Wednesday, August 31, 2011

انتخابات تكميلية على طريقة التعيينسامي ونديم: وداعاً للعائلية
سامي ونديم الجميل..كل في طريق (عباس سلمان)
كلير شكر
لم يكبّد نديم الجميل نفسه، عناء المحاولة «العقيمة»، للدخول مجدداً في «شراكة» المكتب السياسي الكتائبي، الذي اكتمل عقده أمس من خلال انتخابات تكميلية، على
طريقة «التعيين» التي أتت بستة أعضاء جدد إلى الهيئة القيادية التي تولت بنفسها انتخابهم، «تزكية». فـ«المكتوب يُقرأ من عنوانه»، وما قالته صناديق الاقتراع
التي وضعت في البيت المركزي في ختام المؤتمر العام، لاختيار أعضاء «الجناح السياسي» الكتائبي، كانت كفيلة لتوضّح الرؤية أمام النائب الجميلي: لا مكان لك في
التركيبة القيادية الممسوكة بقبضتيْن فقط، قبضة عمه أمين الجميل من جهة، وقبضة ابن عمّه سامي من جهة أخرى!
سقطت «شعرة معاوية» التي تربط بين بكفيا والأشرفية، عندما وقعت معركة المكتب السياسي. في تلك الليلة شعر نديم أن حسابات بيدره لا تتوافق مع حسابات حقل عمه وابن
عمه. وأنّه لا بدّ من مراجعة نقدية لأدائه ولعلاقته مع الأقربين قبل الأبعدين.
فالمكتب السياسي الجديد، صدم الكثيرين، نتيجة تركيبته «الجميلية» بامتياز: أسماء منتقاة على «الطبليّة»، بعضها معروف، والبعض الآخر استدعي من «عالم الغيب»،
تكاد تكون قيمتها المضافة محصورة بولائها إلى الأب، أو الابن. وعلى سبيل المثال، شاكر سلامة، ناجي بطرس، منير الديك، فادي عردو، أنزلوا إلى «القائمة الذهبية»
بطلب من سامي، فيما جورج جريج، سليم الصايغ، ايلي نصار وغيرهم، انضموا إلى اللائحة بطلب من رئيس الحزب.
وكما في المرحلة الأولى، كذلك في المرحلة الثانية. أعضاء المكتب السياسي الجدد، يحملون توقيع أمين، أو سامي... ولا ثالث لهما. وهم: بيار الجلخ، فرج كرباج، ألبير
كوستانيان، سيرج داغر، منير معلوف ورفيق غانم.
حتى «ليلة القبض على المكتب السياسي»، كان نديم يراهن على مفاوضات اللحظات الأخيرة التي ستسبق فتح صناديق الاقتراع، معوّلاً على تسوية ما تلحق مرشحيه الأربعة
بلائحة بكفيا، وتكرّس توافقاً بين جناحي «الشجرة الجميلية». في اللحظات الأخيرة، أتى من يبلغه أن عمه ونجله، يعرضان عليه تبني مرشح من جانبه، على أن يتولان
تسميته... وإلا، «إلى المعركة در».
خاض نديم المعركة وهو يعرف سلفاً نتائجها. أراد تسجيل موقف، وإطلاق البيان الرقم واحد للمعارضة الوحيدة في الصيفي ضد صيغة «أنا أو لا أحد» المكرسة في البيت
المركزي، كما يقول المعترضون.
الاعتراض بنظر المحيطين بنائب الأشرفية، سيكون مزدوجاً، أولاً على «الخطاب الرمادي» لأهل بكفيا، وثانياً على الأداء الحزبي. في الشق الأول تتراكم الملاحظات
على «البروفيل السياسي» للحزب الذي يبدو لراصده، أن إحدى رجليه في «البور» فيما الأخرى في «الفلاحة»، برغم الوجه المتشدد الذي يحاول سامي تقديمه، ولكنه يخفي
جسوراً تمدّ من تحت الطاولة. أما في الشق الثاني، فإن جعبة المعترضين تتدفق بالشكاوى التي تلخّص بسؤال جوهري: لماذا يفتقد الحزب الانتسابات التي عرفها أيام
الشهيد بيار الجميل؟
في سجل الاعتراضات، المآخذ تطال الآلية الانتخابية الحزبية، فهي تحصل وفق قاعدة «انتخبني لانتخبك». دائرة مقفلة لا تأتي إلا بمن يقسمون الولاء للأب والابن،
وليس للحزب. أصوات كتائبيي الاغتراب صارت مسموعة في أرجاء الصيفي، غابت مشاركتهم عن المؤتمر العام، نتيجة شكواهم من سياسة التفرّد السائدة.
ولسامي حصّة الأسد من تذمّر «أهل البيت»: حوّل الحزب «السبعينيّ»، إلى «نادٍ» لأصدقائه الشباب الذين أتى بهم من «لبناننا». منذ أن وطأت قدماه البيت المركزي
وهو يعمل على قضم مواقع النفوذ شيئاً فشيئاً. أبعد مجموعة شقيقه أولاً، وهو اليوم يحاول إقصاء ابن عمه، على مرأى من والده. كلّ ذلك في سبيل إحكام قبضته على
الحزب.
نديم الذي يترك خيطاً رفيعاً بينه وبين معراب، يحرص دوماً على التذكير بأهمية هذا الخيط، يتعامل مع الكتائب على أنها المنزل ـ الأم، ولا يتخطّى الواقع القائل
إن «القوات» هي وليدة الكتائب. ولذا لا يحبّذ الحساسية المفرطة بين أمين وسامي من جهة، وسمير جعجع من جهة أخرى. لا مصلحة بالخصومة بين الحزبين ولو أن نديم معجب
بحزم سمير ووضوحه أكثر من أقربائه.
منذ أن أققلت صناديق الاقتراع، انقطع التواصل بين نديم وبقية «الجميليّين». لم يُسأل حتى اللحظة عن موقفه من الانتخابات التكميلية. حتى أنه صار يغيب عن اجتماعات
المكتب السياسي ولو أنه يصرّ على حمل البطاقة الكتائبية.
خلال الأسبوع الماضي، أضاء نديم شعلة في ساحة ساسين في ذكرى انتخاب بشير رئيساً للجمهورية. وفي 14 أيلول المقبل سيخطب في قداس ذكرى استشهاد والده. احتفال «بشيريّ»
من «ألفه» إلى «يائه»، وستكون فيه الكتائب مجرّد «ضيفة».

No comments:

Post a Comment