«حزب الله»: تحركات «اليونيفيل» مقلقة ^ قهوجي: الاستقرار «خط أحمر»
الأوروبيون يحتجون: الجيش لا يتعاون والأهالي لا يرغبون بنا!
«أزمــة الثانـوي» تنفـرج ... وحـوار مطلـبـي إيجابـي بـين الحكـومـة و«العمالـي»
سجلت أزمة درجات أساتذة التعليم الثانوي والمهني، أمس، انفراجا في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورابطة الأساتذة، وتقرر في ضوئه
استئناف المعلمين أعمال تصحيح مسابقات الامتحانات الرسمية، اعتبارا من يوم غد، كما خطت الحكومة خطوة ايجابية ثانية بانطلاق الحوار بينها وبين الاتحاد العمالي
العام، فيما تستعد قطاعات أخرى لإطلاق مطالبها وتحركاتها.
في هذه الأثناء، ظلّت الأنظار مشدودة إلى قضية اكتشاف جاسوس «ألفا» وما يمكن ان ينتزعه التحقيق الذي تجريه معه مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من أسرار
وخدمات قدمها للعدو خلال سنوات العمالة الطويلة، وفي الوقت نفسه، بلغت الهزات السياسية الارتدادية لمناورات «اليونيفيل» الأخيرة في الجنوب مستوى غير مسبوق،
تمثل في إعراب أكثر من دولة أوروبية عن قلقها ازاء ما يجري، مؤكدة أن «اليونيفيل» قوات صديقة تنشد السلام «لا التجسّس على أحد»، فيما ألقت مصادر دبلوماسية أوروبية
المسؤولية عما حصل «على الجنوبيين»، واتهمت الجيش اللبناني بعدم التعاون الوثيق مع القوات الدولية!
وفي ما بدا انه تلويح بخطوات ما قد تقدم عليها تلك القوات، كشفت المصادر الدبلوماسية الأوروبية «ان دول «اليونيفيل» بدأت تراجع جدوى عملها في أرض لا يستوعب
أهلها فائدة وجودها المانع لنشوب حرب مدمّرة جديدة كحرب تموز 2006».
واتهمت تلك المصادر الجنوبيين بارتكاب اكثر من 25 حادثة رشق حجارة على الجنود الدوليين، وسألت «ما هو الخطأ الذي ارتكبته «اليونيفيل» منذ تواجدها في الجنوب،
فإذا كان الجنوبيون لا يرغبون بوجودنا فليقولوا ذلك صراحة «!
وإذ نفت المصادر «أن يكون أي حراك قد يقوم به جنود «اليونيفيل» يتطلب مشاركة مباشرة من قبل الجيش اللبناني»، اتهمت الجيش بعدم التعاون الوثيق مع القوات الدولية،
وبأنه «يقوم أحيانا بتأخير وصول الجنود الدوليين عند الشك بالعثور على مخازن أسلحة». كما اخذت على الجيش انه لم يقم لغاية اليوم بنشر العدد المطلوب منه في هذه
المنطقة أي 15 ألف جندي مكتفيا بعدد جنود لا يتعدى الـ3500 عنصر، وهو موضوع أثاره وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في زيارته الأخيرة الى بيروت وقبله وزير
الدفاع الفرنسي إرفيه موران (ص3).
حزب الله: فلتلتزم اليونيفيل بمهمتها
الى ذلك، دعا «حزب الله» قوات «اليونيفيل» الى الالتزام بمهمتها كما يحددها القرار 1701، وان تؤدي دورها الذي ينسجم تماما مع القرار المذكور ولا يشكل خروجا
عليه، كما لا يخلق ريبة لدى المواطنين وقلقا على غرار ما حصل مع المناورة الاخيرة.
وأكد نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لـ«السفير» ان «اليونيفيل» باتت معنية في ان تنتبه الى ما تقوم به، وان تدرك ان التجاوزات تراكم قلقا،
وان بعض السلوك لا يبني عناصر ثقة بينها وبين الاهالي، لذلك فإن الاشكال الذي حصل ناجم عن تصرف من «اليونيفيل»، أقلق الناس، وعلى تلك القوات ان تفسر ما قامت
به وان تصحح، او بالاحرى ان تلتزم بمهمتها كما حددها القرار 1701، وساعتئذ تعود الامور الى مجاريها (ص3).
وفيما أعلن قاسم أن «كتلة الوفاء للمقاومة» ستوجه سؤالا الى الحكومة تطالبها فيه بتحديد الاجراءات التي ستقوم بها حيال الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة وآخرها
خطف الراعي اللبناني، كان لافتا للانتباه مطالبة رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين الحكومة بالقيام بواجبها لتأمين الحماية اللازمة لأهل
الجنوب «وفي حال تقاعست عن واجبها يصبح من حق أبناء تلك المنطقة أن يفتشوا عن سبل الحماية لأنفسهم للدفاع عن كراماتهم التي لا يجوز بأي حال أن يستهان بها تحت
أي عنوان أو ذريعة» (ص4).
