الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الأربعاء 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2010
الأربعاء من أسبوع بشارة زكريّا
في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار غريغوريوس العجائبيّ المعترف
إنجيل القدّيس يوحنّا .45-41:8
أَنْتُم تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبيكُم». فَقَالُوا لَهُ: «نَحْنُ لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًى! لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ هُوَ الله!». قَالَ لَهُم يَسُوع: «لَو كَانَ اللهُ أَبَاكُم لأَحْبَبْتُمُونِي، لأَنِّي أَنَا مِنَ اللهِ خَرجْتُ وأَتَيْت. ومَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي أَتَيْت، بَلْ هُوَ أَرْسَلَنِي. لِمَاذَا لا تَفْهَمُونَ كَلامِي؟ لأَنَّكُم لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَولِي! أَنْتُم مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْليس، وتُريدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِشَهَوَاتِ أَبيكُم، ذَاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْءِ قَاتِلَ النَّاس، ومَا ثَبَتَ في الحَقّ، لأَنَّهُ لا حَقَّ فِيه. عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُ بِٱلكَذِبِ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَدَيْه، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وأَبُو الكَذِب. أَمَّا أَنَا، فَلأَنِّي أَقُولُ الحَقّ، لا تُصَدِّقُونَنِي.
تعليق على الإنجيل:
لَو كَانَ اللهُ أَبَاكُم لأَحْبَبْتُمُونِي، لأَنِّي أَنَا مِنَ اللهِ خَرجْتُ وأَتَيْت
إن ذاك الذي قال: "فَتعلَموا وتُوقِنوا أَنَّ الآبَ فيَّ وأَنيِّ في الآب" (يو10: 39)، قال أيضًا: "أَنَا مِنَ اللهِ خَرجْتُ وأَتَيْت" (يو8: 42)... "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا" (يو1: 14). إنّه يسكن بشكل أكيد في قلوبنا بالإيمان، ويسكن في ذاكرتنا وأفكارنا، وحتّى إنّه ينزل إلى عمق خيالنا نفسه. بالفعل، قبل تجسّد المسيح، أيّ فكرة عن الله كان بوسع الإنسان تكوينها غير فكرة كون الله صنمًا صنعه قلبه؟ ذلك أنّ الله كان غير مفهوم وغير مُدرَك وغير منظور ولا يستطيع العقل إدراكه. غير أنّه أراد الآن أن يصبح بإمكاننا فهمه ورؤيته وأن تدركه عقولنا.
قد تتساءل بأيّ طريقة كان هذا؟ أصبح ذلك ممكنًا بدون شكّ من خلال ولادة الربّ في مغارة، واستراحته في حضن العذراء، كما في تعليمه على الجبل وقضائه الليل في الصّلاة؛ كذلك بموته مسمّرًا على الصليب وبوجوده حرًّا بين الأموات وسيطرته على الجحيم، وأخيرًا وليس آخرًا بقيامته في اليوم الثالث وإعطائه الرسل فرصة رؤية آثار المسامير- علامة انتصاره – وصعوده على مرأى منهم وعودته إلى السماء.
هل يوجد بين تلك الأحداث ما قد لا يوحي لنا بأفكارٍ حقيقيّة، وتقيّة ومقدّسة؟ فحين أفكّر في أيٍّ من تلك الأحداث، أيٍّ منها، فإنّني أفكرّ في الله الذي هو، من خلال تلك الأحداث نفسها، ربّي وإلهي. إن التّأمّل في تلك الأمور هو الحكمة بعينها... إنّها الوداعة التي استقتها مريم من الأعالي لتسكبها علينا.
No comments:
Post a Comment