الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الثلاثاء 03 أيّار/مايو 2011
الثلاثاء الثاني من زمن القيامة
إنجيل القدّيس يوحنّا .18-11:20
أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً في خَارِجِ القَبْرِ تَبْكِي. وفِيمَا هِيَ تَبْكِي، ٱنْحَنَتْ إِلى القَبْر،
فَشَاهَدَتْ مَلاكَيْنِ في ثِيَابٍ بَيْضَاءَ جَالِسَينِ حَيْثُ كَانَ قَدْ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوع، أَحَدَهُمَا عِنْدَ الرَّأْس، والآخَرَ عِنْدَ القَدَمَين.
فَقَالَ لَهَا المَلاكَان: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين؟». قَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا رَبِّي، ولا أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه!».
قَالَتْ هذَا وٱلتَفَتَتْ إِلى الوَرَاء، فَشَاهَدَتْ يَسُوعَ واقِفًا ومَا عَلِمَتْ أَنَّهُ يَسُوع.
قَالَ لَهَا يَسُوع: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين، مَنْ تَطْلُبِين؟». وظَنَّتْ أَنَّهُ البُسْتَانِيّ. فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّد، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ، فَقُلْ لي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وأَنَا آخُذُهُ».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «مَرْيَم!». فَٱلتَفَتَتْ وقَالَتْ لَهُ بِٱلعِبْرِيَّة: «رَابُّونِي!»، أَي «يَا مُعَلِّم!».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «لا تُمْسِكِي بِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلى الآب، بَلِ ٱذْهَبِي إِلى إِخْوَتِي وقُولِي لَهُم: «إِنِّي صَاعِدٌ إِلى أَبِي وأَبِيكُم، إِلهِي وإِلهِكُم».
فَجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ تُبَشِّرُ التَّلامِيذ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الرَّبّ!»، وأَخْبَرَتْهُم بِمَا قَالَ لَهَا.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
تعليق على الإنجيل:
القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ - حوالى 560)، مؤلِّف أناشيد
النشيد رقم 40
"مريم المجدليّة، مرسلة لإعلان القيامة"
إنّ ذاك الذي يفحص القلوب والكلى (مز7: 10)، وقد كان يعرف أنّ مريم (المجدليّة) ستعرف صوته، نادى نعجته كراعٍ حقيقي قائلاً: "مريم!" فأجابت هي أيضًا: "نعم، يا راعيَّ الصالح، أنت الذي تدعوني لأنضمّ إلى حظيرة التسعة والتسعين خروفًا (لو15: 4). إنّي أرى خلفه ربوات القدّيسين وجيوش الصالحين... إنّي أعرف تمامًا أنّه هو من ناداني؛ لقد قلتها: إنّه ربّي الذي يعطي الناس القيامة".
بعاطفة الحبّ الجيّاشة، أرادت المرأة الشابّة أن تلمس ذلك الذي ملأ الكون والخليقة كلّها... لكنّ الخالق... رفعها إلى عالم إلهي بقوله لها: "لا تلمسيني؛ أتراكِ ما زلتِ تعتقدين إنّي إنسان فانٍ؟ أنا الله فلا تلمسيني... وجّهي نظرك إلى العلى وانظري إلى العالم السماوي؛ فهناك يجب أن تبحثي عنّي لأنّي سأعود إلى أبي الذي لم أتركه أصلاً ... كنت دائمًا معه في الوقت نفسه، أشاركه عرشه، أتلقّى الشرف نفسه، أنا الذي أهب الناس القيامة".
فليعلن لسانك منذ الآن وصاعدًا هذه الأمور وليشرحها لأبناء الملكوت الذين ينتظرون أن أستيقظ، أنا الحي. اذهبي بسرعة يا مريم، واجمعي تلاميذي. إنّ لي فيكِ بوقًا ذا صوتٍ عظيم؛ اصدحي وغنّي نشيد سلام لآذان أصدقائي الخائفة، أيقظيهم كما من النوم لكي يأتوا للقائي. اذهبي وقولي لهم: "لقد استيقظ العروس، وخرج من القبر، فاطردوا الخوف المميت أيّها الرسل، لأنّه قام ذاك الذي يعطي الناس القيامة".
فأجاب مريم: "لقد انقلب حزني فجأة إلى حبور وأصبح كلّ شيء بهجة وحبور... لن أتردّد في القول: لقد نلت نفس المجد الذي ناله موسى (خر33: 18)... لقد رأيت، نعم رأيت -لا على الجبل- بل أمام القبر سيّد الكائنات ملتحفًا لا بالغمام بل بجسده، سيّد الغمام والكائنات اللاجسديّة وسيّد التاريخ والأمس واليوم والغد... لقد قال لي: أسرعي يا مريم وكوني كحمامة تحمل غصن الزيتون. اذهبي وأعلني البشرى السارّة إلى بني نوح. قولي لهم إنّ الموت قد دُمِّر وإنّه قام ذاك الذي يعطي الناس القيامة".
No comments:
Post a Comment