قهوجي: السلم الاهلي
خط أحمر
بدوره، قال قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«السفير» ان «السلم الأهلي خط أحمر ولن يسمح الجيش بأي عبث بالاستقرار الأمني. قرارنا واضح ولا يحتمل أي اجتهاد، وسيتدخل
الجيش لمنع أية فتنة طائفية أو سياسية ولن يتهاون في التعامل مع كل ما يؤدي إلى مشكلة تهدد الأمن الوطني والاستقرار الأمني والسلم الأهلي». وأكد ثقته بقدرة
الجيش على منع انسحاب الخلافات السياسية إلى الشارع، وقال: ستبقى المؤسسة العسكرية حريصة على القيام بمهماتها ولعب دورها كاملاً من دون ضجيج.
واستبعد قهوجي حرباً إسرائيلية على لبنان في ظل الظروف الموضوعية القائمة حالياً، إلا انه أكد أن الجيش، وفي حال حصول عدوان، جاهز للتصدّي، وهذا دوره. أما عن
المقاومة ودورها، فأكد أنها شعب موجود على أرض الجنوب.
انفراج أزمة درجات الثانوي
وعلى صعيد الحركة المطلبية، توصل رئيس الحكومة ورابطة اساتذة التعليم الثانوي والمهني الى اتفاق وضع حدا لازمة الدرجات، وحقق الاساتذة بموجبه أربع درجات ونصف
الدرجة، على أن تدخل في صلب الراتب، مع مفعول رجعي منذ مطلع العام الحالي، وأيضا مع تحقيق مكسب في الأرقام تمثل في تجاوز مشروعي وزير التربية د.حسن منيمنة (ثلاث
أو أربع درجات)، وأيضا في موضوع تناقص ساعات العمل بحيث باتت تبدأ بعد خدمة 16 سنة بدلا من 17 سنة.
واذا كان هذا الانجاز قد تحقق بعد مفاوضات شاقة، واقفل ملف درجات الثانوي، فإن بعض المؤشرات بدأت تلوح في الافق حول فتح «شهية» باقي القطاعات التربوية، ولاسيما
أن الفارق في الدرجات (الثانوي) بات نحو 19,5 درجة مع التعليم الأساسي، واقترب راتب الأستاذ الثانوي من راتب الأستاذ الجامعي، ما قد ينذر بتحركات مطلبية جديدة.
في وقت أعربت رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عن استغرابها الشديد لمماطلة مجلس الوزراء لجهة عدم إقرار مشروع القانون المتضمن «أحكاماً خاصة
لتصفية المعاش التقاعدي لأساتذة الجامعة اللبنانية»، أي الاحتساب على اساس 35 سنة خدمة بدلا من أربعين سنة.
ولوحت مصادر نقابية باتخاذ مواقف تصعيدية لاسترجاع ما دمجه القانون 717 من حقوق لأساتذة الجامعة (درجتان وعلاوة التعليم)، في حين أن أساتذة التعليم الأساسي
بدأوا التحضير لدراسات تبين حجم الفارق بالرواتب بينهم وبين أساتذة التعليم الثانوي.
حوار الحريري
ـ الاتحاد العمالي
وعلى خط مطلبي آخر، بحث الرئيس الحريري مع وفد من الاتحاد العمالي العام، برئاسة غسان غصن وفي حضور اللجنة الوزارية المكلفة دراسة مطالب الاتحاد، الملفات الاقتصادية
والحياتية. وقال غصن إن الطرفين خاضا في جولة من النقاش والتفاوض من أجل وضع منهجية للعمل، منها ما هو متصل بالضمان الاجتماعي ونظام التقاعد والحماية الاجتماعية،
ومنها ما هو متصل بخطة النقل والنقل المشترك وتعزيز النقل العام، فضلاً عن موضوع السياسة الضريبية بعيداً من النقاشات العامة.
وأكد غصن أن «الموضوع الآني الذي طالبنا به هو وضع سقف لأسعار المحروقات»، لافتاً إلى أن «البحث بدأ في البدائل الضريبية لتعويض واردات الخزينة بما لا يطال
المواطن بضرائب غير مباشرة، ويكون الاتجاه نحو الضرائب المباشرة، والضرائب التصاعدية، والضرائب على التحسين العقاري، وعلى الريوع، وفرض الغرامات على من هيمن
على الأملاك البحرية والنهرية، وعلى من ينهش جبال لبنان من خلال الكسارات».
جريدة السفير
No comments:
Post a Comment