Thursday, July 1, 2010

لا حرب ولا تبديل لقواعد الاشتباك.. ودول أوروبية ستزيد عدد جنودها
غافو لـ«السفير»: تكرار الحوادث مقلق والحل بتعزيز التنسيق بين الجيش و«اليونيفيل»

مارلين خليفة

أبدى السفير الإسباني في لبنان خوان كارلوس غافو خشية من أن تؤدي الحوادث المتكررة جنوبا وخصوصا تلك التي أعقبت مناورة تدريبية لقوات «اليونيفيل» أمس الأول،
إلى «وضع حرج». وقال في حوار مع «السـفير» بأن معالجة الأمر تتطلب تعزيزا للتعاون بين الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، مستبعدا التوصل راهنا الى وقف نهائي
لإطلاق النار ومستبعدا في الوقت عينه حربا وشيكة.
ونفى غافو حصول أي تعديل في «قواعد الاشتباك» أو أي تخفيض في عديد قوات الطوارئ الدولية، معربا عن استمرار بلاده في تقديم المساعدة للجيش وخصوصا في مجالات التدريب
المختلفة. وأشار الى حقوق اللاجئين الفلسطينيين، داعيا الى تحسين شروط معيشتهم، مؤكدا بأن بلاده لن تقبل بحل يكون على حساب لبنان في تلميح الى المخاوف من التوطين.

ولفت غافو الانتباه الى ان الملك الإسباني خوان كارلوس قبل دعوة رسمية لزيارة لبنان، كاشفا في الوقت عينه عن زيارات قريبة لرئيسي مجلسي الشيوخ والنواب الإسبانيين،
كما كشف عن دعوات وجهها وزير الخارجية الأسباني ميغيل أنخل موراتينوس خلال الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي الى ثلاثة قادة مسيحيين هم ميشال عون وسمير جعجع
وأمين الجميل لزيارة اسبانيا «في إطار التشاور المستمر بين البلدين والقوى السياسية اللبنانية»، معربا عن انفتاح إسبانيا «لاستقبال جميع الأفرقاء اللبنانيين».

