قائد جديد للجيش التركي
ايشيك كوشانير ..
عدو العولمة وأوروبا
محمد نور الدين
في خضم السجال الداخلي حول كيفية مواجهة التحديات التي طرحها تصاعد عمليات حزب العمال الكردستاني شارفت فترة رئيس الأركان الحالي ايلكير باشبوغ على الانتهاء
في نهاية آب المقبل.
وفي هذا الإطار ينتظر أن يعقد مجلس الشورى العسكري اجتماعات متواصلة كعادته في ذلك الشهر من كل سنة لإقرار التعيينات العسكرية الجديدة، والتي غالباً ما تترافق
مع طرد ضباط بتهمة الانتماء إلى التيارات الإسلامية المتشددة.
لكن الموضوع الرئيسي لهذه السنة سيكون تعيين خلف لباشبوغ الذي سيبلغ سن التقاعد. ويتوقع أن تشمل التعيينات والترفيعات حوالى 134 ضابطاً، مع احتمال تمديد مهمة
45 ضابطاً لمدة سنة.
ويتوقع أن يكون موضع اهتمام من قبل المراقبين وضع الضباط الذين لا يزالون في الخدمة، والذين يحاكمون أو وردت أسماؤهم ضمن المتهمين في محاولة منظمة «ارغينيكون»
السرية الإطاحة بسلطة حزب العدالة والتنمية.
وكما هي العادة فإن الأنظار تتطلع إلى من يخلف الجنرال باشبوغ. ويتوقع على مستوى واسع أن يكون قائد الجيش البري الجنرال ايشيك كوشانير الرئيس الجديد للأركان
في استمرار لتقليد أن يكون قائد الجيش البري هو من يكون الرئيس الجديد للأركان.
ومن التقاليد أن يكون قائد الجيش الأول في اسطنبول الجنرال حسن ايغسيز قائداً للقوات البرية، وان يكون قائد الجيش الثاني الجنرال نجدت أوزيل قائداً للجيش الأول.
وقد ولد الجنرال ايشيك كوشانير في أزمير في العام 1945. وفي هويته أن اسمه صباح الدين ايشيك كوشانير، لكنه اشتهر من دون اسمه الأول.
وتخرج من المدرسة الحربية في العام 1966، وتولى مهمات مختلفة في العديد من الوحدات، كما كان ضابطاً في عداد القوات التركية التي غزت قبرص في العام 1974.
ومن المواقع المهمة التي تولاها قيادة جيش بحر ايجه بين العامين 2004 و2005، ثم تعيينه رئيساً ثانياً للأركان بين 2005 و 2006، ومن بعدها قائداً عاماً للدرك،
وفي العام 2008 عيّن قائداً للقوات البرية. وكوشانير متزوج من نوردان كوشانير وله ولدان، ويعرف اللغة الانكليزية.
ومن خلال الخطب التي كان يطلقها أثناء مهامه كقائد للقوات البرية فإن كوشانير يظهر شخصية قومية متشددة معادية للعولمة، ويرى فيها وفي منظمات المجتمع المدني
والهيئات المدنية الدولية تهديداً للهوية الوطنية. ويحدد مصادر هذا التهديد، فيشير إلى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
وفي هذا السياق، يبدو كوشانير من اشد معارضي انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي الذي يعده ضمن التهديدات للهوية الوطنية التركية. ويرى أن الطبقة الجديدة، المتمثلة
في المنظمات العالمية، تجند الإعلام والأكاديميين ورؤوس الأموال من اجل إضعاف القيم الوطنية والمعايير الأمنية.
ويعارض كوشانير مطالب الاتحاد الأوروبي برقابة السلطة السياسية على الجيش، بقوله إن «الأمة هي وحدها التي تستطيع إجراء رقابة على الجيش».
لكن اسم كوشانير ارتبط أيضاً بوثيقة سرية أعدتها إحدى الدوائر في رئاسة الأركان في آذار العام 2006، وكان رئيساً ثانياً للأركان حينها. وقد كشفت صحيفة «طرف»
في 7 نيسان العام 2008 عن الوثيقة، وتتضمن أسماء المئات من الجمعيات والأفراد في قطاعات مختلفة، ولا سيما في الإعلام ممن يعتبرون تهديداً للجيش وسلطته وممن
تتهمهم الوثيقة بأنهم يتلقون أموالاً من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
جريدة السفير
No comments:
Post a Comment