Monday, April 25, 2011

حركة على خط بنشعي - معراب مواصلة للتطبيع وكسر الجليد
هل تعيد المصالحة المسيحية رسم أحجام وتوازنات جديدة؟

اذا كان جانب من المفاعيل المترتبة على لقاء بكركي الرباعي لم تظهر الى العلن بعد، في ظل سعي القيادات المسيحية الى التزام ضوابط "ميثاق الشرف" في هذا الشأن، الا ان الاتصالات المتواصلة بين الاطراف تكاد تكشف النقاب عن بعض من تداعياتها.

وفيما تبقى النتائج رهن الترجمة العملانية للمصالحة المسيحية – المسيحية، في ضوء الكلام على تشكيل لجنة تنسيقية تتولى توحيد اطر النقاش حيال عدد من الملفات، يبدو التقارب بين حزب "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" الاكثر دقة في هذا المجال، انطلاقا من "وزن" المشكلات التي سببت التباعد بين الطرفين في الحقبة الماضية، وخصوصا ان بعضها ذو طابع دموي.
عمليا، ازالت المصالحة السابقة بين "تيار المردة" والكتائب الى عدد من الفاعليات المسيحية جزءا من الحواجز التي تحكمت بالعلاقات في الفترة المنصرمة، ولا سيما ما يتعلق منها بمقتل طوني فرنجية وعائلته. والخطوة هذه كانت لقيت ترجمتها العملية في مبادرة "اسقاط الحق" حيال عدد من الافراد. وفيما يتوقع ان تسلك الامور المنحى ذاته مع "القوات اللبنانية"، لا يخفى على المراقبين سلسلة استنتاجات اولية تطبع المشهد التوافقي السائد، وفي خطوطها العريضة:
- ان مناخ التقارب المسيحي – المسيحي يأتي في ظل مناخ "متقلب" عربي وخصوصا سوري، كانت له مساهماته في احداث تباعد بين المكونات والطوائف اللبنانية وحتى ضمن الطائفة الواحدة. من هنا، لا تبدو العوامل المسهلة التي رافقت المبادرة التي تولاها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعيدة من هذه الاجواء، في ظل شعور تولد لدى اطراف مسيحيين عن تراجع دور حلفائهم الاقليميين، عززه انشغالهم بملفاتهم الداخلية.
- يبدو جليا ان التعاطي الايجابي للقيادات المسيحية مع مبادرة الراعي بلغ حد اسقاط اي شروط مسبقة لخطوة اللقاء. والشروط هذه كان حفل بها الاعلام في الحقبة الماضية لجهة الدعوات الى تقديم اعتذارات او ما الى ذلك. وهذا ما فسره المراقبون باصرار الاطراف المجتمعين ولا سيما "القوات" و"المردة" على طي الصفحة الدموية في علاقاتهما وخصوصا ما يتعلق بجريمة اهدن، الى "تحرير" اطراف من التبعات ولو المعنوية، للجريمة.
- ابعد من لقاءات المعايدة والتهنئة التي اجراها رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعدد من القيادات بينها الرئيس امين الجميل ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لمناسبة الفصح، تتحدث اوساط متابعة عن لقاء ثنائي يستمر العمل عليه بين قيادتي "القوات" و"المردة" ويجمع فرنجية وجعجع.
واذا كان العاملون على خط بنشعي – معراب يدرجون اللقاء المرتقب في اطار سلسلة عناوين، ضمنها مواصلة سياسة التطبيع وكسر الجليد والتخفيف من "التراكمات" الماضية، ويحكمها توجه حقيقي بانهاء الخلافات المسيحية – المسيحية، فان هذه العناوين يتوقع ان تلقى طريقها الى التنفيذ ضمن مجموعة خطوات منها لوجيستي الطابع. وهي تشمل في ما تشمل تأليف لجان تقنية يعهد اليها في مهمة حل الخلافات الثنائية، على انواعها. ويتوقع ان تضم هذه اللجان فاعليات سياسية واعلامية وحزبية الى مسؤولي المناطق الذين هم على تماس مباشر مع الاهالي. ومعلوم ان بعضا من الخلافات كان تسبب بترك عائلات لمنازلها في عدد من القرى.
- لا يخفى على المتابعين الجهد المتواصل الذي تتطلبه عملية ازالة التداعيات ولا سيما الدموية منها، بين الاطراف وخصوصا بين اهدن وبشري. وهذا ما يدفع بعض المسؤولين الى الاقرار بأن "الاصعب قد مر" وبأن فرص التقارب تتعزز يوميا، ومعها تتراجع احتمالات تجدد الصدامات.
- بازاء كبح محاولات اعادة تسعير الخلافات، تبرز المحاولات الهادفة الى تنقية الخطاب الاعلامي ولا سيما الموجه منه الى القواعد من ترسبات الماضي. وبعيدا من حسابات الربح والخسارة التي يمكن ان تفرزها معادلة المصالحات ووتيرتها ، فان تمدد الاحزاب والتيارات المقبل ولا سيما في الاقضية والمناطق "المحظورة" سابقا على بعضها، كفيل باعادة رسم احجام وتحديد توازنات.

ريتا صفير

النهار

No comments:

Post a Comment