Monday, May 2, 2011

بري: لا تشريع لمخالفات البناء أحجية الحكومة تقاوم الحل!
خطف مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الاضواء الداخلية أمس من التعثر المستمر في عملية تأليف الحكومة، فيما رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة الاستنفار
على طول حدوده الشمالية مع لبنان عموما، وعلى حدود مزارع شبعا خصوصا، بالتزامن مع الإعلان عن مقتل بن لادن.
وفي ردود الفعل السياسية، اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري أن مقتل بن لادن «مصير يستحقه القتلة والأشرار»، مشيرا الى ان «الأذى الذي ألحقه بصورة
الإسلام وقضايا العرب لا يقل عن الأذى الذي يلحقه الأعداء بقضايا المسلمين والعرب في كل مكان.»
واعتبر النائب وليد جنبلاط أن «نجاح الولايات المتحدة الأميركية في القضاء أخيراً على أحد أبرز رموز مدرسة فكرية إرهابية، هو حدث بالغ الأهمية من المتوقع أن
يترك تداعيات سياسية هامة على أكثر من مستوى، ويبقى طبعاً أن تعيد الولايات المتحدة النظر بسياساتها في الشرق الاوسط من خلال التوقف عن الانحياز التام لاسرائيل
ومصالحها وسياساتها الارهابية في فلسطين ولبنان».
أحجية الحكومة
وبينما انشغل اللبنانيون بخبر مقتل بن لادن، واصلت مساعي تشكيل الحكومة الدوران في المكان ذاته، وسجل لقاء أمس بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية
ميشال سليمان، وسط استمرار التجاذب الحاد بين سليمان والعماد ميشال عون حول حقيبة «الداخلية»، فيما ابلغت مصادر واسعة الاطلاع «السفير» انه بعدما كان يفترض
بهذه العقدة ان تحل على قاعدة إيجاد اسم مستقل لتولي هذه الحقيبة، يسميه أحد الطرفين ويوافق عليه الآخر، برز خلاف إضافي بين سليمان وعون حول من يسمي ومن يوافق.

في هذه الاثناء، بدا ان كيل الرئيس نبيه بري أوشك ان يطفح، وهو قال لـ«السفير» انه مستاء كثيرا من الوضع الذي آلت اليه عملية تأليف الحكومة، معربا عن قرفه الشديد
من هذا الوضع. وأشار الى انه استخدم كل الوصفات الممكنة للمساعدة في معالجة العقد القائمة، مضيفا: «ما في شي ما عملتو»، من صلاة الغائب الى صلاة الاستسقاء،
وما بينهما من اقتراحات، لكن للاسف ظلت الامور ترواح مكانها، بسبب النكايات. وتابع: لقد تبين ان هناك مشاعات في الحكومة والدولة تستباح ايضا، وليس فقط المشاعات
الموجودة على الارض.
وردا على سؤال عما فعله الخليلان، أجاب: ليس لدي ما اقوله. اسالوا الخليلين.
اما اوساط ميقاتي فأكدت ان المساعي الأخيرة لم تسهم في تدوير الزوايا، او التخفيف من حجم المطالب والشروط، مشيرة الى ان اسماء عدة طرحت كحل وسطي بينها اسماء
عمداء في الجيش، لتسلم حقيبة الداخلية، لكن لم يتم القبول بها.
وفيما اكدت مصادر تكتل التغيير والاصلاح موافقة العماد عون على اسم أحد الضباط، لكن الرفض جاء من قبل جهات اخرى، نفت اوساط سليمان ورود اي صيغة واضحة من «الخليلين»
حول اسماء معينة للاختيار بينها، وأوضحت ان ما جرى تداوله هو بعض المقترحات، مشيرة الى عقبات اخرى تؤخر التشكيل غير»الداخلية»، منها الخلاف حول حقائب الاتصالات
والصحة والطاقة، وكذلك الاعلام مؤخرا.
في هذا الوقت، اتهم العماد ميشال عون سليمان وميقاتي بالتعطيل لأنهما يمتنعان حتى اللحظة عن تحمل مسؤولياتهما في توزيع الحقائب على الكتل. وقال في مقابلة مع
تلفزيون «المنار»: أعتقد أنّ خلفيات عدم تأليف الحكومة تعود إلى أسباب خارجية، وحقيبة «الدّاخلية» هي الغطاء من أجل التعطيل. ورأى أن فريق 14 آذار «لا تزال
لديه بعض الامتدادات مع من يمارسون الحكم، وهؤلاء هم من يقومون بالتعطيل وليس الأكثريّة الجديدة».
وأكد الوزير زياد بارود لـ«السفير» انه لا يناور في موقفه الاخير، وانه لا يقبل ان يكون سببا لمشكلة، «او ان يرمي غيري مشكلة تأخير تشكيل الحكومة عندي، وإذا
كان موقفي هذا يساهم في تعجيل التشكيل وتسهيل الحل فيكون خيرا، وأنا لم ولن اسعى الى منصب اساسا».
مخالفات البناء
الى ذلك، واصلت القوى الامنية إزالة مخالفات البناء في محيط سور المطار، حيث تم تهديم معظمها حتى الآن، بينما استمرت عمليات البناء العشوائي وغير القانوني في
مناطق عدة في الجنوب، برغم تأكيد حزب الله وحركة أمل رفع الغطاء عن المخالفين ودعم القوى الامنية في وضع حد لهذه الظاهرة.
وفي هذا السياق، قال الرئيس بري لـ«السفير»: ما دمت حيا، لا تشريع لمخالفات البناء في أي مكان، وما كان يجري في السابق من تشريع لها هو الذي شجع الناس على تكرار
المخالفات وتوسيع نطاقها، لذلك ليس واردا بتاتا تشريعها مرة أخرى، ومن يراهن على إجراء تسوية لوضعه في نهاية المطاف فهو واهم، لأن هذا الموضوع لا يحتمل أي تسوية
او مساومة.
وأكد ان حركة أمل وحزب الله نزلا بقوة على الارض لدعم القوى الامنية في إزالة المخالفات، داعيا إياها الى تأدية دورها على هذا الصعيد. وتابع: أنا مصمم على ملاحقة
هذا الموضوع حتى النهاية، وسأصر على محاسبة كل ضباط وعناصر القوى الامنية الذين تورطوا في تغطية المخالفات او غض الطرف عنها، سواء من خلال قبض الرشى او من خلال
التقصير في أحسن الحالات.

السفير

No comments:

Post a Comment