Saturday, January 1, 2011

أبعاد تعيين السفير الاميركي في دمشق
________________________________________
تحدى الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمهوريين بتعيينه بمرسوم سفيرا في سورية، مستغلا في ذلك عطلة الكونغرس للالتفاف على "العرقلة غير المسبوقة" التي يمارسها خصومه الذين سارعوا الى التنديد بما اعتبروه "تنازلا" اميركيا لدمشق لا مبرر له.

وكان اوباما احال الى الكونغرس في 22 شباط الفائت قراره تعيين الديبلوماسي روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في سورية، وهو منصب شاغر منذ قرابة الست سنوات حين استدعت واشنطن سفيرها في دمشق اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

غير ان الجمهوريين في مجلس الشيوخ قطعوا الطريق على المصادقة على هذا التعيين، مبررين خطوتهم بالتشكيك في جدوى ارسال سفير الى هذا البلد في الوقت الراهن.

وسارع الجمهوريون الى التنديد بتعيين سفير في سورية.

ودانت الرئيسة المقبلة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب الجمهورية عن ولاية فلوريدا ايليانا روي-ليتينين تعيين فورد معتبرة اياه "تنازلا" للنظام السوري الذي "يزعزع" استقرار لبنان بدعمه "حزب الله".

واضافت ان "تقديم تنازلات غير مستحقة لسورية يقول للنظام في دمشق انه بوسعه الاستمرار في تطبيق اجندته الخطيرة من دون ان يواجه اي عواقب من جانب الولايات المتحدة. انها رسالة خاطئة لارسالها الى نظام لا يزال يضر ويعرض للخطر المصالح الاميركية ومصالح حلفائنا الاساسيين كاسرائيل".

غير ان الخبير السياسي في معهد العلاقات الدولية محمد بازي اعتبر ان المعارضة الجمهورية مخطئة في رفض ارسال سفير الى دمشق، مؤكدا انه "لو كانت الولايات المتحدة لا ترسل سفراء الا الى الدول الصديقة او المتعاونة معها، لكان عندها عدد السفراء الاميركيين في العالم اقل بكثير مما هو عليه".

بدوره قال جون الترمان الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو ايضا مركز ابحاث في واشنطن، "اعتقد اننا نكون في موقع افضل مع العديد من الدول الصعبة عندما نتعامل معها وجها لوجه وليس عندما نتجاهلها".

واضاف انه وعلى الرغم من ان الجمهوريين عارضوا تعيين سفير في سورية، فهم لم يشككوا ابدا في مؤهلات السفير فورد، مؤكدا انه "ديبلوماسي ممتاز قطعا" و"سيقول (للسوريين) بكل وضوح ان افعالهم، سواء اكانت جيدة ام سيئة، ستكون لها عواقب".

"ديبلوماسي مخضرم":

وفورد الذي من المرجح ان يتوجه الى سورية قريبا لتسلم مهامه هو ديبلوماسي مخضرم ضليع بشؤون المنطقة وقد سبق له ان كان سفيرا لبلاده في الجزائر كما شغل مناصب مهمة في السفارة الاميركية في بغداد.

واضافة الى فورد، عين اوباما، الذي يمضي عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة في هاواي، الولاية التي ولد فيها بالمحيط الهادئ، بمرسوم ايضا الاربعاء ثلاثة سفراء آخرين في كل من تركيا واذربيجان وتشيكيا، اضافة الى مسؤولين آخرين احدهما جيمس كول الذي عين نائبا لوزير العدل وهو ترشيح لقي بدوره ممانعة جمهورية في مجلس الشيوخ.

وفي معرض تبريره لجوء اوباما الى تعيين هؤلاء المسؤولين بمرسوم، قال مسؤول اميركي رفيع المستوى طالبا عدم الكشف عن هويته ان "كل الادارات تواجه تأخيرا في عملية مصادقة (مجلس الشيوخ) على مرشحيها، ولكن حجم العرقلة الجمهورية للمرشحين الذين اختارهم اوباما غير مسبوق".

"ترحيب فرنسي":

و رحبت فرنسا امس بتعيين اوباما لسفير في دمشق، معتبرة انها "اشارة قوية موجهة من الولايات المتحدة" الى سورية لتعزيز جهود السلام المتوقفة حاليا في المنطقة.

وقالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج في لقاء مع صحافيين ان "تعيين سفير اميركي في سورية اشارة قوية تبعث على الارتياح من الولايات المتحدة الى دمشق".

واضافت ردا على سؤال عن تعيين روبرت فورد سفيرا لواشنطن في دمشق ان هذا القرار "يؤكد ارادة الولايات المتحدة اجراء حوار بناء مع سورية وحوار كهذا لا يمكن الا ان يساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة وجهود السلام".

No comments:

Post a Comment