Wednesday, March 23, 2011

مصر تحذر الإسرائيليين من الاندفاع في عملية عسكرية ضد غزة

عبوة في القدس: 31 قتيلاً وجريحاً ... وإسرائيل تهدّد
مسعفون إسرائيليون يعالجون أحد المصابين في تفجير القدس المحتلة أمس (أ ب أ)
بدت واضحة أمس، نذر تصعيد اسرائيلي مقبل للعمليات العسكرية ضد قطاع غزة الذي شيّع 8 من شهدائه سقطوا في غارات جوية خلال الأيام الماضية، فيما قتلت إسرائيلية
وأصيب 30 في أول تفجير من نوعه تشهده القدس المحتلة منذ العام 2004 قرب موقف للحافلات، في هجوم يثير قلق إسرائيل من احتمال أن يكون بداية لسلسلة من الهجمات
ضد الاحتلال الذي لم تتوقف جرائمه ضد الفلسطينيين. أما القاهرة فحذّرت اسرائيل من الاندفاع إلى عملية عسكرية في غزة، بينما نقلت صحيفة اسرائيلية عن رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو موافقته على سلسلة عمليات ضد القطاع.
وهز انفجار مدينة القدس المحتلة وأدى إلى مقتل امراة متأثرة بجراحها وإصابة نحو ثلاثين شخصا آخرين بجروح في اول هجوم من نوعه في المدينة منذ العام 2004. وقال
رئيس شرطة القدس المحتلة اهارون فرانكو «وقع الانفجار قرب موقف للحافلات حيث توقفت حافلتان تحملان العديد من الركاب، ويبدو ان قنبلة كانت مخبأة في كيس بالقرب
من كشك للهاتف». وأضاف فرانكو»اننا نجري تفتيشا في موقع الانفجار ومحيطه ونبحث عن مشتبه بهم محتملين»، مؤكدا أن التفجير كان «هجوما إرهابيا». وتفيد عناصر التحقيق
الأولية أن القنبلة تزن ما بين كيلوغرام وكيلوغرامين.
وأشادت «سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في غزة بالعملية من دون ان تتبناها. وقال المتحدث باسم السرايا ابو احمد «هذه رسالة قوية للاحتلال
بأن جرائمه لن تستطيع ان تكسر المقاومة». وتبنت سرايا القدس إطلاق صواريخ غراد وصلت في تطور ملحوظ إلى مدينتي أسدود وبئر السبع، بعد استشهاد ثمانية فلسطينيين
في غزة منهم اربعة من افرادها، فيما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العملية، منوها في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (وفا) أنه كان قد «أدان العملية الإسرائيلية
في قطاع غزة أمس (الثلاثاء)، والتي أدت إلى استشهاد 8 مواطنين وإصابة أكثر من 20 آخرين في قصف إسرائيلي لمناطق متفرقة من قطاع غزة». كما أدان رئيس الحكومة الفلسطينية
سلام فياض تفجير القدس وتمنى الشفاء العاجل للجرحى الاسرائيليين.
وذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلي ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أُبلغ
بالهجوم عندما كان يجتمع مع سبعة وزراء رئيسيين لمناقشة الإجراءات التي ستتخذ ضد قطاع غزة بعد تزايد الهجمات بالصواريخ. وقال نتنياهو قبيل سفره الى موسكو «انها
(المجموعات الفلسطينية المسلحة) تحاول اختبار عزيمتنا وتصميمنا، وستكتشف ان لدى هذه الحكومة والجيش والشعب الاسرائيلي عزيمة من حديد للدفاع عن بلادهم».
من جهته، ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «نتنياهو أقر سلسلة من العمليات في قطاع غزة قبل مغادرته مطار بن غوريون». ونقلت عنه قوله للصحافيين
«سنعمل بكل قوة وقسوة وعقل للحفاظ على استقرار مناطقنا وسنعلّم أعداءنا درسا لن ينسوه»، فيما اعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي حالة الاستنفار القصوى وأغلق مداخل
