في زغرتا. يتقاطرون إليها في كل الحالات المرضية، فتتفـانى في خدمة اشتهرت
فيها الراهبات العازاريات في المنطقة. احيانا لا تنتظر واكيم قدومهم، بل تبادر هي إليهم، فتحمل حقيبتها المليئة بالأدوات الطبية وتقصدهم في منـازلهم، سواء لمعالجة
عجوز معوقة، أو لتلقيح طفل لا يلتزم أهله المواعيد المحددة في السجل الصحي...
تتابع واكيم، مسيرتها بتفان، ومحبة، وعلاقة مميزة مع سكان الحي، الذين باتت في نظرهم ليست فقط «ملاك الرحمة» بل الراهبة التي لا تبخل بوقتها وجهدها لمساعدتهم،
وتخفيف آلامهم، وتأمين الخدمات الصحية لهم، أو إرشادهم إلى مراكز طبية متخصصة في حال كانت الحالة المرضية أصعب مما بإمكانها فعله. «أم الفقير»، تسمية أطلقت
على واكيم منذ سنوات، كونها شكلت ولا تزال صلة الوصل بين فقراء زغرتا وأغنيائها. تأخذ من الفئة الثانية لتعطي الفئة الأولى، من دون أن تعلم يمناها ما فعلت يسراها.
ففي الأعياد يتوافد إلى مستوصف الراهبات كثيرون من ذوي الحاجات، فتفتح واكــيم أبـوابها لهم، مانحة ثيابا جديدة للأطفال، ومـــؤونة تقي عائلة كبيــرة شر العوز،
ولا تنــسى الحــلوى للصغار كلما توافدوا إلى مستوصفها.
كل ذلك وأكثر، دفع «جمعية الميدان» برئاسة ريما سليمان فرنجيه إلى توجيه التحية إلى واكيم لمناسبة عيد الأم، «كونها كرّست عمرها للعمل في الظل لتنشر الضوء بمحبة»،
حيث زارت فرنجيه واكيم في مستوصفها لمعايدتها وشكرها على عطاءاتها حاملة لها آلات لفحص السمع والبصر، ومعدات طبية يحتاجها مستوصفها، وهدايا لأطفال تعنى بهم.
No comments:
Post a Comment