Wednesday, March 23, 2011

«سانا» تلمّح إلى ضلوع «الإخوان المسلمين»

قتلى جدد في درعا وصور رسمية لأسلحة وأموال
جنود سوريون يتفحصون سيارة الإسعاف التي تعرضت لإطلاق نار وقالت السلطات إن ثلاثة أشخاص قتلوا بداخلها في درعا أمس (أ ب)
زياد حيدر
دمشق :
اختارت القيادة السورية اللجوء الى الحسم العسكري بعد صدام مع من وصفتهم بـ«العصابة المسلحة» التي ربطتها وكالة الأنباء السورية بحركة «الإخوان المسلمين» المحظورة،
مشيرة في خبرها إلى أن المجموعة كانت هي بدأت بالهجوم على سيارة إسعاف وقتلت طاقمها الطبي المؤلف من ثلاثة أفراد مما اضطر قوى الأمن إلى الرد، فيما أصدر الرئيس
السوري بشار الأسد مرسوما يقضي بإعفاء محافظ درعا فيصل كلثوم من مهامه.
وكان ليل أمس شهد المواجهة النهائية بين قوى الأمن والمتخندقين في مسجد العمري وسط درعا البلد، والتي لم تحدد حصيلة نهائية لها، ففي حين استقرت غالبية التقارير
على وفاة خمسة أشخاص، قالت «سانا» إن طاقما طبيا مؤلفا من ثلاثة أفراد قتل ومعه ضابط أمن
سوري، إضافة إلى وجود جرحى بين صفوف الطرفين، أما وكالات الانباء فتراوحت حصيلتها ليوم أمس بين 6 قتلى و15 إضافة إلى «5 أشخاص قتلوا اثر الاعتداء على المعزّين».

وكان بيان رسمي صباح أمس صدر عن وكالة الانباء الرسمية نقلا عن مصدر مسؤول، وسرد أن «عصابة مسلحة قامت بالاعتداء المسلح بعد منتصف ليلة أمس على طاقم طبي في
سيارة إسعاف تمر بالقرب من مسجد العمري في درعا ما أدى إلى استشهاد طبيب ومسعف وسائق السيارة.» وروى التلفزيون السوري من طرفه أن اتصالا هاتفيا كان ورد لمستشفى
درعا الوطني يطلب سيارة اسعاف إلى منطقة درعا البلد، والتي تعرضت لإطلاق نار بمجرد دخولها منطقة درعا البلد.
وذكر مصدر رسمي لـ«سانا» أن «قوى الأمن القريبة من المكان قامت بالتصدي للمعتدين واستطاعت أن تصيب عدداً منهم وتعتقل بعضهم وسقط شهيد من قوى الأمن»، مضيفاً
أن «قوى الأمن ستواصل ملاحقة العصابة المسلحة التي تروع المدنيين وتقوم بعمليات قتل وسرقة وحرق المنشآت العامة والخاصة في درعا».
وكشف المصدر وفق «سانا» أن «العصابة المسلحة قامت بتخزين أسلحة وذخيرة في مسجد العمري واستخدمت أطفالاً اختطفتهم من عائلاتهم كدروع بشرية» مؤكداً «أن قوى الأمن
تقوم بملاحقة هذه العصابة المعتدية التي قامت بترويع سكان المنازل المجاورة للمسجد العمري باحتلالها هذه المنازل واستخدامها لإطلاق النار على المارة والقادمين
للصلاة وقد تصدت قوى الأمن لأفراد العصابة المسلحة وقامت بملاحقتهم لتقديمهم للعدالة.»
وقد عرض التلفزيون السوري صوراً عن «الأسلحة والذخائر والأموال التي خزنتها العصابة المسلحة في مسجد العمري». وأظهر شريط الصور أسلحة بينها مسدسات وبنادق كلاشينكوف
وصناديق تحتوي قنابل يدوية وذخائر ومبلغاً من المال.
واتهم الخبر في خلفيته حركة «الأخوان المسلمين» بالوقوف وراء ما جرى، حيث اشار خبر الوكالة «إلى أن المراقب العام للأخوان المسلمين رياض الشقفة صرح منذ شهرين
بعودة جماعة الأخوان المسلمين إلى العمل العسكري في سوريا».
وتأتي هذه الإشارة بعد شكوك راودت المسؤولين السوريين منذ بدء الاحتجاجات يوم الجمعة الماضي بعد الصلاة، خصوصا في ضوء المطالب التي رفعت للقيادة السورية والتي
اتخذت في بعضها طابعا إسلاميا متطرفا، كما بسبب عملية استقصاء حول محركي الاحتجاجات من الخارج، والتي تبين منها للسلطات، أن عناصرها الرئيسية من خلفيات إسلامية.

