عضو بالأمانة العامة لـ14 آذار: الحل الوحيد أمام «حزب الله» العودة إلى الدولة
«القوات» لا ترى خلافاً سورياً ـ إيرانياً.. و«الكتائب» عاتبة
مارلين خليفة
الغموض البنّاء هو التوصيف الجدير بزيارة الأربع ساعات للعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد الى بيروت يوم الجمعة الفائت، وإذا كانت
قوى 8 آذار عاكفة على تحليل نتائج زيارة «لم تقدّم حلولا جذرية» لمأزق «القرار الظني» في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فإن قوى 14 آذار تطرح بدورها علامات
استفهام مقرونة بشيء من الطمأنينة النسبية المنبثقة من عدم اتخاذ الفريقين العربيين الرئيسيين في الملف اللبناني لأي قرار قد يؤثر على صدور القرار الظني العتيد.
وتعكف الأمانة العامة لقوى 14 آذار على القراءة المتأنية للزيارة، عشية الاستعداد لعقد اجتماع موسع، لكن يبدو أنّ عدم تقدم الزعيمين العربيين بتصوّر نهائي للأزمة
الناشئة أعطى هذه القوى جرعة من «الأوكسيجين»، من هنا يقول احد «صقور» الأمانة العامّة لـ«السفير»: «يتصرّف «حزب الله» على طريقة أنا أعمى ما بشوف، أنا ضرّاب
السيوف»، محاولا إرساء معادلة تخيّر اللبنانيين بين العدالة أو السّلم الأهلي، وهي محاولة ستبوء بالفشل لأن لا العدالة يمكن أن تمسّ ولا السّلم الأهلي أيضا».
ويستطرد: «يعتقد «حزب الله» أنه إذا رفع صوته فسوف يأتي الجبابرة إليه ساجدين، لكنّ الحلّ الوحيد الذي يمتلكه هو العودة الى حضن الدولة اللبنانية».
من جهته، ينقل أحد النواب المنضوين في قوى 14 آذار عن الملك عبد الله قوله في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين: «بغض النظر إذا كانت لدي الإرادة أم لا فليست
لدي الإمكانية للتدخل في القرار الظني مهما كان». ويعتبر أحد أعضاء الأمانة العامة لهذه القوى بأن الزيارة «صبت أكثر في مصلحة 14 آذار لأن قوى المعارضة السابقة
وفي مقدّمها «حزب الله» كانوا يتوقعون منها إلغاء القرار الظني أو تسويفه إلا أن النقاشات التي حصلت إبان الاجتماعات الثلاثية، تحدثت عن تجنب اللجوء الى العنف،
وعدم تعطيل المؤسسات، وتحصين الحكومة، وهي رسالة مباشرة لـ«حزب الله» لأنه هو من يمتلك هذه القدرات».
وتدرج هذه القوى زيارة الرئيس السوري الى بيروت مع الملك السعودي في خانة التعاون الإقليمي الشامل وليس بسبب لبنان، «ثمة مفاوضات مباشرة ستحرّك الملف الفلسطيني
وستتبعها حلحلة في العلاقة المصرية السورية، وثمة مصالح مشتركة سعودية سورية في العراق، وتشكل زيارة الملك عبد الله إعادة مباشرة لدمشق ومن الباب العريض الى
الحضن العربي بعدما عادت الى الكنف الأوروبي والدولي، لذا كان من الطبيعي أن يرافق الأسد ملك السعودية من دون التوصل الى حلول جذرية للملفات اللبنانية».
وحول ما اذا كان رفض «حزب الله» للصيغة السورية القاضية بتأجيل القرار الظني ستؤدي الى تشوش ما في صورة العلاقة بين الجانبين؟ يجيب النائب المنضوي في الأكثرية:
«لن يكون خلاف بين سوريا و«حزب الله»، لكن هواجس الحزب طبيعية لأنه يطلب من دمشق دعما مطلقا له، فيما يجنح بشار الأسد كرئيس دولة لها مصالح إستراتيجية الى وضع
قليل من التمايز بسبب ملفات كبرى تديرها سوريا، لكن هذا التمايز موضعي ولن يؤثر على العلاقة الإستراتيجية بين دمشق وطهران وبالطبع بين «حزب الله» وسوريا».
القوات والكتائب
ويقول نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» المحامي جورج عدوان ان القمة الثلاثية شددت على نقاط عدة أبرزها: «تطبيق اتفاقي الطائف والدوحة ولا
سيما لجهة عدم استخدام العنف، حل القضايا ضمن مؤسسات الدولة وتفعيل دوري حكومة الوحدة الوطنية ومجلس النواب مما يوطد استقرار لبنان في شتى الظروف». ويلفت عدوان
الانتباه الى «أنه لم تتم أية تسوية حول القرار الظني المنتظر، لكن حصل تأكيد على تجنب أية فتنة والعمل على تثبيت الاستقرار وهذا دليل قاطع على أن المحكمة غير
مسيسة».
ويلفت عدوان الانتباه الى أن «القوات اللبنانية» لن تكتفي بأن يتهم هذا القرار الظني عند صدوره فريقا ما، «بل ستعكف على تحليل الأدلة والوقائع والقرائن والشهود
وتدقق بها وعندها تحكم على جدية القرار»، واستبعد الفتنة «لأن أي اتهام يأتي من فريق ثالث لا علاقة له باللبنانيين».
وردا على سؤال قال عدوان «ربما يكون هناك بعض التمايز بين سوريا وإيران لكن لا أرى اية إمكانية لتباعد جدي بين الطرفين. نعم هنالك تمايزات تمليها المصالح الإستراتيجية
للطرفين، لكن لا أرى في المدى المنظور أنه يمكن الرهان على خلاف بين البلدين».
من جهته يعلّق حزب «الكتائب اللبنانية» على الإشكالات البروتوكولية التي رافقت القمة الثلاثية، بلسان ممثله في الحكومة وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور سليم
الصايغ بالقول «لم تكن القوى المسيحية الاساسية التي لا تزال تطالب بملفـات أساسية عالقة مع سوريا موجودة وبالتـالي لم يتـم إجماع سـياسي حـول اللقاء في بعبدا».
يعتبر الصايغ بأن حضور الرئيس السوري بشار الأسد على طائرة الملك السعودي الى بيروت «هو الحدث بحدّ ذاته»، مشيرا الى أنه «بحسب علمي لم يتم طرح اي شيء في لبنان
بل أقفلت القضايا قبل قدوم الملك السعودي والرئيس السوري الى بيروت، وبعد مشاورات هاتفية مع رئيس الجمهورية اللبنانية، وكل ما حصل في القمة الثلاثية هو التأكيد
على استقرار لبنان وبأن القرار الظني ليس في يد قوى عربية أو دولية».
مارلين خليفة
السفيرر
No comments:
Post a Comment