الضفة الغربية المحتلة.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان «نحن لن نسمح بإيذاء المواطنين الاسرائيليين لا في الجنوب ولا في القدس»، فيما اعرب وزير الخارجية الاسرائيلي
افيغدور ليبرمان عشية زيارته لباريس انه يأمل ان يحصل على تأييد من فرنسا للعمليات العسكرية التي تنفذها اسرائيل في قطاع غزة، بعدما نددت باريس بـ«مقتل اربعة
مدنيين فلسطينيين» في غارة اسرائيلية أول من أمس، و«كررت تنديدها بإطلاق صواريخ ضد أهداف مدنية في جـنوب إسرائيل»، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية.
من جانبها حذرت السلطات المصرية إسرائيل من الاندفاع إلى عملية عسكرية في غزة. وذكرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية المصرية منحة باخوم أن وزير الخارجية
نبيل العربي «طالب إسرائيل بضبط النفس وحذر من الاندفاع إلى عملية عسكرية في غزة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والتوتر». وقالت إن العربي «حذر من مخاطر
التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكدا أن تصاعد العنف لن يكون في مصلحة أي من الطــرفين أو الــسلام والاســتقرار». وأضافت أن العربي «أشار إلى أنه لا يجب
أن يُعطِي أحد الذريعة لإسرائيل لممارسة العنف، مؤكداً أن سياسة مصر الثابتة هي رفض وإدانة استهداف المدنيين».
أما المتحدث باسم حكومة «حماس» طاهر النونو فقال في بيان صحافي «نؤكد أن موقفنا في الحكومة ثابت من حماية الاستقرار والعمل على استعادة الاوضاع الميدانية التي
كانت سائدة خلال الأسابيع الماضية». وتابع قائلا «نؤكد على رفضنا لسياسة العدو الصهيوني جر شعبنا الى مربع التصعيد لانقاذ حكومة الاحتلال من أزمته السياسية».
ودعا «الجامعة العربية والدول المشاركة فيها كافة الى التحرك العاجل للجم هذا العدوان الصهيوني على شعبنا ومنعه من استغلال الانشغال الاقليمي والدولي لارتكاب
مجازر بحق شعبنا». كما دعا ايضا «الامم المتحدة ومجلس الامن الى وضع حد لجرائم الاحتلال ضد شعبنا وإعادة البحث في تقرير غولدستون وتطويره ليشمل المجزرة البشعة
التي ارتكــبت يوم امـــس (الاول) وحصدت عـددا من أطفال غـــزة».
وأضاف المتحدث باسم حكومة حماس «تثمن الحكومة الفلسطينية الموقف القوي الذي عبر عنه معالي وزير الخارجية المصري نبيل العربي تجاه التصعيد الاسرائيلي ضد قطاع
غزة والذي لمسنا فيه نخوة عروبية أصيلة».
وفي إطار ردود الفعل، أدان الرئيس الاميركي باراك اوباما التفجير مؤكدا انه «ليس من تبرير على الاطلاق للارهاب». وشدد أوباما على حق اسرائيل «في الدفاع عن النفس»،
كما قدم «تعازيه لمقتل مدنيين فلسطينيين في غزة». ونددت روسيا بالتفجير ووصفته بأنه «عمل إرهابي وحشي». واعتبرت وزارة الخارجية الورســـية في بيان انه ينبغي
فعل كل ما هو مـــمكن «لتــفادي تدهور الوضع في الشرق الاوسـط».
كما ندد الامين العام للامـــم المتحدة بان كي مون بالتفجير الذي اعتبره «غير مقبول» وطالب «بالوقف الفوري لاعمال الارهاب والعنف بحق المـــدنيين وتـجنب التصعيد
والخسائر في ارواح الناس».
(«السفير»، أ ب، أ ف ب، رويترز)

No comments:

Post a Comment