وقدم غافو جردة للرئاسة الإسبانية الدورية للإتحاد الأوروبي التي استمرت 6 أشهر والتي ستسلّم اليوم الى بلجيكا.
في ما يأتي نص الحوار:
{ لماذا قامت قوات الطوارئ الدولية بمناورة عسكرية دون مشاركة الجيش اللبناني ووسط احتجاج الأهالي؟
^ معلوماتي بأن المناورة المشار إليها لا تتعدّى تدريبات داخلية دورية ترصد قدرة هذه القوات على الانتشار في الجنوب، وقوات الجيش التي كانت بالمبدأ قد قبلت
بالمشاركة في هذه المناورات لم تقم بذلك في النهاية. وقامت مجموعة من المواطنين في المنطقة بتحرك ضدّ بعض دوريات «اليونيفيل»، مما يولد برأيي وضعا حرجا. أرغب
دوما بالتفكير بأن هذه الحوادث معزولة وغير جدية، لكن يبدو بان تكرارها بات مقلقا. لكن أشير الى أن هذا التوتر الحاصل لا يعكس حقيقة الوضع الميداني، والتعاون
والتفاهم بين «اليونيفيل» وأهالي المنطقة ممتاز وخصوصا مع القوات الإسبانية، وبالتالي هذا أمر يتعلق باليونيفيل، من هنا أهمية تقوية التعاون والتنسيق بينها
وبين الجيش اللبناني، علما بأن الوضع الميداني لا يسوده التوتر بل التفاهم بين الأهالي و«اليونيفيل» وما الحوادث التي وقعت أخيرا إلا عرضية.
{ لماذا هذه الهوّة المفاجئة بين قيادة «اليونيفيل» والجيش اللبناني وفي هذا التوقيت بالذات؟
^ لا اعتقد أن ثمة هوة، ربما توجد حاجة لتقوية التعاون مع الجيش اللبناني، لا يجب أن ننسى بأن إحدى أولويات مهمة اليونيفيل هي إتاحة الفرصة للجيش اللبناني والسلطات
اللبنانية بالسيطرة على كامل الأراضي اللبنانية، وإحدى أولويات القيادة الإسبانية اليوم تقوية هذا التنسيق وإعطاء الجيش اللبناني دفعا لبسط سيطرته. وبالتالي
أعتقد أن المسألة تتعلق بإشراك الجيش اللبناني في بعض عمليات قوات اليونيفيل.
{ هل ثمة مشاكل للقوة الإسبانية مع الأهالي في الجنوب؟
^ لا، لا إنها حوادث معزولة، لأن الأخوّة والصداقة هي شبة كاملة بين «اليونيفيل» عموما والقوات الإسبانية خصوصا وبين الشعب. أول أمس كنت في إبل السقي حيث دشنت
مشاريع لبلادي ولاحظت حضور ممثلي القوى السياسية كلها والقادة الدوليين حيث يوجد تعاون ممتاز، وهناك 500 شخص يعملون في قاعدة «سرفانتس» وبالتالي ثمة انصهار
بين الجهتين.
{ كانت للجنرال الفرنسي لافونتين اعتراضات على أداء الجيش اللبناني هل من رابط مباشر بين أفكاره وما يحدث من سوء تنسيق؟
^ لن أعلق على هذا الأمر وليست لدي معلومات عما قاله أو لم يقله الجنرال لافونتين، إنه أمر منوط بـ«اليونيفيل».
{ هل سنشهد انزلاقا أمنيا في الجنوب على ضوء ما حصل أول أمس؟
^ اللافت للانتباه بأن الوضع في الجنوب هو الأكثر استقرارا منذ أعوام، صحيح بأن المخاطر دائمة لكن ليست لدينا عناصر تدفعنا الى القول بأن انزلاقا أمنيا سيحدث،
أو بأن حربا ستنشب.
{ عبّر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن قلقه حيال الجنود الفرنسيين العاملين في قوات الطوارئ الدولية، هل لدى إسبانيا المخاوف ذاتها؟
^ لا، ليس لدينا قلق في ما يتعلق بالجنود الاسبان، باستثناء الإجراءات الإحترازية التي نتخذها اعتياديا وخصوصا بعد أن سقط لنا 6 جنود عام 2007، المخاطر الوحيدة
هي تلك التي أشار اليها القرار 1701 أي القيام بأعمال يمكن أن تهدد الوضع بالاهتزاز، لكن أعتقد بأننا نمر حاليا بمرحلة هادئة.
{ هل سيتم تخفيض عديد اليونيفيل كما فعلت ألمانيا؟ وماذا عن تعديل قواعد الاشتباك؟
^ لا لن يتم تخفيض عديد «اليونيفيل، ألمانيا لم تخفّض العدد بل خفضت الحد الأدنى لعدد جنودها المشاركين في المهمة من 800 الى 300، لكن هنالك بلدانا أعلنت أنها
ستزيد عديد قواتها. إن مجموع عديد اليونيفيل لا يجب أن يعدّل بغية القيام بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه في تطبيق القرار 1701، أما بالنسبة الى تعديل قواعد
الاشتباك فهذا أمر غير وارد البتة.
لا وقف وشيكا لإطلاق النار
{ كيف تقيمون تنفيذ القرار 1701 ومتى سنشهد وقفا نهائيا لإطلاق النار عوض وقف الأعمال العدائية؟
^ أود القول بأن قوات «اليونيفيل» ساهمت بشكل حاسم في تثبيت الاستقرار والهدوء في منطقة جنوب لبنان وهذا أمر هام جدا. بالنسبة الى تطبيق القرار 1701 ثمة خروقات
تحصل منها تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، الى خروقات أخرى للخط الأزرق يجب التنبه لها، الى احتلال أراض لبنانية وخصوصا الجزء الشمالي من بلدة
الغجر، أما الأراضي المحتلة الأخرى فهي ليست مدرجة ضمن القرار 1701، ونحن نشهد تقدما في ما يخص مسألة الغجر، لكننا لم نتوصل بعد الى اتفاق نهائي حول الانسحاب
الإسرائيلي.
من جهة ثانية، أعتقد أنه من المهم جدّا الانتقال من وقف الأعمال العدائية الى وقف رسمي لإطلاق النار، وبالتالي ينبغي على مختلف الأفرقاء تحمّل مسؤولياتهم حيال
هذا الشأن، وأعتقد بأنه في المرحلة الراهنة من الصعب التوصل الى وقف إطلاق نار نهائي علما بأنه يشكل أولوية للأمم المتحدة وهو موضوع طرحه المنسق الخاص للأمم
المتحدة مايكل وليامز مع أطراف عدة، لكن هذا الهدف لن يتحقق حاليا.
{ ماذا عن نتائج التحقيقات في ما يخص الجنود الإسبان الستة الذين تعرضوا لهجوم إرهابي وقتلوا عام 2007؟
^ حصل تقدم في التحقيق ويزور لبنان قريبا القاضي غاندي مارلاسكا للبحث في هذا الشأن لكن ليس من نتائج ملموسة لأن التحقيق معقد.
6 أشهر في رئاسة أوروبا
{ ما هي المحصلة التي خرجت بها إسبانيا بعد ترؤسها الإتحاد الأوروبي على مدى ستة أشهر؟
^ عندما تسلمت إسبانيا الرئاسة الدورية كانت أوروبا تمر بمرحلة حاسمة بسبب الأزمة الاقتصادية التي طاولت دولها كما العالم، ووضعنا 4 محاور للعمل: الأول تطبيق
اتفاقية لشبونة التي وضعت هيكلية جديدة للإتحاد الأوروبي، الثاني يتعلق بتقوية التنسيق الأوروبي في ما يخص السياسة النقدية والضريبية واتخاذ تدابير لمجابهة
الأزمة، وثالثا تعزيز الحضور الأوروبي في الخارج مع الممثلة العليا الجديدة ومع تنظيم قمم للإتحاد مع لاعبين جدد مثل المغرب والمكسيك، حيث كانت قمة الإتحاد
الاوروبي مع دول من أميركا اللاتينية، وللأسف اضطررنا الى تأجيل قمة الإتحاد من أجل المتوسط والتي كانت مرتقبة في 7 حزيران الفائت، أما المحور الرابع فهو تعزيز
ما يعرف بالمواطنية الأوروبية والحقوق الاجتماعية للمواطنين الأوروبيين.
{ ما هو تقييمكم للاجتماع الخامس لمجلس الشراكة اللبناني الأوروبي الذي انعقد أخيرا في لوكسمبورغ ولم يتطرق الى قضايا داخلية لبنانية منها على سبيل المثال القرار
1559 والإستراتيجية الدفاعية وإدارة الحدود؟
^ إن المحصلة إيجابية وقد تطرق الاجتماع الى استحقاقات عدة ومن الطبيعي أن نتطرق في اجتماع مماثل الى مجمل القضايا ليس التقنية فحسب وإنما السياسية أيضا والعلاقات
الثنائية بين الإتحاد الأوروبي ولبنان بما فيها الشؤون السياسية وهذا من ضمن خطة العمل مع لبنان حيث الشق السياسي موجود وبالتالي من الطبيعي التطرق الى أمور
مماثلة. هناك تقدم في العديد من الجوانب لكن يجب تقوية الالتزام اللبناني بخطة العمل مع الإتحاد الأوروبي.
{ ما هو التقييم الإسباني لتطور العلاقات اللبنانية السورية في الأشهر الستة الأخيرة وما الذي يطلبه الإتحاد الأوروبي من سوريا بعد الى جانب تبادل السفارات؟