واشار بيان «سانا» إلى وجود جهات خارجية مستمرة في «بث الأكاذيب عن الأوضاع في درعا مدعية وصول رسائل وصور من داخل المدينة ووقوع مجازر وذلك لتحريض الأهالي
وترويعهم حيث وصلت أكثر من مليون رسالة «اس ام اس» من الخارج مصدر معظمها إسرائيل تدعو السوريين إلى استخدام المساجد منطلقاً للشغب». لكن وكالات الأنباء الدولية
نقلت عن «ناشطين وحقوقيين» «تكذيبهم للرواية الرسمية عن وجود عصابات مسلحة».
ونقلت «سانا» أيضا عن المصدر الرسمي قوله «إن قوى الأمن تستمر في البحث للعثور على مخابئ للأسلحة المهربة عبر الحدود وأجهزة اتصال متطورة في درعا إضافة إلى
مواصلتها اعتقال المجرمين وتقديمهم للعدالة بينما يتعاون الأهالي مع قوى الأمن على ملاحقة أفراد العصابة المسلحة ويبلغونهم عن أماكن اختباء أفراد هذه العصابة
الذين احتلوا بيوتهم عنوة لقنص المارة وترويع المدنيين وذلك لاعتقالهم ونزع أسلحتهم».
من جهة أخرى، أصدر بشار الأسد مرسوما يقضي بإعفاء محافظ درعا فيصل أحمد كلثوم من مهامه كمحافظ لمحافظة درعا.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر ان «الولايات المتحدة تعرب عن قلقها حيال العنف الذي لجأت اليه قوات الامن ضد المدنيين الليلة
الماضية في درعا». واضاف «نشعر بقلق عميق لاستخدام العنف والترهيب والاعتقالات التعسفية التي تقوم بها الحكومة السورية لمنع الشعب من ممارسة حقوقه الاساسية.
ندين هذه الاعمال».
ودعت فرنسا سوريا الى الكف عن «الاستخدام المفرط للقوة» ضد المتظاهرين ونددت بـ«اعمال العنف التي اوقعت قتلى وجرحى». وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية
برنار فاليرو امام صحافيين ان «فرنسا تندد بأعمال العنف التي اوقعت قتلى وجرحى بين المتظاهرين الليل الماضي في درعا». واضاف ان باريس «على غرار المفوضة العليا
لحقوق الانسان تطالب سوريا بفتح تحقيق يتمتع بالشفافية حول حوادث الايام الاخيرة والكف عن اي استخدام مفرط للقوة». وأضاف فاليرو «يجب البدء بإصلاحات سياسية
دون تأخر لتلبية تطلعات الشعب السوري». وتابع قائلا ان «فرنسا تذكر ايضا بالتزامها بحرية التظاهر السلمي في كل البلاد. وهي تدعو السلطات السورية الى اطلاق سراح
كل الاشخاص الذين اوقفوا بسبب ارائهم ونشاطاتهم للدفاع عن حقوق الانسان».

السفير

No comments:

Post a Comment