«انكسار الجليد» مع دمشق ينعكس حضوراً رسمياً وشعبياً
استعدادات مكثفة ليوم «التولية» في بكركي
غراسيا بيطار
تستعد بكركي لليوم الكبير. يريده البطريرك «مار بشارة بطرس الراعي» يوم «تأمل روحي ومسيرة حج». وإذا كانت «الروحانية» ستغلب على الحضور الشعبي، فإن «الرسائل»
المباشر منها والمبطّن ستطبع الحضور الرسمي اللبناني والعربي. فمنذ انتخاب الراعي في 15 الشهر الحالي، وبكركي تشهد حركة «طالبين الودّ» التي من المتوقع أن تبلغ
ذروتها يوم «التولية» غداً.
في اليوم المنتظر ستكون بكركي في «قبضة» الحرس الجمهوري. بروتوكولياً وأمنياً. وعلى هامش الترتيبات اللوجستية والإعلامية التي أعلن عنها مدير المركز الكاثوليكي
للإعلام عبدو بو كسم والمدير العام لـ«صوت المحبة» فادي تابت في مؤتمر صحافي مشترك، لا بد من التوقف عند بعض الرموز. أولا يكثر التمني في الأوساط البطريركية،
عبر رسائل وجهت الى المعنيين، أن تولد الحكومة قبل موعد التنصيب فيحلّ مشهد «استقامة المؤسسات» جامعاً على الصعد كافة. ليتسرّب موقف حاسم من البطريرك الراعي
في تعليقه على «بعض أصوات النشاز عن موقفه الانفتاحي تجاه زيارته لسوريا»، إذ نقل عنه قوله إن «تلك المواعظ وإملاءات النصح انتهينا منها».
«الجليد انكسر» بين دمشق وبكركي قبل حصول الزيارة وعلمت «السفير» أنه وللمرة الأولى في مثل هذه المناسبة، ستحضر حشود شعبية سورية آتية خصوصاً من حلب. واللافتات
الشامية كُتبت من الآن ومنها: «أنتم بطريركنا». وأفيد في هذا السياق عن تسهيلات لمرور الحشود عبر الحدود اللبنانية السورية. وأما التمثيل الرسمي «فلن يكون على
مستوى أقل من وزير شؤون الرئاسة السورية» تقول أوساط مواكبة. علماً أن تنصيب البطريرك نصر الله صفير العام 1986 تم في حضور وزير شؤون الرئاسة آنذاك وهيب الفاضل،
من دون أن تتوفر حينها معطيات اليوم وأهمها أن السلف جاء «بطريرك تسوية» والخلف هو «بطريرك إجماع قلّ نظيره».
«حسابات» المشاركة تنسحب على بقية الحضور العربي والدولي وجميعها مرتبط باحتمال ولادة الحكومة. قطر ستوفد وزير الأوقاف وكذلك مصر والعراق والأردن ستتمثل على
مستوى وزراء. فرنسا لم تحسم أمرها علماً أن سفيرها سلّم البطريرك دعوة لزيارة باريس.
وإذا كان البطريرك أوصى، على ما قال بو كسم وتابت، بعدم رفع الأعلام الحزبية، فإنه، إضافة الى الرئاسات الثلاث وتوابعها من وزراء ونواب، فإن «الموزاييك» الحزبي
سيحضر بشخصيات الصف الأول. حضورهم مبدئي لكون معظمهم لم يحسم لضرورات أمنية وربما لقاعدة «إذا حضر فلان فلن يحضر علان». «العصب المتني» تكفّل «آل المر» بتحريكه.
سليمان فرنجية عادة لا يشارك في احتفالات روحانية الطابع وتساؤلات حول حضور الرئيس إميل لحود وما سيثيره ذلك لدى رافعي حملة «فلّ» في الأيام الغابرة. والمفارقة
أن «القوات اللبنانية» التي لم تحضر تنصيب صفير، سيحرص «حكيمها» على أن يكون أول الحاضرين الجمعة.
بو كسم وتابت نصحا «الرعايا باستخدام الباصات تسهيلاً لوصول الجميع عبر محطتين الأولى في ملعب فؤاد شهاب والثانية في حريصا ابتداء من الساعة الواحدة بعد الظهر».
لن يتخلل القداس إلا عظة البطريرك الجديد وبرقية الحبر الأعظم على أن تُقرع الأجراس في كل لبنان في تمام السادسة والنصف مساء ويتم تقبل التهاني اعتباراً من
السبت. باحة الصرح الخارجية تتسع لما بين 10 و14 ألف كرسي والآباء يرفعون الصلوات لإبعاد «غدر» الطقس.
No comments:
Post a Comment