^ شهدت العلاقات اللبنانية السورية منعطفا هاما وخصوصا في ما يتعلق بأرضية العلاقة وثمة مقاربة جديدة وخصوصا بعد زيارات رئيسي الجمهورية والحكومة الى دمشق،
وبالتالي هنالك تبدل في الذهنية نحو إقامة علاقات طبيعية بين دولتين سيدتين ومتساويتين ونأمل أن يتعمق هذا التعاون أكثر فأكثر الى جانب القيام بخطوات في ما
يتعلق بالمشاكل الثنائية ومنها ترسيم الحدود بين البلدين والمعتقلون والمخيمات الفلسطينية.
{ لمَ تخفيض المساعدات الأوروبية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وخصوصا للأونروا؟
^ ليست هذه حالة إسبانيا فنحن نستمر في تمويل أنشطة الأونروا، والقيام بمشاريع في المخيمات الفلسطينية عبر الجمعيات الأهلية الإسبانية، ونحن كإسبان عززنا التعاون
مع الفلسطينيين عبر الأونروا وعبر التعاون الثنائي مع إسبانيا، وأعتقد أنه يجب البدء بالتفكير في تحسين ظروف معيشة اللاجئين الفلسطينيين من دون المس بالمسألة
السياسية المتعلقة بوضعهم والمرتبطة بالحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي أعتقد أن حالهم المعيشية في لبنان غير مرضية، مع الاعتراف بالكرم اللبناني
في استضافة الفلسطينيين لكن يجب الفصل بين الأمرين وتحسين ظروف هؤلاء.
وتجدر الإشارة إلى أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في الماضي والحكومة الحالية برئاسة سعد الحريري قد أظهرتا نيتهما السياسية في إحراز تقدم في هذا السياق، الأمر
الذي نرحب به ونطمئن له.
{ بعض اللبنانيين يخشون من خطر توطين اللاجئين في لبنان هل هذا الخوف مبرّر برأيك؟
^ نحن نتفهم تماما الهموم اللبنانية في ما يخص التوطين لأن لبنان لا يمكنه القبول بتوطين 400 ألف فلسطيني مع التوازن الهش الموجود فيه والمترتبات الاقتصادية
والاجتماعية للتوطين، لكن إسبانيا متمسكة بموقفها بأن أي حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يكون على حساب لبنان لجهة توطين الفلسطينيين على أراضيه.
جريدة السفيرر

No comments:

Post a Comment