الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)
الخميس 02 كانون الأوّل/ديسمبر 2010
الخميس من أسبوع زيارة العذراء
إنجيل القدّيس يوحنّا .42-39:4
فَآمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ المَدِينَة، مِنْ أَجْلِ كَلامِ المَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: «إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ». فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين. وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ. وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: «مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم».
تعليق على الإنجيل:
يرتبط حضورنا المسيحي ارتباطًا وثيقًا بنوعيّة إيماننا وعمقه وكثافته وأصالته وصدقه. إنّ الإيمان هبة من الله وصلتنا في يسوع المسيح. لقد عهد السيّد المسيح في هذه الوديعة الثمينة إلى رسله، الذين قاموا بدورهم بنقلها إلى خلفائهم. ولقد تناقلت الأجيال المسيحيّة عبر القرون هذه الوديعة "بريئة من العيب واللوم" (1طيم6 : 14) رغم التقلّبات والتحدّيات والصعوبات التاريخيّة الكثيرة. ولا يسعنا إلاّ أن نشكر الله على ما تحلّت به كنائسنا المسيحيّة في الشرق من شجاعة وثبات وصبر وحكمة مكّنتها من المحافظة على الوديعة، فوصلتنا حيّة. وممّا لا شكّ فيه أنّ التحدّيات الحاليّة والمتغيّرات العميقة، التي تجري حولنا، تدعونا إلى تجديد الأمانة لإيماننا، فيتحوّل ما تسلّمناه من آبائنا وأجدادنا إلى قبول واعٍ وحرّ ومسؤول وعامل وفاعل فينا. فمن الملاحظ أنّ الإيمان يواجه اليوم تحدّيات حقيقيّة ناجمة عن متغيّرات مهمّة في الأطر الإجتماعيّة التقليديّة التي لم تعد، كسابق عهدها، تسند إيماننا. وعليه فإنّ الإيمان الذي يعتمد فقط على الوراثة من غير أن يتحوّل، بنعمة الله واستجابتنا، قناعة شخصيّة عميقة، لم يعد كافيًا لمواجهة التحدّيات الحاضرة. وهذا الإيمان الشخصي هو الذي يصبّ بدوره في الكنيسة فيجعل منها جماعة حيّة.
إنّ انتقال الإيمان من مجرّد واقع وراثي إلى قبول شخصي رهن، نوعًا ما، بالتعمّق في الإيمان وتثقيفه، لأنّ جهل الإيمان أو السطحيّة فيه قد يؤدّي إلى فقدانه، خاصّة في إطار التحوّلات العميقة في أنماط الحياة في المجتمع الحالي، حتّى في شرقنا، حيث تغيّرت الأجواء التقليديّة التي أسهمت في الماضي في المحافظة على الإيمان ودعمه. إنّ جهل الإيمان هو جهل المؤمن لنفسه. وعندما يجهل المؤمن نفسه يفقد هويّته ودعوته ورسالته، وتفقد الجماعة المؤمنة أصالتها لتتحوّل إلى مجرّد جسم إجتماعي انسلخ عن التفاعل الحيّ مع أصوله الإلهيّة.
No comments:
Post a Comment